اتنزع من قلبه الرحمة.. أب وزوجته يعذبان طفلته بسبب تبولها لا إراديا

طفلة صغيرة تبلغ من العمر عامين و4 أشهر، تطغي برائتها عليها، رغم ذلك لا تبتسم، إذ سيطر الحزن على ملامحها، ترفض أن تفارق جدتها لأمها وتجلس في حضنها حتى وإنّ نامت.

مرت بظروف قاسية وتعرضت لتعذيب وحشي من أقرب الناس إليها، بعدما انتزعت الرحمة من قلب والدها وزوجته وجدتها لأبيها، وتعدوا عليها بالضرب وحرقوا قدميها بواسطة «سكين ساخن».

لم يكن القدر رحيمًا بالطفلة «فريدة» ذات العامين والنصف، حيث نشبت خلافات بين والديها حينما كانت جنينًا في رحم والدتها، وانتهت بانفصالهما قبل أن تأتي إلى الدنيا، وما أن وضعتها والدتها إلا وتزوجت من شخص آخر، كما تزوج والدها من أخرى، وبقيت «فريدة» وحيدة برفقة جدتها لأمها.

قرر والد «فريدة» المطالبة بالحصول على طفلته لكي يربيها خوفًا من أن يدفع نفقة شهرية لجدتها، فاستعان بكبار قريته ليتدخلوا لدى أسرة طليقته ويحضرون له طفلته، وبالفعل أخذها بعدما اتفق معهم على أخذها يومًا كل أسبوع ليطمئنوا عليها ويقضون وقتًا معها.

في كل مرة كانت تزور «فريدة» أسرة والدتها يتفاجئون بإصابتها بكدمات في وجهها أو يديها أو قدميها، وحينما كانوا يسألون والدها كان دائمًا يرد بأنّها سقطت خلال اللهو، فلم يشكّوا في الاعتداء عليها لحظة نظرًا لكون وقوعها في ذلك السن أمرًا طبيعيًا.

ومن جانبها، قالت إيمان نصر الدين جدة «فريدة» لوالدتها، إنّه في بداية الشهر الكريم اتصلت ابنتها «والدة فريدة» بها وأخبرتها أنّها لا تنام وتشعر بالقلق الشديد حيالها، وطلبت منها إحضارها لتراها لديهم وتقضي اليوم معها وحتى تطمئن عليها، خصوصًا أنّها لم تراها منذ فترة طويلة بسبب مرض والدتها وعدم إحضارها حتى لا تنتقل إليها العدوى من جدتها، وبالفعل أرسلوا لإحضار الطفلة.

وأضافت «إيمان» التي تعمل مُعلمة في حديثها لـ«الوطن»، أنّها أحضرت الطفلة بالفعل، وحينما حاولت تغيير ملابسها صرخت الطفلة فجأة وفوجئت بوجود إصابات حروق في قدميها فأصابتها الصاعقة من مشهد قدمي الطفلة الصغيرة، فأخبرت زوجها على الفور الذي اتصل بوالد الطفلة وسأله عن سبب ذلك فأخبره أنّ زوجته فعلت بها ذلك لتخيفها، نظرًا لبلوغها عامين وعدم توقفها عن التبول على نفسها.

 

وأوضحت، أنّ والدة «فريدة» جائت واصطحبتها لمركز شرطة الفيوم لتحرير المحضر اللازم بالواقعة، ثم تم تحويلهم إلى المستشفى العام لتوقيع الكشف الطبي على الطفلة، وفوجئوا بوجود إصابات ضرب على ظهرها، وجرى إعداد تقرير وتم تقديمه للنيابة، ثم واصلوا الإجراءات القانونية؟

تم القبض على والدها وزوجته وحبسهما فيما هربت جدتها لوالدها والتي شاركت في الجريمة.

وأشارت، إلى أنّ الطفلة تُعاني من حالة نفسية سيئة، وصرخت حينما شاهدت والدها وزوجته في النيابة وأخفت وجهها في يديها حتى لا تراهما، كما أنّها مصابة بهواجس بسبب التعدي عليها حينما كانت تتبول على نفسها، لدرجة أنّها كل خمسة دقائق تخلع ملابسها وتذهب للحمام ولكنها لا تتبول خوفًا من أن تتبول على نفسها ويتم حرقها بالسكين مرة أخرى، حتى أنّها تستيقظ من نومها مفزوعة كل 5 دقائق وتطلب من جدتها الذهاب للحمام.

وكشفت «إيمان»، أنّه في المرات السابقة قبل اكتشافهم الواقعة كانت «فريدة» حينما تأتي لهم تجلس هادئة مطمئنة، وحينما يأتي والدها لاصطحابها كانت تبكي بشدة وتتمسك بجدتها وترفض الذهاب، لكنهم لم يشكوا لحظة في تعرضها للتعذيب، وكانوا يعتقدون أنّها ترغب في البقاء مع والدتها لأنّها تلهو مع أبناء خالها في المنزل.

وطالبت «الجدة» النيابة العامة بتوقيع أقصى العقوبة على والد الطفلة وزوجته، كما طالبت أمن الفيوم بسرعة ضبط جدة الطفلة الهاربة لتلقى عقابها أيضًا.

وناشدت جدة «فريدة» إيمان زكي وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بمحافظة الفيوم، بمساعدتهم في تقديم الرعاية النفسية للطفلة وإعادة تأهيلها نفسيًا مرة أخرى، خصوصًا وأنّها تمر بحالة نفسية سيئة ومصابة بحالة هلع جراء ما تعرضت له.

 

 

وكان اللواء رمزي البسيوني المُزين مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، قد تلقى إخطارًا من مركز شرطة الفيوم، يفيد تلقي بلاغًا من ربة منزل بقيام طليقها رمضان ع وزوجته أسماء م، ووالدته، بضرب وتعذيب طفلتهما وحرقها في قدميها.

وجرى ضبط الأب وزوجته فيما فرت الجدة هاربة، وتحرر بالواقعة المحضر اللازم، وأحيلت للنيابة العامة التي تولت التحقيقات، وقررت حبس الزوجين 4 أيام على ذمة التحقيقات ثم جددت حبسهما لمدة 15 يومًا.