أبوه طلقني ومش عايز يسجله باسمه.. أم تلقي رضيعها في الشارع بالمعصرة

تسللت في ظلام دامس، بعد انتشالها قلبها من بين ضلوعها، واضعة بدلا منه حجرا رخاميا يشبه كثيرا منتجات منطقة «شق الثعبان» القريبة من «المعصرة»، معلنة التخلي عن غريزة الأمومة، وبلا أدنى رحمة أو إنسانية، ألقت بـ«فلذة كبدها» إلى قارعة الطريق، وتركته بقسوة مؤلمة يصارع الأهوال، لكن إرادة الله رعت الطفل الرضيع، وأنقذته من برد يناير القارس، فضلا حيوانات الشوارع المفترسة، وتواجه الأم التي ادعت أن والده رفض تسجيله باسمه وماطلها، واعترفت بارتكاب الواقعة، مبررة ذلك للضغط على طليقها من أجل تسجيل المولود.

تمكنت الأجهزة الأمنية بالقاهرة من القبض على أم ألقت طفلها الرضيع فى الشارع بالمعصرة، بسبب خلافات مع والده عقب طلاقهما، وتحرر محضر بالواقعة، وأُحيل للنيابة العامة التى باشرت التحقيقات معها، وأمرت بحبسها، ومثُلت أمام المستشار وائل الشوربجي، رئيس محكمة جنح أمن الدولة، والذي امر بتجديد حبسها على ذمة القضية.

زواج الـ38 يوما:

تزوجت الأم «شيماء» من زوجها «محمود» بتاريخ 23 يناير 2020، ودبّت بينهما الخلافات من الأسبوع الأول للزواج، حتى وقع الطلاق بينهما بتاريخ 2 مارس 2020، بعد 38 يوما من الزواج، وأسفر الزواج عن طفل رضيع، أنجبته الأولى، في نوفمبر 2020، ومع استمرار الخلافات بينهما حتى بعد الطلاق، قررت «شيماء» الانتقام بطريقتها الخاصة.

رضيع أمام سنترال:

المحضر الأول للواقعة، حرره النقيب كريم عبدالعاطي، معاون مباحث قسم شرطة المعصرة، وقال فيه: إنه تلقى بلاغا من غرفة عمليات النجدة، الخميس الماضي، بالعثور على طفل لقيط فى شارع عرب سلام بالمعصرة، وانتقل إلى هناك وتقابل مع مالك السنترال ويُدعى «شعبان»، الذي أكد أنه حمل الرضيع بعدما عثر عليه أمام السنترال الخاص به، وتبين أن الحبل السري موجود به، ويبلغ من العمر شهر ونصف تقريبا.

كاميرات المراقبة:

لعبت كاميرات المراقبة المثبتة أمام السنترال وفي المحلات الواقعة بخط سير الأم، أنها هي مرتكبة الواقعة، حيث تم إعداد أكمنة لضبطها، وألقت الشرطة القبض عليها، واعترفت بإلقاء الرضيع فى مكان العثور عليه، بسبب خلافاتها مع والده عقب انفصالهما، حيث رفض تسجيله وأنكر نسبه.

النيابة تستمع للشهود:

باشرت النيابة العامة تحقيقاتها فى الواقعة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، حيث وردت التحريات، وأكدت صحة الواقعة، وبعدها استمعت لأقوال «شعبان» مالك السنترال، الذي أكد أنه عثر على الرضيع المجني عليه أمام المحل الخاص به، وأن أمه تركته بمكان العثور عليه، كما استمعت لأقوال والد الرضيع، الذي قال إنه تزوج المتهمة وتطلقا، وحدثت بينهما خلافات.

خط نجدة الطفل:

استمعت النيابة، خلال التحقيقات، لأقوال أخصائي نفسي بخط نجدة الطفل، الذي أكد أنه فحص حالة الطفل الاجتماعية وحالة الأب والأم، وأكد أن والدته تركته فى الشارع، وأشار إلى وجود خطورة على الطفل، فى ترك الطفل برفقة والدته.

تسليم الرضيع لوالده:

في ختام التحقيقات، أمرت النيابة العامة بتسليم الرضيع المجني عليه لوالده، بعدما تعهد بحسن رعايته، وكذا أمرت بحبس الأم المتهمة، احتياطيا على ذمة التحقيقات، ومثُلت اليوم، أمام القاضي وائل الشوربجي، الذي أمر بتجديد حبسها على ذمة القضية، لمدة 15 يوما.