حمام الملاطيلي .. انتفاضة سياسية من صلاح أبو سيف بالطريقة الإباحية
عزة عبد الحميدهاجمت الرقابة الكثير من أعمال المخرج صلاح أبو سيف ، بسبب محاكاته للوضع السياسي في المجتمع المصري، وخاصة بعد نكسة عام 1967، وإحكام الأوضاع من وجهة نظر النظام لأجل مصلحة البلاد.
وبعد إصدار أوامر من السلطات السياسية كما جاء في مذكرات اعتدال ممتاز، المسؤلة عن الرقابة الفنية في السبعينات، أنه صدرت تعليمات رئاسية للرقابة على المصنفات الفنية للسماح بمشاهد الجنس والمخدرات فى الأفلام، وعدم حذف أي مشهد منها مهما بلغت درجة جرأته، فى محاولة لإلهاء الناس عن الهزيمة وإحباطاتها.
كان للمخرج صلاح أبوسيف طريقة مختلفة على إحكام الأوضاع بالفن، إذ قام بإخراج فيلم "حمام الملاطيلي"، الذي عارضه الجميع لما كانت به من مشاهد جريئة بشكل كبير، بعد أن كتب الفيلم إسماعيل أبوسيف، وأعد السيناريو والحوار الخاص به محسن زايد.
وكأن صلاح أبو سيف كان يريد أن يرينا عرى الأرواح لا عرى الأجساد، وكانت فكرة صلاح أبو سيف باختصار من الفيلم، كما قالها هو بأحد اللقاءات الصحفية، إنه لا حل لمشكلتنا مع إسرائيل إلا بالحرب، ويقول إننا لم ننهزم من إسرائيل لأننا ضعفاء، ولكن لأن وقتنا كله ضائع في كلام فارغ، والفوضى تقضي علينا، ودعوة شخصية الحكواتى في المشهد الأخير، وصيحته القائلة: اصحي يا مصر"، مطالبًا باليقظة والثأر لهزيمة 1967.
ولكن مع سياسة الدولة حينها تم عرض الفيلم بالسينمات، ولكن الهجوم الأكبر عليه كان من النقاد الفنيين، الذين بسببهم قامت الرقابة باقتطاع مشهد كل أسبوع من الفيلم.
كاد الفيلم أن يُنسى من تاريخ السينما، وظل فى ذاكرة مراهقي السبعينيات، إلا أن المنتج محمد راضي، اشترى الفيلم من منتجه ومخرجه "صلاح أبو سيف"، عام 1992، ودفع به للعرض من جديد ضمن أحد المهرجانات السينمائية.
شمس البارودي شعرت بالغضب، ونشرت إعلانات فى عدد من الجرائد أعلنت فيها رفضها إعادة عرض الأفلام التى مثلتها، وشددت فى الإعلان على أنها اعتزلت الفن نهائيا منذ فبراير 1982، بعد أدائها للعمرة، وختمت الإعلان بقولها: "حسبى الله ونعم الوكيل".