”وغفرتلك قسوتك”.. حكاية أغنية أنهت قصة حب بليغ حمدي ووردة
عزة عبد الحميد"بودعك وبودع الدنيا معك..جرحتني قتلتني.. غفرتلك قسوتك.. بودعك من غير سلام و لا ملام ولا كلمة مني تجرحك"، لم تكن تلك الكلمات مجرد أغنية عابرة ، أعجبت الفنانة وردة بكلماتها وقات بغناءها، ولكنها تحمل في طياتها الكثير من ملامح حياة شخصين، كانوا حديث الوسط الفني العربي لسنوات، وهما الحبيبان وردة وبليغ حمدي.
عُرف عن بليغ أنه عبقري ألحان، وأن مصر والوطن العربي لم يشهدوا مؤلف موسيقي بعبقريته حتى يومنا هذا، ولكن مع أغنية "بودعك"، وجدنا أننا أمام كتلة من المشاعر المتكلمة، والتي حاول أن يعبر من خلال كتابة كلماتها عن مشاعره التي يستطع البوح بها لوردة يوم ما، بعد انفصالهما.
بعد انتهاء الزواج الذي استمر لـ6 سنوات، لم تنتهي علاقة الحبيبان، فاستطاعا أن يحافظا على ما جمعهما من فن وصداقة، وخاصة بعد اتهام بليغ بمقتل إحدى المطربات المغربيات، والتي تم الكشف بعد ذلك بأنها قامت بالانتحار من أحد الشرف الخاصة بشقته، وتم تبرأته.
فمع نفي بليغ لذاته بعد هذا الحادث أثناء سير المحاكمة، طلب أثناء إقامته بباريس، من وردة في إحدى المكالمات الهاتفية بينهما أن تغني "بودعك"، لتخبره أنها ستقوم بغناءها عندما يأتي إلى مصر.
مرت الأيام وأرسل بيلغ كلمات الأغنية مع الماكيير محمد عشوب، لتشطاط وردة بعد سماعها للكلمات التي كانت تعلم أنه قام بكتابتها لها، وأن ما في الأغنية من تجريح هو عتاب صريح من بليغ لها، وهذا ما جعلها مترددة في أن تقوم بتسجيل الأغنية.
وبعد انتهاء القضية ثبوت براءة بيلغ حمدي من قضية القتل، عاد إلى مصر، وقام بتسجيل الأغنية مع وردة، ولكنه قال حينها أنه بدأ في كتابة أول الأبيات منها وأكملها شاعر آخر، وهذا ما نفاه البعض مؤكدًا أن بليغ هو من قام بكتابة هذا العتاب كاملًا لمحبوبته وردة.
قدم بليغ من خلال هذه الأغنية سياسة جديدة لم يعدها الجمهور في ألحانه، وكانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي يستخدمها فيها، وذلك لأن "بودعك"، هي آخر الأغنيات التي قام بتلحينها، عام 1991، ليصاب بالإكتئاب بعدها ويسافر إلى فرنسا ويموت في 1993.
لم تنجح هذه الأغنية في مصر، والجمهور لم يتلقاها بصدر رحب من وردة وبليغ وقد يرجع سبب ذلك إلى اعتياد الجمهور على طاقة الحب اللاتي يصدراها معًا، ولكن على العكس بباقي دول الوطن العربي الذي تلقى هذه الأغنية بترحاب كبير، ولكن بعد وفاة بيلغ، بكت وردة في أول مرة قامت بغناء هذه الأغنية، لما كان لها من تفاصيل تعلم هي مدى صدقها، لتكون هي ختام علاقة المحبوبان.