سياسي سوداني يكشف تفاصيل التمرد الفاشل
كتب محمد خليفةأقدم مجموعة من منتسبي جهاز المخابرات بالسودان، اليوم الثلاثاء، على إطلاق نار بشكل عشوائي والتمرد، بعدة مناطق في الخرطوم، فيما ألقت السلطات القبض على مجموعة من العسكريين المتمردين من هيئة العمليات التابعة للجهاز الاستخباراتي.
أكد وزير الإعلام السوداني، في وقت سابق، أن ما حدث مجرد "حركة احتجاج محدودة"، وأن القوات المسلحة تتعامل مع الموقف وتعمل على تأمين الشوارع.
من جانبه، قال أمجد فريد السياسي السوداني وأحد قيادات حراك "ثورة ديسمبر"، في تصريح لـ"الدستور" إن ما حدث اليوم من العناصر التابعة لهيئة العلميات لجهاز أمن النظام السابق إشارة إلى ضرورة إعادة النظر في أداء وتركيبة الأجهزة الأمنية فى السودان، والنظر فى إعادة تركيب أجهزة الأمن والمخابرات بالسودان ليصبح جهاز أمني خدمي ويعمل بمهنية لحماية السودان واالديمقراطية.
وطالب فريد بضرورة تصفية العناصر المؤدلجة التي لم تكن تهدف إلا إلى حماية النظام القديم وسلطته على مدى 30 عاما إلى أن هزمها الشعب السوداني في ثورة ديسمبر 2018، لذا هناك حاجة إلى تحويل جهاز المخابرات إلى جهاز وطني بشكل حقيقي.
وأضاف السياسي السوداني أن النظام السابق وبعض اتباعه المتهم الأول في هذه الأحداث والوقوف وراءه سواء بالتحريض أو التخطيط المباشر وعلى رأسهم صلاح قوش رئيس جهاز المخابرات السابق في عهد الرئيس المعزول عمر البشير وهؤلاء المستفيدون الأوائل من إثارة حالة الفوضى والجزع في الخرطوم.
وأشار فريد إلى أن الرواية الرسمية بشأن الأحداث أن هذا التمرد جاء بسبب حل قسم العمليات التابع لجهاز أمن النظام المخلوع واعتراض الأفراد الذين كانوا منضوين تحته على التعويض المالي بسبب نهاية الخدمة، لكنه يعتقد أن هذه الرواية ضعيفة بعض الشيء لأن لديهم أغراض سياسية في هذا التحرك.
وشدد السياسي السوداني على أن هذا الأمر كان يستدعي من الحكومة اعتبار ما جرى تمرد عسكري يهدف إلى التخريب ويجب تقديم هؤلاء لمحاكمات واضحة، خاصة وأن الأنباء بدأت تتحدث عن وقوع ضحايا من المواطنين جراء إطلاق النار العشوائي الذي قام به هؤلاء الأفراد.
واختتم تصريحات قائلا: "لا يمكن أن نسمح بإنزلاق الخرطوم إلى حالة الفوضى الأمنية في ظل انتشار السلاح، ويجب على الدولة لعب دور قوي بشكل واضح في ضبط الأمن والتعامل مع هذه الأحداث بصورة واضحة".