عبدالعزيز أحمد.. راعي الأيتام في السينما المصرية
كتب محمد شوقي
قد لا تعرف اسمه.. لكن تعرف فنه.. تراه وجه أب مصري صميم يضحي من أجل أولاده وعائلته، أدواره على شاشة السينما في أفلام الأبيض والأسود تكاد تكون واحدة، الرجل الطيب البسيط الذي يربي بطل أو بطلة الفيلم وهو ليس أب لهم.
يقف مع حسين رياض وعبدالوارث عسر في صف واحد، لولا أن الأضواء كانت مسلطة على حسين رياض وعبدالوارث عسر أكثر، ولكن هو لا يقل عنهما قدرة على دور الأب المصري الطيب في أفلامنا المصرية.
تكفل بتربية نجمات الشاشة الكبيرة، فاتن حمامة في فيلم "عائشة"، شادية في فيلم "آمال"، مريم فخر الدين في فيلم "الأرض الطيبة"، صباح في فيلم "هذا جناه أبي".
الأب الذي يلتقط الأطفال في معمل العنب قبل أن يموتوا ويرعاهم حتى يظهر لهم أهل في فيلم "ليلة من عمري" مع شادية، ولا نستطيع أن ننسى دوره الأهم في فيلم "أمير الانتقام" مع أنور وجدي دور الشيخ فاضل، أو دور أبو سهير البابلي في فيلم "يوم من عمري" مع عبدالحليم حافظ وزبيدة ثروت وعبدالسلام النابلسي.
أو دوره في فيلم "سي عمر" مع نجيب الريحاني في دور كوارع، أو دور رئيس العصابة في فيلم "شاطئ الأسرار" مع عمر الشريف وماجدة، أو دوره في فيلم الأب القاسي في فيلم "إحنا التلامذة"، أو دوره في فيلم "أنت حبيبي" مع فريد الأطرش وشادية، وقدم الشيخ الطيب الحنون في فيلم "الزهور الفاتنة" مع تحية كاريوكا.
قدم نموذج شيخ المسجد الوسطي الطيب القريب من الناس في كثير من أعماله فكان نموذج للشيخ في أفلامنا المصرية، هكذا تنوعت أدواره ونجح في كل دور يقدمه ولكن يظل أطيب خلق الله في السينما المصرية في معظم أدواره البالغة 120 فيلمًا بخلاف أكثر من 50 مسرحية و80 مسلسلًا إذاعيًا.
هو الفنان الذي قد تعرف اسمه ولكن تحب فنه، هو عبدالعزيز أحمد سليمان، ولد فى 24 أبريل 1897 لأسرة بسيطة حيث كان والده موظفًا في الحكومة.
كان عبدالعزيز أحمد يعمل فى بداية حياته موظفًا بمجلس البلدية بالاسكندرية (مجلس المحافظة حاليًا)، ومن خلال تردده على مسارح الإسكندرية عشق المسرح حتى كانت بداية حياته الفنية عندما انضم لفرقة نجيب الريحاني في فترة الأربعينيات، ثم التحق بعد ذلك بفرقة سلامة حجازي وفرقة جورج أبيض وفرقة على الكسار وفرقة فاطمة رشدي، وقدم مسرحيات (بنات الريف، زوجاتنا، زواج بلا حب، ابن الفلاح، الديكتاتور).
قام بكتابة قصة وسيناريو وحوار لخمسة أفلام سينمائية هي (زوج للأيجار، المظلومة، الريف الحزين، كازينو اللطافة، قتلت ولدي).
كما أنه أخرج للمسرح عدة مسرحيات منها (خليني أتبحبح يوم، أشوف أمورك أستعجب، كلام في سرك، حماتي بوليس دولي، عشم إبليس).
بالإضافة إلى موهبته في الإخراج والتمثيل كانت لديه موهبة كتابة الأغاني والزجل فقد ألف "أوبريت الباروكة" و"اسكتش العنب" وأيضا كان يؤلف أغاني مسرحياته.
كان رحمه الله في حياته مثل فنه حريصًا على إرضاء ربه، فكانت معه سجادة صلاة خاصة به يصلي عليها الصلوات خلال فترة التصوير ومعه مصحف كبير يقرأ فيه، بل كان يُحفِّظ القرآن الكريم لمن أراد من الفنانين أثناء التصوير، حيث اشتهر عنه الإلقاء والبراعة في اللغة العربية.
توفي فى 20 يوليو 1964 بعد صراع مع المرض دون أن يعرف أحد عنه شيء، وكان آخر أفلامه فيلم "غرام الأسياد" مع عمر الشريف ولبني عبدالعزيز وشويكار.. رحمه الله وغفر له.