من هي المرأة التي رقد النبي في قبرها وكفنها في قميصه؟
كتب أحمد عبداللهبسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول، وعلى آله وصحبه وعلى جميع أنبياء الله ورسله في الأولين والآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وبعد .
في الطرح التالي سنستظل معاً بظلال واحدة من النساء اللاتي تركن أثرهن في تاريخ الإسلام، حيث سجل لها التاريخ خدمات عظيمة سُجّلت لها بأحرف من نور .. جعلت إسمها خالداً في التاريخ، ليس فقط لأعمالها الجليلة، بل لمنزلتها في قلب النبي -صلى الله عليه وسلم-
هي والدة فارس الإسلام العظيم وابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وأماً للشهيد جعفر الطيار أحد القادة الثلاثة في سريّة مؤتة المباركة .. وهي التي وصلت منزلتها لدى النبي إلى منزلة الأم، هي فاطمة بنتُ أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قُصي الهاشمية.
موضوعات ذات صلة
- أعاصم حفني: لسنا أكثر خوفا على الإسلام من النبي.. فيديو
- يستجاب حتى من الكافر.. دعاء مهم أوصى به الرسول
- حكاية النبي الذي دفن بالسماء وعاش في مصر.. من هو؟
- ما هو ن الذي ذكره الله تعالي في سورة القلم؟
- كيف مات أبو جهل عدو رسول الله؟
- من هو النبي الوحيد الذي بعثه الله مرتين في زمانين مختلفين؟
- من هو النبي الوحيد الذي أوقف الزمن بدعوة منه؟
- تعرف على السورة الوحيدة التي نزلت على الرسول مرتين
- علبة ب ٣ آلاف جنيه.. تعرف على أسعار حلوى مولد النبي
- احرص على تكراره.. تعرف على دعاء النبي الذي لا يرد
- ثلاث كلمات أوصى بها الرسول.. ماذا يقال في سجود السهو؟
- رمضان عبد المعز: من يسىء للمصريين كأنما أساء للنبى.. فيديو
هي جدة السبطين، سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين، وهي حماة سيدة النساء السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضاه.
هي من رعت النبي قرابة عقدين من الزمان وهو في كنفها، فكانت له نعم الأم، حيث كانت زوجة عمه أبي طالب، وكانت من أعلم الناس وأخبرهم برسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وبعد زواج النبي - صلى الله عليه وسلم- من أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها وأرضاها- دفعت إليه بفلذة كبدها علي -رضي الله عنه- ليكون في كنفه -صلى الله عليه وسلم-
وقد من الله عليها بالإسلام، حيث استجابت لأمر ربها وأسلمت، كما أسعدها الله بإسلام أولادها وهم عقيل وجعفر وعلي وأم هانئ وطالب.
كانت رضي الله عنها من المسارعات إلى الخيرات حتى قيل أنها كانت الحادية عشرة في السابقات إلى الإسلام ، كما كانت من المهاجرات ونالت بذلك أجر الهجرة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحترمها ويحبها ويُحسن ويبرها، وكانت مثالاً للرأفة والرحمة، حتى في معاملة الزهراء -رضي الله عنها-، فكانت تقوم بمساعدتها، برًّا بها وبوالدها عليه الصلاة والسلام.
وكانت رضي الله عنها حافظة للحديث ومن رواته الثقات، إذ روت عن النبي صلى الله عليه وسلم ستة وأربعين حديثًا.
وكان الرسول يكن لها كل الخير، فعن جعدة بن هبيرة عن علي قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حُلة استبرق، فقال: "اجعلها خمرًا بين الفواطم" فشققتها أربعة أخمرة، خمارًا لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخمارًا لفاطمة بنت أسد، وخمارًا لفاطمة بنت حمزة، ولم يذكر الرابعة.
وقيل أنها أول هاشمية ولدت لهاشمي، وهي أيضًا أول هاشمية ولدت خليفة، ثم بعدها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت الحسن، ثم زبيدة بنت المهدي امرأة هارون الرشيد ولدت الأمين لا نعلم غيرهن.
ولما توفيت -رضي الله عنها-، رثاها النبي -صلى الله عليه وسلم- بكلمات عظيمة، وتولى دفنها بنفسه، كما ذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد" عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي رضي الله عنهما، دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها فقال: "رحمك الله يا أمي، كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتشبعيني، وتعرين وتكسيني، وتمنعين نفسك طيباً وتطعميني، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة".
ثم أمر -صلى الله عليه وسلم- أن تغسل ثلاثاً، فلما بلغ الماء الذي فيه "الكافور" سكبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده، ثم خلع رسول الله قميصه فألبسها إياه، وكفنها ببرد فوقه.
ثم دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعة من الصحابة هم أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً آخر، فحفروا قبرها، فلما بلغوا اللحد، قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفره بيده، فلما انتهى دخل فيه رسول الله فاضطجع وقال: "الله الذي يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجتها، ووسِّع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين". ثم كبر عليها أربعاً، وأدخلها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم. (رواه الطبراني والحاكم وابن ابي خيثمة وابن حبان)
رحم الله الصحابية الجليلة فاطمة بنت أسد، التي كانت أماً حنوناً، والتي هاجرت وآمنت فكانت مثلاً وقدوة عبر الأجيال.