بهيجة حافظ.. رائدة السينما الأولى
كتب محمد شوقيمن نجوم الزمن الجميل شقيقتها عندما علمت باحترافها الفن اقامت سرادق لتتلقي العزاء فيها، سطرت اسمها كواحدة من أهم رائدات السينما المصرية إنتاجاً وتمثيلاً وإخراجاً وموسيقى فنانة سينمائية شاملة، بالإضافة الى حرفيتها في المونتاج وتصميم الملابس، وبرعت في ممارسة كل هذه الجوانب والمواهب في أفلامها فهي أول مصرية تقبل في جمعية المؤلفين بباريس، وأول مصرية تضع موسيقي تصويرية للأفلام، وأول مصرية تدرس الموسيقي بفرنسا، وأول مصرية تنشأ عام 1937 أول نقابة عمالية للموسيقي.. هكذا هى بهيجة حافظ.
من الفنانات اللاتي شاركن في صنع بداية السينما المصرية، وأول وجه نسائي ظهر على شاشة السينما المصرية حيث مثلت دور البطولة فى فيلم زينب الصامت، وتقاضت عن الفيلم أجر قدره 25 جنيها أمام سراج منير وزكي رستم وعلوية جميل ويعتبر أول فيلم سينمائي مصري طويل مأخوذ عن رواية أديبة مصرية، وكان هو بداية الطريق في الاستعانة بالأعمال الأدبية لكبار الكتاب والأدباء فيما بعد لتحويلها إلى أفلام سينمائية وقد قامت «بهيجة حافظ» بتأليف موسيقى الفيلم .
موضوعات ذات صلة
- محمد التابعي.. كبير الرحيمية وأشهر صعيدي في السينما المصرية
- قالوا عنها.. فاتن حمامة في عيون نجمات السينما المصرية
- مديحة كامل .. أيقونة الإغراء التي اعتزلت في عز مجدها وماتت صائمة
- آثار الحكيم.. نجمة من أفراد البيت المصري
- مهرجان مومباي السينمائي يحتفي بالسينما المصرية المعاصرة
- تكريم ألفت عمر في المهرجان الدولي للفيلم بالأردن
- وصلة رقص لفيفي عبده على إنستجرام (فيديو)
- دعوة حلوة.. فيفي عبده برفقة ابنتها على انستجرام
- عقب احتجازها في العناية المركزة.. أول ظهور لشقيقة فيفي عبده
- شاهد.. فيفي عبده تعتذر عن فيديو ”الألفاظ الخارجة”
- فيفي عبده ترد على الداعين لمليونية: تييت تييت تييت.. (فيديو)
- ”الفيل الأزرق 2” الأعلى تحقيقًا للإيرادات في تاريخ السينما المصرية
هي من مواليد 4 أغسطس 1908 بحي محرم بك بالاسكندرية لعائلة ارستقراطية؛ فوالدها إسماعيل باشا حافظ، ناظر الخاصة السلطانية فى عهد السلطان حسن كامل وإبن خالتها إسماعيل صدقى رئيس وزراء مصر، تلقت دراستها في مدرسة الفرنسيكان والميردي دييه بالاسكندرية كانت تجيد الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية، وكان والدها مولعا بالموسيقي ويجيد العزف علي البيانو والعود والقانون، وهذا ما ساعدها علي تذوق الموسيقي وعشق الفن الذي كان يسري في شرايينها.
سافرت إلى باريس وحصلت على دبلوم التأليف الموسيقي وحققت شهرة لا بأس بها في عالم الموسيقى كأول سيدة مصرية تقتحم هذا المجال ولها عدة مؤلفات وكان هذا الحب والعشق للتأليف الموسيقى وراء اقتحامها لميدان الانتاج السينمائي، حيث كانت ترغب في تقديم أفلام موسيقية وغنائية لكنها لم تجد الامكانيات التي تمكنها من تحقيق طموحاتها الموسيقية فعدلت عن ذلك واكتفت بتقديم الأغنيات في اطار الفيلم وقدمت في هذا اللون أفلاماً ناجحة، منها: الاتهام، زهرة، ليلى بنت الصحراء.
أما دخولها الى مجال السينما فكان من خلال فيلم زينب الصامت 1930 عندما اختارها مخرجه محمد كريم لتقوم ببطولته إلى جوار سراج منير وزكي رستم وكان هذا الفيلم باكورة إنتاج شركة رمسيس فيلم التي أسسها يوسف وهبي، ولم تكتف بهيجة ببطولتها لهذا الفيلم بل قامت بوضع الموسيقى التصويرية له وكانت تدار أثناء العرض بواسطة أسطوانات.
بعد هذا الفيلم أسست بهيجة حافظ شركة للانتاج السينمائي اسمها فنار فيلم وأول انتاجها كان فيلم الضحايا الصامت الذي عرض يوم 28 نوفمبر 1932 وقامت ببطولته الى جوار زكي رستم وعبد السلام النابلسي وأخرجه إبراهيم لاما، وأعادت بهيجة اخراج هذا الفيلم ناطقاً عندما دخل الصوت الى شريط الفيلم وأصبحت السينما ناطقة وكان هذا عام 1935 واشتركت فيه بالغناء لأول مرة ليلى مراد مع المطرب أحمد عبد القادر والراقصة حورية محمد وقامت بهيجة باخراج الفيلم الى جانب وضع الموسيقى التصويرية.
وفي عام 1934 قدمت ثالث أفلامها الاتهام واكتفت ببطولته إلى جوار زكي رستم وزينب صدقي وأخرجه ماريو فولبي، وفي عام 1937 أنتجت فيلم ليلى بنت الصحراء وقامت ببطولته وإخراجه، كما قامت أيضاً بكتابة السيناريو مع زوجها محمود حمدي ووضعت الموسيقى التصويرية أيضاً وشاركها بطولة هذا الفيلم زكي رستم وحسين رياض، راقية ابراهيم، عباس فارس والمطرب ابراهيم حمودة.
والغريب أن هذا الفيلم أوقفت السلطات المصرية عرضه بعد أيام قليلة وذلك لأنه يروي قصة ملك فارسي يغتصب فتاة بدوية عربية ويبرز الفيلم الى أي مدى كانت ارادة وصلابة ومقاومة هذه الفتاة العربية لمحاولات هذا الملك وهى البدوية البسيطة وتنجح في الانتصار على هذا المستبد، ورأت السلطات المصرية أن هذا الفيلم يسيء إلى العرش الايراني، خصوصاً أن عرضه تزامن مع زواج شاه ايران من الأميرة فوزية ابنة الملك فؤاد، لكن بهيجة لم تتأثر كثيراً بما حدث، واستمرت في مشوارها السينمائي وأعادت عرض الفيلم مرة أخرى عام 1944 بعد أن غيرت اسمه الى ليلى البدوية.
ولم تكتف بهيجة حافظ بكل هذه المواهب الاخراج والتمثيل والموسيقى وأيضاً الانتاج بل انها كانت موهوبة في تصميم الأزياء وقامت بتصميم أزياء أفلامها، خصوصاً الأفلام التي تحتاج إلى نوعية خاصة من الملابس والأزياء مثل زينب الذي كان يحتاج الى أزياء وملابس ريفية، وليلى البدوية أو ليلى بنت الصحراء الذي كان يحتاج الى ملابس بدوية وغيرها من الأفلام التي كانت تحتاج الى ملابس وأزياء بنت البلد أو بنت الذوات.
ورغم تراجع نشاطها السينمائي في منتصف الأربعينيات، إلا أن نشاطها الفني لم يتوقف، حيث أنشأت عام 1937 أول نقابة للمهن الموسيقية وظلت تمارس فيها نشاطها واهتمامها بالعاملين بالموسيقى واستمرت النقابة حتى عام 1954، كما أنها في عام 1959 أنشأت صالونها الثقافي لتقديم أصحاب المواهب والتجارب الموسيقية الجديدة، وفي 12 سبتمبر عام 1982 رحلت بهيجة حافظ عن دنيانا .