حسن أبو عتمان .. سبب شهرة ”عدوية” ومُنقذ محمد رشدي من غدر ”العندليب”
عزة عبد الحميد"كراشنجي دبح كبشه يا محلى مرقة لحم كبشه".. "سلامتها أم حسن م العين وم الحسد وسلامتك يا حسن من الرمش اللي حسد" .. كلها كلمات كانت جديدة وغريبة على أبناء جيل السبعينات من القرن الماضي، بل واعتبروها أنها حالة كبيرة من الإسفاف الذي لا يمكن أن تقبلها آذان المصريين.
هاجم الكثير من طوائف الشعب هذا النوع من الكلمات، ودافع عنها البعض دفاعًا مستميتًا رغبة في تأكيد اختلاف الأذواق، وأن هذه الكلمات سيكون لها سوقها الرائج ومستمعيها فيما بعد.
وكانت هذه الكلمات للشاعر الحلاق حسن أبو عتمان، الذي انقذ الفنان محمد رشدي من غدر العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، بعد أن استشاط الآخير لبدأ نجم "رشدي"، أن يلمع، ليأخذ من قاموا بالكتابة والتلحين له وهما عبد الرحمن الأبنودي وبليغ حمدي، خارج البلاد ليدخلوه في أجواء الأغنيات الشعبية التي نجح بها محمد رشدي، مما وضع الأخير في مأزق، وخاصة مع اقترابه من إحياء حفل لأضواء المدينة ولم يكن مستعد لذلك.
حاول محمد رشدي أن يخرج من هذا المأزق بأي شكل، فوجد من دله بالوسط الغنائي على الملحن المبتدأ حينها "حلمي بكر"، ليجد ععنده ضالته، وهي كلمات لأغنيتين لشاعر جديد أيضًا وهو حسن أبو عتمان، وافق وقاما بالعمل على الأغنيتين، وقاما بغناءهما في الحفل وهما "عرباوي" و"يا حسن يا مغنواتي"، لم يتوقع رشدي نفسه أن تحقق الأغاني هذا النجاح لدرجة أن الجمهور طالبه ليلتها بإعادة مقاطع من "حسن المغنواتى" حوالي 16 مرة ، والعهدة في ذلك على (طارق) نجل الفنان (محمد رشدي) .
وتعد هذه هي البداية الحقيقية لحسن أبو عتمان بعد أن غنى له كارم محمود وعدد من المطربين الآخرين، ولكنه لم يحقق ذات النجاح الذي خلق له اسم في عالم الكتابة الغنائية، ليقدم بعدها أغنيات لرشدي منها "عشرية"، "والله فرحنا لك ياولا"، "مواويل آدهم الشرقاوي"، "ياعبد الله يا اخويا سماح"، "أفراح"، "قلق"، وغيرهم كما بدأ بعد ذلك بالكتابة لمحمد قنديل ومحمد العزبي وعبد اللطيف اللباني، وغيرهم من كبار المطربين الشعبيين.
ومع ظهور المطرب الشعبي أحمد عدوية، كانت هذه مرحلة جديدة من مراحل حسن أبو عتمان في عالم الأغنية الشعبية، فقوبل هو وتيمته الأنجح "عدوية"، بالهجوم الشديد، ولكنه كان على اقتناع تام، أن الزمن سينصره وسيتفهم الجميع أن ما قدمه سيُخلد.
وجد مع الهجوم دفاع الكاتب الكبير نجيب محفوظ والزعيم عادل أمام في السبعينات والثمانينات عما يقدمه "أبوعتمان"، مع "عدوية"، ليثبت الزمن زجهة نظرهما بالفعل وتعيش أغنياتهم عشرات السنوات، بل وتم اعتبارهم أيقونات للفن الشعبي لأجيال متعددة.
لم يكتف حسن أبو عتمان بكتابة النوع الشعبي الرومانسي فقط، بل قدم الأغنيات الوطنية مثل "سلامتها أم حسن"، وكان المقصود هنا بأم حسن هي مصر، وكانت مناسبة هذه الأغنية هي نكسة 1967، وبعد انتصار 1973 كتب أغنية "كله على كله"، وبكل هذه الأعمال ظل اسم الشاعر حسن أبو عتمان لامعًا في مجال الكتابة الشعرية الغنائية.