حسين مات بالبطيء.. أم تجوّع طفلها وزوجها يحرقه حتى الموت

داخل قفص محكمة جنايات الإسكندرية، وقف «أحمد» و«مروة»، يراقبان صعود القضاة على المنصة لإصدار حكم بحقهما، أبصارهما ثابتة، ينتظران مصيرا بالسجن لا مفر منه، فكما جمعهما بيتا واحدا، جمعهما قيدا حديديا واحدا فى اتهام واحد، وهو قتل ابن الثانية بالبطيء، لأسباب لا يد للمجني عليه فيه.

الطفل كان مريضا نفسيا، ويعاني من التبول اللا إرادي، فتعمد زوج الأم إيذاءه وتعذيبه، بينما تعمدت الأم إهمال علاج فلذة كبدها، ولم تفكر لحظة في إنقاذه، بالمخالفة لفطرة الأمومة وطبيعة البشر.

فجأة عم الصمت المكان، القضاة يصعدون على المنصة، لحظات مرت على المتهمين كالدهر، قبل أن ينقطع الصمت، بإصدار حكما بالسجن المؤبد، ضد الأم «مروة» وزوجها «أحمد».

 

أوراق القضية رقم 10654 لسنة 2020 جنايات أول الرمل، قالت إن المتهمين أحمد ومروة، قتلا الطفل «إبراهيم» نجل الثانية، عمدا، وشرحت التحقيقات كيفية ارتكاب الجريمة بحق المجني عليه، إذ اعتاد المتهم الأول إيذاء الطفل مستخدما عصا خشبية، ومقعدا بلاستيكا وحبلا وسلك كهربائي.

وكشفت التحقيقات، التى جرت تحت إشراف المستشار محمود أحمد الغايش، المحامى الأول لنيابة شرق الإسكندرية الكلية، أن «أحمد» عذب المجني عليه بالحرق، مستخدما ملعقة وولاعة، وكان ذلك تحت بصر المتهمة الثانية أم المجني عليه، وامتنعا عن تداركه بالعلاج رغم تدهور صحته، وأيضا امتنعا عن تقديم له الطعام، حتى وفاته، يوم 2 سبتمبر 2020.

 

كانت دولت عبد الرحمن، طبيبة بشرية، تباشر عملها بمكتب الصحة، يوم وفاة الطفل، إذ حضرت إليها الأم، وطلبت استخراج تصريح دفن، وأرجعت سبب وفاته إلى انسكاب مياه مغليه عليه قبل أسبوعين، وانتقلت الطبيبة إلى منزل المتهمة، وناظرت جثة الطفل المجني عليه، فاشتبهت في الوفاة جنائيا، بسبب الإصابات التى لاحظتها.

 

ضمت أوراق القضية شهادة الرائد عبد الرحمن أحمد، معاون مباحث قسم شرطة أول الرمل، وشهد أنه أثناء تواجده بالقسم، حضرت إليه المتهمة الثانية «أم المجني عليه» للإبلاغ عن وفاة نجلها، وادعت أن السبب انسكاب الماء المغلي عليه، وأنه انتقل إلى مكان الواقعة، وضبط عصا خشبية ومقعد، فألقى القبض على المتهم الأول «زوجها»، وأقر بارتكاب الواقعة.

 

التحريات التى باشرها العقيد خالد الحسيني، المفتش بإدارة البحث الجنائي، أشارت إلى اعتياد المتهم الأول تعذيب الطفل والتعدى عليه، فضلا عن إشعال النار فى جسده عن طريق الكي، وأكدت أيضا، أن وقائع التعذيب جرت بعلم المتهمة الثانية، التى امتنعت عن مداركته بالعلاج، حتى تدهورت حالته وتوفى.

 

باشرت النيابة العامة تحقيقاتها فى الواقعة، وأمرت بحبس «أحمد» و«مروة»، على ذمة التحقيقات التى تجري معهما، ثم أمر المستشار محمود أحمد الغايش، المحامى الأول لنيابة شرق الإسكندرية الكلية، بإحالتهما للمحاكمة الجنائية، ونسب لهما اتهامات القتل العمد، وحيازة سلاح أبيض «مطواه» بغير ترخيص، وحيازة أدوات تستخدم للاعتداء على الأشخاص، كما نسب للمتهم الأول حيازة مخدر الحشيش بقصد التعاطي، ومثلا المتهمان أمام محكمة جنايات الإسكندرية، التى أصدرت بحقهما حكم بالسجن المؤبد.