موقع السلطة
الأربعاء، 25 ديسمبر 2024 09:03 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
عرب وعالم

رفض عربي ودولي لاقتحام المستوطنين باحاته.. المسجد الأقصى خط أحمر

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

استنكر العالم أجمع، الاقتحامات الإسرائيلية بحق القدس والمسجد الأقصى، ومنع الشرطة الإسرائيلية المصلين الفلسطينيين، من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك فى نهار رمضان، واستنفر الشارع العربى والإسلامى، بعد أن شاهد عناصر الجيش الإسرائيلى والمستوطنين، يقومون بالتنكيل وضرب الفلسطينيين فى مسعى إسرائيلى واضح لفرض التقسيم الزمانى والمكانى فى المسجد الأقصى، وكان طبيعيا أن تتوالى المواقف العربية والإسلامية، الرافضة لهذا السلوك الإسرائيلى بحق القدس والأقصى، وأدانت مصر والدول العربية بأشد العبارات السلوك الإسرائيلى الذى يضر بكل الجهود، التى تهدف لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة، ويمكن تفسير السلوك الإسرائيلى بحق القدس والأقصى وفق مجموعة من الأسباب:

أولاً: الهروب إلى الأمام، فبدلاً من أن تواجه الحكومة الإسرائيلية، مشاكلها الداخلية، نتيجة التعديلات القضائية واعتراض الشارع الإسرائيلى عليها، مما اضطرها لسحبها من البرلمان، بدلا من مواجهة ذلك، تهرب الحكومة الإسرائيلية خصوصاً الجناح المتطرف بقيادة إيتمار بن غفير وسموتريتش اللذين يتبنيان مواقف شديدة التطرف ضد الشعب الفلسطينى.

ثانيا: لأول مرة فى تاريخ إسرائيل، يحدث شرخ سياسى بين السياسيين والجيش الإسرائيلى، وهو ما هدد بانهيار إسرائيل من الداخل، وفق تحذير الرئيس الإسرائيلى نفسه إسحق هرتسوج، ولهذا تحاول إسرائيل تحقيق وحدة داخلية، على حساب الشعب الفلسطينى والمقدسات الفلسطينية، من خلال إعادة تجييش المجتمع الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى.

ثالثا: ظهور فجوات واضحة فى العلاقة الإسرائيلية - الأمريكية، وعدم دعوة واشنطن لرئيس الوزراء الإسرائيلى لزيارة الولايات المتحدة، إلا فى نهاية شهر أبريل الجارى، وهو عكس التقاليد التى كانت تحكم العلاقة الأمريكية - الإسرائيلية فى السابق، كما اعترضت الولايات المتحدة على سلوك إسرائيل بحق الأقصى والمقدسيين، كما سبق لحكومة الرئيس جو بايدن السعى لوقف الاستيطان، والدعوة لحل الدولتين، وهى كلها مواقف لا توافق عليها الحكومة الإسرائيلية، خصوصا الأحزاب الدينية المتشددة.

رابعا: تراجع صورة إسرائيل فى الخارج، لاسيما فى عيون داعمى إسرائيل أنفسهم، فطوال عقود مضت كانت إسرائيل تروج لنفسها، بأنها واحة الديمقراطية فى الشرق الأوسط، لكن بعد محاولة بنيامين نيتانياهو، فرض التعديلات القضائية على المعارضة بالقوة، تأكد للجميع كذب الإدعاء الإسرائيلى، بأن إسرائيل دولة ديمقراطية، فالسلوك الإسرائيلى ضد اليهود غير الأوروبيين والعرب والفلاشا، وغيرهم، يثبت للجميع أن إسرائيل، لم تكن يوماً دولة ديمقراطية، وهو ما دفع لأول مرة فى التاريخ أن تأتى لجنة "إيباك" أكبر داعم لإسرائيل فى أمريكا، جاءت لإسرائيل للتوسط بين نيتانياهو والمعارضة الإسرائيلية.

تأسيس للكراهية

هذه الاقتحامات المتكررة، من جانب الشرطة والمتطرفين الإسرائيليين للمسجد الأقصى، جاءت بعد أن أسست الشخصيات والأحزاب المتطرفة فى الائتلاف الحكومة للكراهية ضد الفلسطينيين والعرب، وتجسد ذلك فى 3 مواقف رئيسية، وهى:

- الأول هو سعى وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى إيتمار بن غفير، لتأسيس "حرس وطنى" إسرائيلى، يستهدف الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، الذين يشكلون نحو 20 % من سكان إسرائيل، وهو ما يؤكد أن السياسة الإسرائيلية الجديدة، سوف تستهدف كل من هو غير يمينى فى إسرائيل، حيث استهدفت الحكومة الإسرائيلية الوسط واليسار، اللذين تظاهرا فى الشارع ضد التعديلات القضائية، والحرس الوطنى يعمل ضد الفلسطينيين فى الداخل الإسرائيلى، ووتيرة الاستيطان لم تتوقف فى القدس الشرقية والضفة الغربية، وحصار قطاع غزة لم يتوقف.

- والموقف الثانى، هو دعوة بن غفير لإزالة قرية حوارة من الوجود، وهى دعوة وجدت استنكارا مصريا وعربيا ودوليا.

- أما الموقف الثالث، هو ادعاء وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش بأنه لا يوجد شعب يسمى الشعب الفلسطينى، وأن ما يقال عن الشعب الفلسطينى هو "اختراع" بالنسبة لسموتريتش، وتكشف هذه الادعاءات حجم الكراهية، التى يؤسس لها اليمين الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى، الذى استطاع الرد على إسرائيل من خلال "توحيد الساحات"، و4 جبهات تعمل بالتوازي، وهو ما شهده العالم من رد على استهداف الأقصى من قطاع غزة، والضفة الغربية، والداخل الإسرائيلى، والمخيمات الفلسطينية فى جنوب لبنان.

5 مسارات مصرية

كاد اقتحام إسرائيل للمسجد الأقصى، يقود ليس فقط لجولة جديدة من الحرب بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بل كادت تتطور الأحداث إلى حرب إقليمية كبرى، بعد أن أطلقت جماعات فلسطينية نحو 34 صاروخا على شمال غرب إسرائيل، وهنا تحركت مصر لوأد الحرب قبل أن تتطور، ونجحت مصر بامتياز فى وقف التصعيد قبل أن تتمدد نيران اللهب إلى مناطق جديدة، ومن أجل دعم ومساعدة الشعب الفلسطينى، تعمل مصر على 4 مسارات رئيسية وهى:

أولا: التهدئة، ونجحت مصر مرة جديدة، فى فرض التهدئة على إسرائيل حتى لا تتوسع الحرب، كما نجحت مصر فى مرات سابقة، حيث تعمل القاهرة على تثبيت التهدئة، والعمل على هدنة طويلة لتجنب استهداف إسرائيل للشعب والقادة الفلسطينيين، ومن أجل ذلك استضافت مصر الاجتماع الخماسى فى شرم الشيخ، الذى ضم مصر والأردن وفلسطين وإسرائيل والولايات المتحدة.

ثانياً: الوحدة الفلسطينية، فى القاهرة تعمل على لم الشمل الفلسطينى، وأن يكون هناك برنامج فلسطينى موحد وحكومة واحدة، حتى لا تتذرع إسرائيل بأنه لا يوجد شريك فلسطينى فى عملية السلام، وتستضيف مصر بشكل دائم الفصائل الفلسطينية من أجل تحقيق الوحدة واللحمة الفلسطينية.

ثالثاً: دعم إعمار قطاع غزة، فمصر هى الدولة الوحيدة، التى أعلنت عن 500 مليون دولار، من أجل إعادة إعمار قطاع غزة، الذى دمرته عدد من الحروب الإسرائيلية، ومصر تحرص على أن تكون معدلات الإعمار وطبيعة إعادة الإعمار على أعلى مستوى، وهو جهد يشيد به كل أبناء قطاع غزة.

رابعاً: الدعوة لاستئناف عملية السلام المتوقفة، بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، منذ أبريل عام 2014، بهدف قيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

أمام هذه التطورات، ينبغى على إسرائيل، أن تعلم أن المساس بالمقدسات الإسلامية، وفى مقدمتها المسجد الأقصى، لا يمكن قبوله ولن يتم تبريره، وهذا شديد الوضوح فى ردود أفعال الدول والشعوب على المستويين العربى والدولى.

البنك الأهلي
أخبار العالم أخبار مصر موقع السلطة
tech tech tech tech
CIB
CIB