مذكرات نادية لطفي: انسحبت من المشهد الفني حفاظا على قيمتي وكرامتي
كتب عمر أحمدكشفت الفنانة نادية لطفي، في مذكراتها التي تنشرها قناة ”الشرق” الإخبارية، لأول مرة، أسباب ابتعادها عن الساحة الفنية في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وهو الأمر الذي وصفته بالانسحاب وليس الاعتذار.
وقالت نادية لطفي: ”اخترت أن أحترم نفسي وانسحب من مناخ شعرت بأنني غريبة فيه، مناخ مناقض تماماً لمنظومة القيم التي تربيت عليها وعشت فيها وآمنت بها وأيقنت بصوابها”، متابعة: ”وصلنا إلى مرحلة سينما البوتيك وأفلام المقاولات فلم يعد لي دور، واللافت أن حبيبة عمري سعاد حسني مثلما كان دخولها إلى السينما متزامناً مع بداياتي في أواخر الخمسينيات فإنها اتخذت قرارها بالانسحاب معي في التوقيت نفسه تقريباً، فلم نعتزل، بل كان علينا الانسحاب حتى لا نفقد رصيدنا في قلوب الناس وفي تاريخ السينما”.
وأشارت إلى معاصرتها لمواهب فنية كبيرة، مثل يوسف شاهين وحسن الإمام وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ وحسام الدين مصطفى وشادي عبد السلام وحسين كمال، وصولاً إلى جيل الشباب خيري بشارة وعلي عبد الخالق ومحمد عبد العزيز، وحين كان مؤلفوها في قيمة علي الزرقاني، وأحمد عباس صالح، والسيد بدير، ومحمد مصطفى سامي، وعبد الحي أديب وجليل البنداري، وحين كان نجوم شباكها محمود مرسي، وفريد شوقي، وأحمد مظهر، وعمر الشريف، ورشدي أباظة ويحيى شاهين، وحتى جيل نور الشريف، وأحمد زكي وحسين فهمي.
موضوعات ذات صلة
- نادية لطفي في مذكراتها: سعاد حسني لم تنتحر
- أنور إسماعيل.. عثروا علي جثته عارية ومتعفنة.. قالت النيابة سبب الوفاة جرعة هيروين وأهله قالوا تم قتله
- رفضت بسبب وجود 70 قبلة.. البطلتان الحقيقيتان لـ أبي فوق الشجرة المثير للجدل ولماذا رفضتا الفيلم؟
- نادية لطفي وحقيقة تناولها البصل حتى لا يقبلها عبد الحليم حافظ!
- نادية لطفي عن كمال الشناوي: كنت أقطع صوره من الصحف وأضعها في غرفة نومي
- نادية لطفي.. رحلت وتركت خلفها تاريخ سياسي مشرّف
- حسيت إني هقرا خبر وفاتك.. نجوم الفن يودعون نادية لطفي
- غدا.. تشييع جنازة نادية لطفي من مسجد مستشفى المعادي العسكري
- الثقافة تنعى الفنانة نادية لطفي
- وفاة الفنانة نادية لطفي عن عمر ناهز 83 عاما
- أهل الفن في أسبوع.. أصالة وطبيبها وصحة نادية لطفي وضرائب بوسي
- نادية لطفي.. عضو جمعية حماية الحمير التي غنى لها العندليب
وأضافت: ”نكسة 1967، ضربت كل شيء في مصر، وبالطبع امتد تأثيرها إلى السينما، فتراجعت عجلة الإنتاج بشدة وتقلصت الميزانيات واضطر أغلب النجوم للهجرة إلى بيروت بحثاً عن فرصة، واضطر بعضهم للمشاركة في أعمال أساءت إلى تاريخهم أو قل لم تكن تليق بمكانتهم، فقد وصلت جرعات الجنس والعري والهزل في أفلام تلك الفترة إلى مستويات غير مسبوقة، وكأنها كانت مخدراً للجمهور لينسى بها مرارة الهزيمة وعلقم الواقع”.
وتابعت: ”بعد سنوات من التخبط وعدم الاستقرار جاء نصر أكتوبر، واستردت مصر كرامتها وأرضها وروحها، وكان الأمل قوياً في أن تسترد السينما عافيتها وأن تعود لسابق عهدها، وفعلاً بدأ مؤشر الإنتاج يرتفع وعادت الطيور المهاجرة وحشدت الدولة إمكاناتها لإنتاج أفلام عن النصر، وعاد الجمهور إلى دور العرض من جديد، وبدأ التفاؤل يعود والانتعاش يتجدد، ولكننا فوجئنا بأن تلك الشعلة التي توهجت بالأمل في نفوسنا بعد الحرب سرعان ما انطفأت، ودخلت السينما في دوامة من الهبوط والتردي والسقوط وخيبة الأمل”.
وقالت نادية لطفي، في مذكراتها التي تنشرها قناة ”الشرق”: ”مثلما كانت مصر على موعد مع عهد جديد وزمن مختلف اشتهر باسم الانفتاح الاقتصادي في عصر السادات، فإن السينما كانت هي الأخرى مع مرحلة جديدة كان الانفتاح هو عنوانها وشعارها، حيث كل شيء قابل للتجارة والمساومة والتنازل، حيث تجلى ذلك في أن رفعت الدولة يدها عن الإنتاج وأغلقت مؤسسة السينما، ودخلت إلى سوق الإنتاج والتوزيع جهات وشخصيات هم أقرب إلى السماسرة، لا فرق عندهم بين صناعة السينما وصناعة ”مكسبات الطعم”، فالمهم هو الربح المادي أولاً وأخيراً”.