سميرة سعيد .. ”الديفا” عابرة الأجيال التي أذهلت عبدالحليم وأحرجت عبدالوهاب

سميرة سعيد احتفلت أمس الجمعة بعيد ميلادها الـ 62 الموافق 10 يناير عام 1958 ، الديفا تعد أكثر مطربات المغرب انتشارا حيث بدأت مشوارها الفني وهي في التاسعة من عمرها، عندما شاركت في برنامج المواهب بالتلفزيون المغربي، وغنت للفنانة الراحلة أم كلثوم .

بدأت طفلة تغني في قصر الملك الحسن ملك المغرب الذي كان يعتبرها ابنته، و تغني في كل مناسبات المغرب في القصر الملكي حتى أطلقوا عليها "أم كلثوم المغرب".

رآها عبد الحليم حافظ بحكم صداقته الوطيدة مع ملك المغرب، وانبهر بها واتصل ببليغ حمدي من المغرب وقال له "أنا سمعت بنت هنا في المغرب معجزة عايزة منك شغل وتبقي اكتشاف".

وقفت أمام محمد عبد الوهاب وهي لا تزال بنت الرابعة عشرة لكي تغني، وهي تغني دائما لأم كلثوم فقال لها عبد الوهاب سمعينا حاجة لأم كلثوم، ففاجأت الجميع وأحرجت عبد الوهاب نفسه بغناءها قصيدة الأطلال كاملة، بدلاً من أن تغني لحن عبد الوهاب غنته له أم كلثوم فما كان من عبد الوهاب إلا أن مسح وجهه بمنديله وقال لها: "روحي بخري صوتك".

عندما جاءت إلى مصر فتحت لها فايزة أحمد منزلها لتقيم فيه هي، وأتت لها بكبار الموسيقيين والفنانين لكي تعرفهم بها، وتبناها بليغ حمدي وقدم معها أربع ألبومات كانت انطلاقة كبرى لها، حتى أشيع أنه أحبها، وأنها كانت سببًا في طلاقه من ورده الجزائرية، وهذا ما نفته وردة نفسها .

تعاملت مع الموسيقار جمال سلامة الذي أعطاها جواز مرور لتصير نجمة الغناء العربي بلا منافس بأغنيات
"قال جاني بعد يومين"، و"احكي يا شهر زاد" و"وحشني حقيقي" و"مش هتنازل عنك"، هذه الأغاني يتجاوز عمرها الآن الخامسة و الثلاثون عاما، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أنها لا تزال "تريند" في عالم سماع الأغاني حتى الآن.

ألبوم تلو الآخر وكل ألبوم أجمل من سابقه، لم يكن عندها حل وسط، يا أغنية جميلة أو لا، فكانت صاحبة الأغاني الأطول عمرا، نوعت وتنوعت وغيرت من لون أغانيها و موسيقاها و كلمات أغانيها، لم تخش أبدا المغامرة، بل هي المطربة الوحيدة التي تغامر علي الجديد في اللحن والكلمة والأداء والتصوير و البوستر واللوك.

أكثر من ٥٠٠ أغنية مصرية ومغربية، وخليجية عاطفية، ووطنية ودينية، عشنا مع كل أغنية حالة حب استثنائية لم نراها من قبل فكان بمجرد سماعنا لنزول ألبوم سميرة سعيد الكل يتسابق لشرائه قبل غزو النت طبعاً حتي بوستر الألبوم كان له مذاق خاص

كل أغنية لسميرة سعيد تعد موسيقى تصويرية لفترات حياة ثلاثة أجيال متعاقبة، فإن كان عمرو دياب هو المطرب الذي لايزال علي متواجد بنجاح استثنائي علة مر أجيال متعاقبة، فإن سميرة سعيد هي أيضا لها نفس القدر والقيمة.

سميرة سعيد نجحت في تأدية كل ألوان الغناء، عكس غيرها من المطربات، فعندما نسمعها تغني قال "جاني بعد يومين"، لا نكاد نصدق أنها هي التي تغني و"إديني سبته" و"محصلش حاجة"، فهي تستطيع أن تقنعك بأحساسها في كل الأحوال ولا توجد مطربة الآن تستطيع أن تفعل ما تفعله سميرة سعيد وبشهادة معظم مطربات العالم العربي اللاتي أجمعن علي ذلك وهم أنغام وأصالة وشيرين ونجوي كرم وأحلام ونوال الزغبي.

الكل أجمع على محبة سميرة سعيد .. هذه الفنانة التي تعد ظاهرة استثنائية في عالم الفن، نادرا ما يجتمع الجميع و يتفق على أحد، وكان أمس ١٠ يناير هو عيد ميلاده الديفا سميرة سعيد ، التي قدمت مسيرة حب وفن أكثر من أربعين عامًا على قمة الغناء العربي.

وقدمت سميرة حوالي أكثر من 15 أغنية وطنية، منها: "عشتي يا سوريا، وعراق الكرامة، بحر الشوق، يا مصر ليكي النصر، كلنا إنسان، مغربية عربية"، وغيرها من الأغاني، وطرحت أكثر من 40 ألبومًا غنائيًا بداية من "حكاية" و"متهيألي" عام 1986، حتى "عايزة أعيش" عام 2015، وطرحت بعدها أغاني منفردة.

حصلت الديفا على حوالي أكثر من 20 جائزة في الوطن العربي منها جائزة "أفضل مطربة عربية في مهرجان الأغنية العربية" 1989، وجائزة التميز والتقدير في مهرجان جرش في الأردن، وجائزة الربابة في المغرب 2008، وغيرها.

وشاركت الديفا مؤخرًا في برنامج اكتشاف المواهب "The voice"، في موسمه الخامس الذي عرض على شاشة "Mbc"، وتنتظر المطربة سميرة سعيد طرح ألبومها الجديد خلال الفترة القادمة، ويتضمن الألبوم 10 أغان.