نص كلمة «السيسي» في قمة مناقشة أوضاع السودان
كتب أحمد المالح موقع السلطةأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن شكره لقادة الدول ورؤساء الوفود المشاركين في أعمال القمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان على سرعة الاستجابة للدعوة الطارئة لعقد اجتماع اليوم.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن اجتماعنا اليوم يهدف لبحث التطورات المتلاحقة في السودان، ومساندة جهود الشعب السوداني، لتحقيق ما يصبو إليه من آمال وطموحات، في سعيه نحو بناء مستقبل أفضل، آخذين في الاعتبار الجهود التي يبذلها المجلس العسكري الانتقالي، والقوى السياسية والمدنية السودانية، للتوصل إلى وفاق وطني يُمكنهم من تجاوز تلك الفترة الحرجة وتحدياتها، لتحقيق الانتقال السلس والسلمي للسلطة، وإتمام استحقاقات المرحلة الانتقالية، والحفاظ على مؤسسات الدولة ووحدتها وسلامة أراضيها، من أجل الحيلولة دون الانزلاق إلى الفوضى، وما يترتب عليها من آثار مدمرة على السودان وشعبها الشقيق، وعلى المنطقة برمتها.
موضوعات ذات صلة
- أداء سلبي لمؤشرات البورصة بمنتصف تعاملات اليوم الثلاثاء
- الفارس الأبيض يسعى لصدارة الدوري أمام بيراميدز الليلة
- «السيسي» يؤكد حرصه على مواصلة تعزيز التعاون مع الصومال
- «السيسي»: «نسعى لتنسيق المواقف للقضايا الإفريقية المطروحة»
- قبل مواجهة المصري.. الغيابات تُبقي مصير الأهلي مجهولاً بالدوري
- تصادم قطارين بورش صيانة مترو الأنفاق.. تابع التفاصيل (صور)
- «السيسي» يؤكد على دعم مصر لإرادة الشعب السوداني
- تفاوت مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات اليوم الثلاثاء
- ضبط 678 مخالفة تموينية متنوعة على مستوى الجمهورية
- الوطنية لحقوق الإنسان: «استفتاء الدستور وثق المشاركة الإيجابية للناخبين»
- رئيس الوزراء يهنئ «السيسي» بالذكرى الـ37 لعيد تحرير سيناء
- «طلعت» يبحث انتشار الانترنت فائق السرعة بمصر مع البنك الدولي (صور)
وجاء في نص كلمة الرئيس الافتتاحية:
الحضور الكرام، رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، رؤساء الوفود، موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.
اسمحوا لي بداية أن أرحب بكم جميعاً اليوم في بلدكم الثاني مصر، وأن أعرب عن الامتنان والشكر، لسرعة الاستجابة للدعوة الطارئة لعقد اجتماع اليوم، وهو الاجتماع الذي يجسد إيماننا بمسئوليتنا المشتركة، وحرصنا على تعزيز العمل الجماعي الأفريقي، ويأتي اتساقاً مع روح ومبادئ التضامن والأخوة والوحدة، مع السودان الشقيق الذي يشهد حالياً مرحلة استثنائية من تاريخه، وتفعيلاً لمبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الإفريقية.
اسمحوا لي أن أتوجه في بداية اجتماعنا هذا، بتحية تقدير واعتزاز للشعب السوداني الشقيق، الذي أثبت بسلوكه المتحضر والسلمي، قدرته على التعبير عن إرادته وطموحاته المشروعة في التغيير، وسعيه إلى تحول ديمقراطي قائم على سيادة القانون، ومبادئ الحرية، وإرساء العدالة، وبناء دولة المؤسسات وتحقيق التنمية، بما يعكس الإرث الحضاري والتاريخي للسودان الشقيق، وأن أؤكد دعم مصر الكامل، لخيارات الشعب السوداني وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده، وما سيتوافق عليه في تلك المرحلة الهامة والفارقة من تاريخه.
إن اجتماعنا اليوم يهدف لبحث التطورات المتلاحقة في السودان، ومساندة جهود الشعب السوداني، لتحقيق ما يصبو إليه من آمال وطموحات، في سعيه نحو بناء مستقبل أفضل، آخذين في الاعتبار الجهود التي يبذلها المجلس العسكري الانتقالي، والقوى السياسية والمدنية السودانية، للتوصل إلى وفاق وطني يُمكنهم من تجاوز تلك الفترة الحرجة وتحدياتها، لتحقيق الانتقال السلس والسلمي للسلطة، وإتمام استحقاقات المرحلة الانتقالية، والحفاظ على مؤسسات الدولة ووحدتها وسلامة أراضيها، من أجل الحيلولة دون الانزلاق إلى الفوضى، وما يترتب عليها من آثار مدمرة على السودان وشعبها الشقيق، وعلى المنطقة برمتها.
إن ترسيخ مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، لهو السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات المُشتركة التي تواجهنا، فالدول الأفريقية أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها، ومن ثم فهي الأقدر على إيجاد حلول ومعالجات جادة وواقعية، تُحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجي في شئونها، أو فرض حلول خارجية لا تلائم واقعها، فلكل قارة خصائصها، ولكل دولة خصوصيتها.
ومن ثم، جاء حرصنا على أهمية أن يؤدى هذا الاجتماع، للتعرف على التطورات ومجريات الأمور في السودان، واستشراف ما يراه السودانيون أنفسهم حيال مستقبلهم، وسبل استعادة النظام الدستوري وإقامة الحكومة المدنية، في إطار عملية ديمقراطية يشارك فيها السودانيين كافة، وبما يسهم في إيجاد حلول تتوافق مع طبيعة الأوضاع على الأرض، وتُراعي مُتطلبات المنعطف الخطير الذي يمر به السودان. كما تأتى مشاركة موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، عقب زيارته مؤخراً للخرطوم، وشرح الجهود التي يبذلها ورؤيته للتعامل مع التطورات على الساحة السودانية، لتتيح المجال لبحث سبل معاونة السودان على تخطى هذه المرحلة بسلام.
ونؤكد في هذا السياق أن الحل سيكون من صنع السودانيين أنفسهم، عن طريق حوار شامل جامع، بين القوى السياسية المختلفة في السودان، يؤدى إلى التوصل إلى حل سياسي توافقي، يحقق تطلعات الشعب السوداني في التغيير والتنمية والاستقرار، ويضع تصوراً واضحاً لاستحقاقات هذه المرحلة، ويقود إلى انتخابات حرة ونزيهة، مع أهمية إتاحة الفرصة والوقت الكافي للأطراف السودانية للوفاء باستحقاقات هذه المرحلة. ونحن كدول جوار للسودان ودول تجمع الايجاد وكشركاء إقليميين، نتطلع لتقديم العون والمؤازرة للشعب السوداني، وصولاً إلى تحقيق الاستقرار الرخاء الذي يتطلع إليه ويستحقه.
في ظل حساسية الحدث التاريخي في السودان، وأهمية تحديد المسار السياسي ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية على الساحة السودانية، فإنه يتعين على المجتمع الدولي إبداء التفهم وتقديم الدعم والمساندة، للمساهمة في تهيئة المناخ المناسب للتحول الديمقراطي السلمي الذي ينشده الشعب السوداني، إضافة الي أهمية دور المجتمع الدولي في تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية الضاغطة، التي تمثل عقبة حقيقية أمام تحقيق الطموحات المنشودة وتقوض من فرص تحقيق الاستقرار، لذا يقع على عاتق الدول الشقيقة والصديقة للسودان، وكافة الأطراف الدولية، تقديم الدعم والمساعدات لتمهيد الطريق أمام انطلاق السودان لرسم مستقبل جديد.
وفي الختام لا يسعني أيها الإخوة، سوى الإعراب عن الشكر والتقدير للجهود التي تبذلونها جميعا، متمنياً أن تتكلل أعمال اجتماعنا اليوم بالنجاح، والخروج بما يسهم في تعزيز الجهود الوطنية السودانية نحو مستقبل أفضل، في ظل وحدته وسيادته الوطنية وسلامة أراضيه واستقلال قراره الوطني.
وأدعو الله عز وجل، أن يسود السلام في هذا البلد الشقيق، وأن يوفقنا في سعينا لتحقيق الأمن والاستقرار في السودان وفى مختلف ربوع قارتنا العزيزة.
أشكركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.