الإفتاء: التشاؤم بالأرقام والأيام منهي عنه
كتب أحمد عبداللهقالت دار الإفتاء المصرية، إنَّ التشاؤم بالأرقام والأيام وغيرهما منهي عنه شرعًا؛ لأن الأمور تجري بأسبابها، وبقدرة الله تعالى، ولا ارتباط لهذه الأشياء بخير يناله الإنسان أو شرٍّ يصيبه، أما التفاؤل بنحو رقمٍ أو يوم ٍمعينٍ على وجه من الاستحسان له؛ فلا مانع من ذلك شرعًا.
وأضافت الدار، في فتوى لها وفق بيان صادر اليوم، أنَّ التشاؤم من عادات العرب قديمًا، حيث عُرِف عندهم بـ«التَّطيُّر»، والإسلام جاء بهدم هذه العادة الجاهلية والتحذير منها؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا عدوى ولا طِيَرَة، ويعجبني الفأل»، قالوا: وما الفأل. قال: «كلمة طيبة».
وأوضحت الفتوى، أنَّه مما يدخل في التَّطيُّر المنهي عنه شرعًا: التشاؤم من بعض الأرقام أو الأيام أو الشهور؛ كأن يعتقد المرء بأن رقمًا ما أو يومًا معينًا يوصف بحصول التعب والضغط والصعوبات معه، أو أَنَّ التوفيق فيه يكون منعدمًا، ونحو ذلك من خرافات لا أساس لها من الصحة، فيُحْجم عن قضاء حوائجه أو أي مناسبة في هذا اليوم أو مع حصول هذا الرقم.
موضوعات ذات صلة
- الإفتاء توجه التحية للأطقم الطبية: سلام على من جعلهم الله سببا للشفاء
- عاجل.. الإفتاء: تخزين أدوية كورونا والمستلزمات الطبية من الكبائر
- الإفتاء: تطبيق FatwaPro لمواجهة تحركات الإرهابيين الإلكترونية
- الإفتاء : ارتداء السلاسل للرجال حرام
- شوقي علام: استقبلنا مليونا وثلاثمائة ألف فتوى خلال 2020
- حمدي رزق: دار الإفتاء المصرية تسعى إلى تأسيس فقه المحبة
- خالد الجندى: الإفتاء حققت التوازن لمصلحة البلاد والعباد والوطن
- مختار جمعة: لا يصح أن نسلم الناس للمنتمين للجماعات المتطرفة
- محافظ القاهرة: تكوين الوعي قضية في غاية الأهمية
- مفتي الجمهورية ينتقد الحرية الجنسية المطلقة
- هل يجوز استخدام لقاح كورونا المستخرج من مشتقات الخنزير؟
- الإفتاء: هدم الكنائس وتفجيرها اعتداء على ذمة الله ورسوله
وأشارت الدار إلى أنَّه مع ورود النهي الشرعي عن التشاؤم والتطير عمومًا باعتباره عادة جاهلية؛ فقد ورد النهي النبوي عن التشاؤم من بعض الأزمنة والشهور خاصة؛ وذلك كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا عَدْوَى وَلا صَفَرَ وَلا هَامَةَ». وفي رواية أخرى للبخاري: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ».
ووفق الدار، فالتشاؤم بشهر صَفَر الذي هو أحد أشهر السنة الهجرية لزعم أنه شهر تكثر فيه الدواهي والفتن؛ هو من الأمور التي نهى عنها النص النبوي الشريف.
وعن الحكمة مِن منع التشاؤم والتطير عمومًا أو بالأزمنة خصوصًا: أوضحت فتوى دار الإفتاء أنَّ في هذا التشاؤم سوء ظن بالله سبحانه وتعالى، وإبطاء الهمم عن العمل، وتشتت القلب بالقلق والأوهام، فيميت في المرء روح الأمل والعمل، ويدبُّ فيه اليأسُ، وتضعف الإرادة والعزيمة لديه، وربما نَزَل بالشخص بسبب هذا التشاؤم المكروه الذي اعتقده بعينه على سبيل العقوبة له على اعتقاده الفاسد.
أما عن التفاؤل ببعض الأرقام أو الأيام؛ فلفتت دار الإفتاء النظر إلى أنه من الأمور الحسنة التي لا مانع منها شرعًا؛ فهي من الفأل الذي يبعث في النفس الرجاء في عطاء الله عز وجل، وحسن الظن به وتيسيره، فيتجدَّد به أمل الشخص في نجاح مقصوده، ويُقَوِّى عزمه، ويحمله تفاؤله على صدق الاستعانة بالله والتوكل عليه، وهو القائل في الحديث القدسي «أنا عند ظن عبدي بي»، وقد قال الإمام النووي في ”شرح صحيح مسلم: «وأما الفأل: فقد فَسَّره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالكلمة الصالحة والحسنة والطيبة. حيث قال العلماء: ”يكون الفأل فيما يسر وفيما يسوء، والغالب في السرور».