شريفة ماهر.. شريرة السينما المصرية
كتب محمد شوقيصاحبة أجمل وجه علي شاشة السينما وبطلة العديد من الأفلام التي لاتنسي، الأنثى القوية في السينما اشتهرت بتجسد أدوار الشر.
وبقدر ما كرهها الجمهور وهى تؤدي أدوار الشر على الشاشة الصغيرة، بقدر ما أصبحت أعمالها الفنية علامة مميزة لموهبتها الكبيرة وأدائها القوي أمام الكاميرات، لدرجة أن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب أعجب بها بمجرد أن رآها وتنبأ لها بمستقبل فني باهر.
ورغم أن ظهورها لم يكن بمساحات كبيرة، لكنها كانت مختلفة في هذه المساحة البسيطة التي كانت تتاح لها، فلم تكن من الفنانات اللواتي مررن مرور الكرام على السينما المصرية، بل قدمت الكثير من الأعمال السينمائية التي تركت بصمة قوية في عالم الفن، واستطاعت كذلك بفضل موهبتها أن تلعب دورا رئيسا في السينما العالمية اعتقدت أن بدخولها عالم الفن والشهرة ستفتح لها أبواب السعادة وتعوضها قسوة سنوات الطفولة والمراهقة.
موضوعات ذات صلة
- زيارة المأجورين للكونجرس
- عدسات الكاميرات تلتقط صوراً خاصة لـ «صوفيا فيرجارا» بـ لوس أنجلوس
- مابين مصور وقائد فرقة موسيقية.. «النابلسي» كوميديان السينما المصرية
- سعيد أبوبكر.. «شيبوب» السينما المصرية
- الأسرار الكاملة في حياة محمد فرحات.. صاحب الإفيه الأشهر «وماله يا اخويا مش عيب»
- بهيجة حافظ.. رائدة السينما الأولى
- «القوادة» في السينما المصرية.. 4 فنانات احترفن «شقط» الفتيات (فيديو)
- ليفربول يواصل تدريباته استعداداً لمباراة بايرن ميونخ المصيرية (صور)
- 5 فنانات متشابهات بظهورهن في السينما المصرية (صور)
- رئيس مهرجان أسوان: «السينما المصرية لا تموت»
- بعد حادث الدرب الأحمر.. العميد عكاشة يطالب بتركيب الكاميرات في المساكن
- تشييع جثمان «محسن نصر» من مسجد دريم في 6 أكتوبر
هذه الفتاة التي ظهرت في السينما القديمة، ذات الشخصية القوية والأنوثة الحاضرة، ظهورها لم يكن بمساحات كبيرة، لكنها كانت مختلفة في هذه المساحة البسيطة التي كانت تتاح لها مع النجوم ، إنها ممثلة ومطربة مصرية.
واستطاعت شريفة ماهر، بفضل موهبتها أن تغزو السينما العالمية، ولعبت شريفة فاضل دور رئيسى في الفيلم الإيطالي كـندار الذى لا يقهر عام 1965، وشاركها البطولة مارك فورست، وشاركها من مصرالفنانين ، وحسين قنديل، ومن إخراج أوسفالدو.
ولدت هدى ماهر الكفراوي، وهو الاسم الحقيقي لها، في 30 ستبمبر من عام 1932 بحلوان لأسرة فقيرة عانت من الاضطرابات الاجتماعية أدت إلى انفصال الوالدين، فعاشت مع أبيها ذو الدخل المحدود، في حين تزوجت والدتها من رجل آخر.
تلقت تعليمها في المدارس الفرنسية، وعشقت التمثيل بعد رؤيتها لفيلم بطله «كلارك جيبل»، واعتقدت أن البطل يجلس في أحد استديوهات القاهرة، فأخذتها والدتها في رحلة بحث عنه لكن الطفلة عادت وفي يدها قلم رصاص وكراسة، بعد أن نصحها المخرج محمد كريم بأن تتزود بالثقافة لأن الجمال ليس كل شيء.
قرر والدها تزويجها وهي لم تتعد الـ 15 عامًا، لكنها ظلت مفتونة بالفن، تجمع صور الممثلين في غرفتها، إلى أن التقت الموسيقار محمد عبد الوهاب أثناء حضوره إلى حلوان فتنبأ لها بمستقبل باهر، وهنا ابتهجت الزوجة الصغيرة، لكن اللقاء بينهما لم يتعد إبداء الإعجاب بموهبتها.
انفصلت عن زوجها وقررت التفرغ لدخول الفن، لكن والدها قام بتزويجها من رجل آحر يكبرها في السن بعشرة أعوام، ولكن المأساة تكررت وانفصلت عنه.
بعد محاولات مضنية تمكنت من دخول الإذاعة وتسجيل أغنية من تلحين أحمد عبد القادر، وظهرت بعد ذلك كـ"كومبارس" في عدد من الأفلام السينمائية، إلى أن التقت بالموسيقار محمد عبد الوهاب مجددًا عن طريق المخرج حلمي رفلة، فعاود إعجابه بها، ولكن في هذه المرة بعد أن تعاقد معها لمدة 3 أعوام، وهنا تحول اسمها من "هدى" إلى "شريفة".
كان أول أدوارها الكبيرة في فيلم «بلد المحبوب» عام 1951 مع سعد عبد الوهاب، ليذيع صيتها كمطربة وممثلة أيضًا، وشاركت في عدد كبير من الأفلام منها: «إزاي أنساك» 1956، و«إسماعيل يس في البوليس» في العام ذاته، و«الفانوس السحري» 1960، و«قصر الشوق» 1966، وغيرها من الأفلام.
اشتهرت بتجسد أدوار الشر، من خلال دور المرأة المتسلطة والقوية، مثل دور «لواحظ» في فيلم «أعز الحبايب» عام 1961، والتي تقوم فيه بدور الزوجة الشريرة التي تتلذذ بتعذيب والدة زوجها المغلوبة على أمرها، إلا إنها أكدت في حوار مع جريدة الحياة اللندنية أن كل من جسد هذه الأدوار في تاريخ السينما مثل زكي رستم ومحمود المليجي من أطيب الشخصيات على الحقيقة.
عادت إلى مصر أوائل التسعينيات، وأسست شركة إنتاج فني تحت اسم هوليود، ومن خلالها أنتجت أعمالًا فنية لابنها الوحيد طارق عبد الواحد، الذي كانت تؤمن بموهبته، ثم قدمت مع المخرج يوسف شاهين دورًا صغيرًا وهو أم مانويلا في فيلمه «المصير» عام 1997.