موقع السلطة
الخميس، 14 نوفمبر 2024 06:36 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
مصر

عرفت أسرار الأجداد.. أقصري يبدع منحوتاته وسط مقابر الفراعنة

فنان النحت
فنان النحت

وسط دروب متعرجة بمنطقة مقابر النبلاء، في البر الغربي بالأقصر، هضبة لا زرع فيها ولا ماء، بها غرفة من أطلال منزل، شبه متهدم، خارجها طاولة خشبية وأدوات بدائية وبضع قطع من الحجر الجيري، هناك يجلس أحمد عبد الفتاح بملامحه الفرعونية، وكأنه فنان مصري قديم، خرج من إحدى مقابر الفراعنة، التي يتوسطها بورشتة حيث يصنع فيها منحوتات ولوحات مستنسخة طبق الأصل من تلك المقابر.

ساعات طويلة من العمل يقضيها عبد الفتاح، ممسكا بأدوات بدائية صنعها بنفسه، مسترشدا بتلك التي صنعها المصري القديم قبل آلاف السنين، لا يقطعها سوى حديث بينه وبين من يظن أنهم جدوده في مقابر العمال، ويقول: «منحوني أسرارهم ما يجعلني أستطيع عمل لوحة مقبرة راموسا الشهيرة دقيقة التفاصيل، من شعر وملابس دون ان تختلف عن تلك الأصلية، وبدقة تجعل من يرى اللوحات المختلفة يظن أنها مصنوعة آليا أو في قوالب تنسخها، وهو ما يذهل السياح حين يروا بأنفسهم ما أصنع، وكيف أصنع الواحدة في بضع ساعات واحفظ تفاصيلها عن ظهر قلب».

ويتابع أحمد عبد الفتاح، في حديثه ، أجدادنا يحدثونني وأحدثهم وهو شئ ليس بغريب، فأنا ولدت داخل أحد تلك المقابر بعدما فاجئت آلام المخاض أمي وهي في منزلنا القديم، الذي كان مبنيا فوق أحد المقابر، ولم يكن وقتها بشئ غريب أن ولدت داخلها، وقالت لي أمي أن ولادتها كانت الأسهل، وكأن في المكان ما ساعدني في الولادة.

يقول أحمد، حتى الآن لا أطيق العيش في منزلنا الأسمنتي، بالأرضيات السيراميك، فعندما تشرق الشمس أسرع بالتوجه إلى ورشتي معطيا ظهري لكل ما هو حديث، مستقبلا الصحراء حيث تلك القطع الفنية الفريدة والحوائط المتفردة المزينة بأبداع ما رسم الفنان المصري القديم.

البنك الأهلي
الآثار الفراعنة مقابر الأقصر
tech tech tech tech
CIB
CIB