صيدلي الغلابة قبل وفاته في رسالة للنبي: عساني ألقاك على الحوض

خيمت حالة من الحزن على صفحات التواصل الإجتماعي للعديد من أبناء محافظة المنوفية، حداداً على وفاة الصيدلي الشاب ”محمود عزام”، الذي يلقبونه بـ”صيدلي الغلابة”، نظراً لما قام به من دور مهم في خدمة أهل قريته ”ميت سراج”، التابعة لمركز قويسنا، وتقديم العلاج بأسعار مخفضة للجميع، فضلاً عن مساعدة كثيرين من المرضى ومصابي فيروس كورونا.

وغلب الجانب الديني والخدمي على صفحة ”عزام” بموقع التواصل الاجتماعي ”فيسبوك”، وكتب في آخر منشور له: ”حرصاً منا على خدمة أهل بلدنا فى الظروف الحاليه، أنا بتواجد في الصيدليه طول فترة النهار من 9 صباحاً لواحدة بالليل، وبعد كده اللي محتاج دوا يرن بس، اللهم اجعلنى خادماً لأهل بلدي كما تحب وترضى”.

كما تضمنت صفحة ”صيدلي الغلابة” عدداً من المنشورات الخدميه، منها توفير مصل أنفلونزا، وتوفير خدمة ليلية للمرضى، من خلال الإعلان عن رقم هاتفه لخدمة الأهالي في أي وقت في الليل، بجانب خدمته للأهالي في الصيدلية بالنهار، فضلاً عن مساعدة من يملك ألبان الأطفال في إيصاله لمن يستحقه من أبناء القرية، من خلال إعطائهم أسماء غير القادرين.

”عساني ألقاك على الحوض مبتسماً”، بهذه الكلمات تداول ”عزام” هاشتاج لنصرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، في ظل الأزمة الأخيرة مع فرنسا، كما نشر إحدى آيات القرآن الكريم: ”ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم”.

وشيع المئات من أهالي قرية ”ميت سراج” جثمان ”صيدلي الغلابة” إلي مثواه الأخير، وسط حالة من الحزن الشديد بين المشاركين، ونعت نقابة الصيادلة بالمنوفية ”عزام”، في بيان لها، جاء فيه: ”بمزيد من الحزن والأسى تنعي نقابة صيادلة المنوفية الزميل الصيدلى بمستشفى جامعة المنوفية، الدكتور محمود عزام، الذي وافتة المنيه إثر أزمة قلبية، وهو يعمل فى صيدليته، وفي خدمة اهل بلده” .

وتوفى الصيدلي الشاب بشكل مفاجئ أثناء عمله، ونعته إدارة المستشفيات الجامعية بالمنوفية، في بيان جاء فيه: ”بمزيد من الحزن والأسى تنعي مستشفيات جامعة المنوفية الصيدلي محمود عزام، بإدارة التموين الطبي والصيدليات بالمستشفيات الجامعية، نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته”.

وأضاف البيان: ”يتقدم جميع منسوبي مستشفيات جامعة المنوفية، الدكتور عميد الكلية ورئيس مجلس الإدارة، والدكتور المدير التنفيذى للمستشفيات الجامعية، ومديري المستشفيات الجامعية، ومديري العموم، ومديري الإدارات، وجميع العاملين بخالص المواساة والعزاء لجميع أفراد أسرته وجميع زملائه ومحبيه، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.