موقع السلطة
الأربعاء، 25 ديسمبر 2024 07:14 صـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
نوستالجيا

حكاية ”بسبوسة” أشعلت الخلاف بين عبد الوهاب والفنانة شادية

الموسيقار محمد عبد الوهاب والفنانة شادية
الموسيقار محمد عبد الوهاب والفنانة شادية

لم تكن العلاقة الفنية بين موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والفنانة الكبيرة شادية مثل علاقتها بكافة الملحنين مثل الموجي وبليغ والطويل ومنير وغيرهم.

 

نجد أن عبد الوهاب لم يتعاون مع شادية إلا في حدود بسيطة، بالرغم أن تاريخ شادية الفني حافل بالتعاون الكثيف مع جميع ملحنين عصرها، ومع اجتهاد البحث ربما يمكن أن نجزم أن شادية قد تكون هي السبب، فلم تسع كغيرها أن تكون ألحان محمد عبد الوهاب من نصيبها .

ومنذ التعامل الأول بينهما في "أحبك.. وأضحي بحبك"، والتي غنتها في فيلم "شرف البنت" عام 1954، لم نر أي تعاون بينهما بعد ذلك، إلا في الأناشيد الوطنية التي قدمت في الستينات بتطلب من الزعيم جمال عبد الناصر، وربما تتعجب أكثر أن شادية هي المطرية الوحيدة التي ظهرت في الثلاث أناشيد التي قدمت، وهي "الوطن الأكبر" و"الجيل الصاعد"، و"صوت الجماهير".

 

بل وربما تتعجب أكثر وأكثر من أن محمد عبد الوهاب هو من أطلق على شادية "صوت مصر"، وعندما سُئل محمد عبد الوهاب عن صوت شادية أجاب: "صوت شادية عامل زي البنت اللعوب اللي تكلمك في التليفون بدلع و حنيه و توعدك ألف وعد وفي الآخر تضحك عليك ومتشفهاش خالص، صوتها فيه كل حاجه حلوة وتشوفه قبل ما تسمعه"، ثم قال: "أخف صوت نسائي في مصر".

وجاء التعاون الفني ولكن بشكل جديد، عندما أسند مخرج الروائع حسن الإمام للموسيقار محمد عبد الوهاب لحن أغنية "بسبوسة"، في إطار فيلم "زقاق المدق"، لتغنيها شادية وبالفعل تم هذا اللحن الجميل.

 

وأثناء تصوير "زقاق المدق" مع صلاح قابيل وحسن يوسف، كان من المفترض أن تؤدي شادية أغنيتين هما "بسبوسة"، و"نو يا جوني نو" من ألحان محمد الموجي، وبعد تسجيلهما وانتهاء التصوير وجد المخرج حسن الإمام أن وقت الفيلم أصبح كبيراً جداً وبالتالي يتطلب بالتالي حذف بعض الأحداث، واستقر الرأي على حذف إحدى الأغنيتين، وبعد جلسات عمل مشتركة رأت شادية حذف أغنيه "بسبوسة"، والتي كانت غير مؤثرة على سياق الفيلم على عكس الأغنية الأخرى التي تؤكد للمشاهد سقوط البطلة في براثن الخطيئة وتعاملها مع رواد الملهى الليلي من الجنود الإنجليز.

وأبى المخرج الكبير مفاتحة عبد الوهاب في هذا الموضوع بنفسه، فتولت شادية تلك المسئولية وحينما علم عبدالوهاب بالأمر غضب بشدة، وحاول استبقاء أغنيته بشتى السبل، ولكن شادية واجهت الموسيقار الكبير برأيها بشجاعة نادرة، ولم تقدم أي تنازلات لعملاق الموسيقى العربية، وهو ما اعتبره نصرة لأغنية الموجي على حسابه الشخصي والفني، فكان قراره غير المعلن بعدم التعامل مع شادية مرة أخرى، وهو ما حدث بالفعل واتجه بألحانه لغيرها من الفنانات، خاصة مع إصرار شادية على رأيها وعدم طلب أيّة ألحان منه، فلم تندم للحظة على موقفها منه بل كانت السبّاقة بالتهنئة له وللمطربة التي تغنت بلحنه.

 

أما أغنية "بسبوسة" فقد ظلت حبيسة الأدراج ولم تر النور إلا في فيلم "وادي الذكريات" عام 1980 ، أي بعد ما يزيد عن خمسة عشر عاماً، ونجحت الأغنية أكثر من نجاح الفيلم نفسه، بل وزادت شهرتها بعد أن غنتها مطربة يابانية عاشقة لمصر، ثم غنتها النجمة أنغام بعد ذلك.

ورغم القطيعة الفنية بين عبد الوهاب وشادية إلا أن الاحترام كان العنصر السائد بينهما، و كانت تؤكد شادية دوماً تقديرها لشخصه وفنه بقولها: "عبد الوهاب ده جامعة تخرج منها كل المطربين والمطربات.. وهو بلا شك أحد أضلاع الهرم العربي في الفن.. عبد الوهاب هو الهوا اللي بنتنفسه والميه اللي بنشربها.. عبد الوهاب جيل بحاله".

1b8b71f355a24135e6b3dba347008dbe.jpg
37987308e1db33c50f82944ca7756dd4.jpg
f1b58ad2844dee6be1d1d82e38c5b960.jpg
البنك الأهلي
شادية عبد الوهاب محمد عبدالوهاب
tech tech tech tech
CIB
CIB