ميزان عزل ترامب يتأرجح.. بولتون يحسم القضية
وكالاتمرة أخرى يتأرجح ميزان التحقيق في عزل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسبب فضيحة أوكرانيا، بعد شهادة مسئول البيت الابيض الذي حمّل المسئولية بالكامل على عاتق المحامي الشخصي لترامب والسفير الأمريكي في الاتحاد الأوروبي.
وأكدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن شهادة تيم موريسون الذي كان يشغل منصب كبير مستشاري ترامب في الملف الروسي ستقلب قضية العزل رأسًا على عقب.
وقال موريسيون إن ردي جولياني، المحامي الشخصي لترامب، وجوردون سوندلاند، السفير الأمريكي في الاتحاد الأوروبي، هما من مارسا ضغوطًا كبيرة على الأوكرانيين للتحقيق مع نجل جو بايدن.
وتابع: "لم أسمع أي شيء غير قانوني في المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي".
وأوضحت الصحيفة أن "موريسون" أدلى بشهادته خلف الأبواب المغلقة، مساء يوم الخميس الماضي، في تحقيق الديمقراطيين لمقاضاة ترامب، حيث تم ذكر اسم موريسون أكثر من 12 مرة عندما قدم بيل تايلور بيانه الافتتاحي للمشرعين الأسبوع الماضي.
وقال تايلور، كبير الدبلوماسيين الأمريكيين في أوكرانيا، إنه تم إخباره بأن ترامب يتطلع إلى حجب المساعدات الأمريكية عن أوكرانيا، ورفض عقد اجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني إلى أن يوافق المسئولون الأوكرانيون على إجراء تحقيقات مع جو وهنتر بايدن.
وأكد موريسون، في بيانه الافتتاحي، الذي حصلت عليه شبكة سي بي إس نيوز، رواية تايلور عن أمر المقايضة، رغم أنه اختلف معه حول بعض التفاصيل.
وقال موريسون: "يمكنني أن أؤكد أن جوهر بيانه، من حيث صلته بالمحادثات التي أجريناها، كان دقيقا".
وفي بيانه الافتتاحي، يروي موريسون، أيضًا، كيف دفع السفير الأوروبي جوردون سوندلاند، الذي تولى مسئولية العلاقات مع أوكرانيا على الرغم من أن هذا البلد ليس في الاتحاد الأوروبي، من أجل الحصول على التزام من الأوكرانيين بالتحقيق مع أعداء الرئيس السياسيين، في مقابل المساعدات العسكرية التي تبلغ قيمتها 400 مليون دولار.
وكان تايلور قد قال إن سوندلاند أخبر المدعي العام الأوكراني يرماك بأن أموال المساعدة الأمنية لن تأتي إلى أن يلتزم زيلينسكي بمتابعة تحقيق بايدن، وقال موريسون تعليقًا على هذا: "تقديري هو أن اقتراح سوندلاند ليرماك كان قد يكون كافيًا إذا التزم المدعي العام الأوكراني الجديد- وليس الرئيس زيلينسكي- بمتابعة تحقيق بوريزما وهي شركة النفط الأوكرانية".
وأوضحت الصحيفة أن شهادة موريسون هي التي أثارت اهتمام الديمقراطيين في مجلس النواب، خاصة بعد أن قال تايلور الأسبوع الماضي إن موريسون أخبره عن محادثة سمعها بين ترامب وسوندلاند منحته "شعورًا بالغرق".
وقال موريسون إنه خلال تلك المحادثة قال ترامب إنه لا يسعى للحصول على مقابل، لكنه أصر على أن زيلينسكي كان عليه أن يعلن أنه سيفتح تحقيقات بشأن تدخل بايدن والتدخل في انتخابات 2016، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" عن شهادته.
وأوضحت الصحيفة أن موريسون في بيانه الافتتاحي لم يستخلص أي استنتاجات حول تورط ترامب، وقال إنه لم ير أو يسمع "أي شيء غير قانوني" في مكالمة 25 يوليو بين ترامب وزيلينسكي، مما أدى إلى بدء التحقيق في المساءلة.
وأكد أنه استمع إلى مكالمة من غرفة المواقف في البيت الأبيض، لكنه وصف الوثيقة التي أصدرها البيت الأبيض على المكالمة بأنها "مذكرة محادثة" وليس نصًا، قائلًا: "هذه المذكرة تعكس بدقة وبشكل كامل جوهر المكالمة".
وكانت هناك تقارير تفيد بأن الوثيقة التي أصدرها البيت الأبيض على المكالمة غير مكتملة.
وادعى موريسون أن رودي جولياني المحامي الشخصي لسوندلاند وترامب هو الذي دفع إلى التحقيق في قضية بايدن، قائلاً: "لم أكن أعرف ما هي بوريزما حتى استعنت بجوجل وعلمت أنها شركة الغاز الأوكرانية التي عينت هانتر نجل جو بايدن في مجلس إدارتها".
وقال موريسون أيضًا إنه سمع أولًا عن الشركة ودور سوندلاند وجولياني في السياسة الأوكرانية من فيونا هيل، مساعد مجلس الأمن القومي الذي حل محله، والذي أدلى بشهادته أمام المشرعين الأسبوع الماضي.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن موريسون هو ثاني مسئول حالي في البيت الأبيض يدلي بشهادته في التحقيق في قضية العزل، وتأتي بعد يومين من إدلاء كولونيل ألكسندر فيندمان، وهو خبير في أوكرانيا وروسيا في مجلس الأمن القومي، بشهادته، التي قال فيها إنه يعتقد أن تعامل ترامب مع أوكرانيا قوض الأمن القومي الأمريكي، كما تأتي شهادة موريسون في الوقت الذي يتطلع فيه الديمقراطيون إلى نقل تحقيق المساءلة إلى مرحلته التالية.
كما تأتي الشهادة في الوقت الذي وافق فيه مجلس النواب، بتصويت أغلبية ساحق، على قرار يحدد المرحلة التالية من التحقيق، والتي تشمل جلسات الاستماع العامة وحقوق ترامب خلال تلك المراحل.
وبعد تايلور وسوندلاند وهيل، من المتوقع أن يكون الشاهد الكبير التالي مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، الذي من المقرر أن يمثل الخميس القادم.
وقال موريسون إنه ليس مع تايلور فليس هناك أي سبب للاعتقاد بأن المساعدات كانت محتجزة حتى يتم فتح تحقيق بوريزما حتى في محادثة جرت يوم 1 سبتمبر مع سوندلاند.
وتابع: "حتى ذلك الحين كنت آمل أن تكون استراتيجية السفير سوندلاند هي خاصة به، ولن يتم النظر فيها من قبل القادة في الإدارة والكونجرس، الذين أدركوا الأهمية الاستراتيجية لأوكرانيا لأمننا القومي، وتم الإفراج عن المساعدات في النهاية إلى أوكرانيا".
وأكدت الصحيفة أن شهادة موريسون جعلت البيت الأبيض يتنفس الصعداء، بعد أن كانت شهادة تايلور بمثابة قنبلة هزت واشنطن العاصمة بالكامل، وتركت البيت الأبيض يترنح، حيث قربت ترامب من العزل بشدة.