تهاني راشد.. ”سيرينا أهاروني” أهم أدوارها.. و”خناقة” سبب زواجها من يحيى العلمي
محمد شوقيملامحها بسيطة وهادئة، عكس موهبتها الكبيرة والعظيمة، كادت أن تكون واحدة من بطلات السينما في عصرها الذهبي، ولكنها رفضت أن تتنازل عن مبدأ الاحترام واختيار العمل قبل دورها فيه، فأصبحت نجمة في أدوارها البسيطة لكن المؤثرة في التليفزيون والسينما.. إنها الفنانة الكبيرة والقديرة تهاني راشد ابنة الطبيب الكبير وخريجة كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية.
دخلت الفن عندما تم نشر صورتها علي غلاف مجلة الكواكب عام 1955، ورآها المخرج الكبير محمد كريم ليقدمها كوجه جديد في فيلم " دليلة" مع عبد الحليم حافظ وشادية، وظهرت في مشهد قصير كوجه جديد مع النجمة زبيدة ثروت في نفس الفيلم.
قدمها يوسف شاهين في فيلم "جميلة بوحريد" مع ماجدة في دور المناضلة الجزائرية، وهذا الدور جذب الانتباه لها، فقدمها عاطف سالم في فيلم "صراع في النيل" مع عمر الشريف في شخصية ورد، ثم قدمها أيضًا مع عمر الشريف في فيلم "إحنا التلامذة"، ثم سطعت في بطولة فيلم "إسماعيل يس بوليس سري"، مع ملك الضحك إسماعيل ياسين.
ولم تكن بطولاتها في السينما كثيرة، وسرعان ما اتجهت التليفزيون، خاصة أنها من أوائل الفنانات اللاتي اتجهن للتليفزيون، وقدمت ما يزيد على 100 مسلسل تليفزيوني وأصبحت واحدة من أهم نجمات التليفزيون المصري.
ومن أهم هذه المسلسلات: "زيزينيا، وحصاد الشر، والتوأم، والفرسان، ويوميات ونيس، والظاهر بيبرس، والقاهرة ترحب بكم، والرحايا وشرف فتح الباب، والحرافيش".
ولكن يظل دور "سيرينا أهاروني" في المسلسل الشهير "رأفت الهجان" أهم ما قدمته في تاريخها الفني دور الإسرائيلية السياسية المعارضة لسياسة نظام بلدها، ومع ذلك محبه لوطنها وترفض أن تخونه، وكان دورا هاما و محوريا في هذا المسلسل الكبير.
قدمت في السينما أيضا أفلام "سكة سفر" مع نور الشريف ونورا، و فيلم "أرض الأحلام" آخر أفلام فاتن حمامة، وآخر ظهور لها على شاشة السينما.
ارتبطت تهاني راشد بالمخرج الكبير يحيى العلمي أحد أهم مخرجي التليفزيون المصري، والذي قدم مسلسلات تليفزيونية تعد أيقونات في تاريخ دراما التليفزيون، وأيضاً قدم كبار نجوم ونجمات الشاشة الكبيرة في بداياتهم، وبفضل أعماله كانت نجوميتهم، وتزوج الاثنان بعد مشاجرة بينهما على خشبة مسرح بسبب انتقاده لدورها في مسرحية "قنديل أم هاشم".
ومع ذلك لم يكن زواج يحيى العلمي من تهاني راشد زواجا فنيا أيضًا مثله مثل زيجات في الحياة تنتقل الشاشة أيضا، فلم تعمل من إخراج زوجها يحيى العلمي إلا القليل، ولم يمنحها فرصة البطولة الأولى أو حتى فرصة الدور الأهم مثله مثل مخرجين آخرين صنعوا من زوجاتهم نجمات، خاصة وأن المخرج يحيي العلمي كان يتقلد منصب رئيس قطاع الإنتاج قبل وفاته، وكان إنتاج المسلسلات التليفزيونية في ذلك الوقت في أوج مجده.
وبعد رحيل زوجها المخرج الكبير يحيي العلمي لم تعد تهاني راشد تطل علينا بوجهها الهادىء وابتسامتها البسيطة في أعمال تليفزيونية إلا نادراً، ثم اعتزلت في هدوء، وتركت الساحة الفنية.
أيضاً لم يعد هناك المخرجين و المؤلفين الذين كانوا يتعاملون مع موهبة و تاريخ وفن تهاني راشد من أجل التودد لزوجها رئيس قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري آنذاك، ولم يبق لها إلا أصدقاء قليلون جداً لكنهم أوفياء، خاصة أنها فنانة ولكنها ليس لها في مجاملات أهل الفن .
وكغيرها من فنانات كبيرات لم تحظ بأي تكريم أو تقدير رسمي في المهرجانات الفنية رغم كثرتها، وتعيش الآن تهاني راشد مع ذكرياتها الفنية الجميلة وقصة حبها وزواجها من حبيب العمر الراحل يحيى العلمي بعد ما قاربت على الـ 85 عامًا.