أتعرف ما معنى الكلمة؟.. محطات ودروس من ”كان2019” ستظل خالدة فى الأذهان
وليد الصيادإنتهى العُرس الأفريقى بتتويج الجزائر باللقب الغائب من 29 عامًا، بعد الفوز على السنغال بهدف بونجاح.
ليحرز محاربى الصحراء اللقب الثانى لهم فى كأس الأمم الأفريقية طوال تاريخهم ، بعد أن فازوا بها لأول مرة عام 1990 هناك فى الجزائر.
بطولة كانت ملئية بالأحداث المؤثرة والتى ستظل فى أذهننا لوقت طويل من حيث التنظيم المشرف لمصر والخروج المهين للفراعنة من دور الـ 16، وتبعه الخروج المغربى المفاجئ من نفس الدور، وروح منتخب الجزائرى التى قادتهم للتتويج، وتقنية الفار أيضًا التى لعبت دورًا هامًا فى تحقيق العدالة على أرض الملعب،وغيرها، كلها أحداث شكلت شكل الكان وكانت حديث الصباح والمساء فى جميع أنحاء القارة السمراء.
"ليست هناك فائدة في صنع التوقعات، الأمر لا يستحق التكهن لأنه لا يوجد شيء مكتوب في الحجر وتتغير الأمور طوال الوقت في كرة القدم."
- كريستيانو رونالدو-
قبل البدء بالحديث فى هذه الجذئية أريد أن أطرح عليك سؤلًا واحدًا ، فريق مشتت ومفكك ، قائد غير مقنع ، إختيارات خاطئة وأغلبها مجاملة، كثير من المهارات وقليل من الروح!؟ هل تتوقع فوز هذا الفريق ببطولة قارية حتى وإن كان هو صاحب الأرض والجمهور!؟
والآن دعنا نتحدث عن تجربة المنتخب المصرى وشقيقه المغربى، الذين أثبتوا مما لا يدع مجال للشك أن الإلتزام هو العنصر المهم والأساسى لأى فريق كرة قدم وخاصة فى البطولة المجمعة للمنتخبات.
والحديث هنا عن أزمة اللاعب عمرو وردة والذى تم إستباعده من قبل الإتحاد المصرى لقرة القدم قبل أن يتراجع فى قراره بعد دفاع بعض لاعبى المنتخب عنه، فى أزمة يرى البعض أنها "القشة التى قصمت ظهر البعير" وكانت السبب الأول فى الخروج المبكر لمصر بعد الأداء الغير مقنع من المدير الفنى خافيير آجيرع على يد منتخب جنوب أفريقيا.
على الجانب الآخر ضرب المنتخب المغربى مثالًا على أن ترابط لاعبى أى فريق هو أهم اسباب نجاحه، فبعد خروج عبدالرزاق حمدالله من معسكر أسود الأطلسى، وفرحة زملائه بخروجه بشكل فج ومريب ، خرج رجال هيرفى رينارد أمام بنين من دور الـ 16 بعد أن كانوا المرشح الأول لحصد للقب.
"لدي عيوب أيضًا ، لكننى محترف وأحترم المنافسين لا يحب أن يضيع أو يخسر."
كرر الدولى التونسى فرجانى ساسى لاعب الزمالك، ماقم به من قبل وإستهزء بحارس منتخب غانا يتشارد أفورى وإختفل بهدفه بنفس الطريقة التى قام به الحارس وهى تسكن مرماه.
ولم تكن هذه المرة الأولى لساسى حيث قام بها من قبل ولكن فى الدورى المصرى وقتها قام بالسخرية من حارس سموحة أبو جبل قبل أن يطلب منه لاعبى الزمالك الإعتذار له خاصة وأنه كان لاعبًا فى القلعة البيضاء.
ساسى حاول تكرار مع فعله فى مباراة غانا وذلك بعد أيام قليلة أمام حارس منتخب السنغال الذى لم يمنحه فرصة السخرية منه وتصدى لركلة الجزاء وخرجت تونس من الكان بسبب ركلة لو كان سجلها ساسى لغيرت الكثير من الأمور ولما لا كنا سنرى نهائى عربى خالص بين تونس والجزائر.
"كل تدريب وكل مباراة وكل دقيقة في حياتك المهنية يجب أن تتمحور حول تحويلك إلى بطل حقيقي".
وعلى عكس المنتخب المصرى والمغربى، كان المنتخب الجزائرى منذ أول مباراة له فى البطولة يقدم أفضل مستوى جماعى وفنى بين جميع منتخبات البطولة ، فعندما كان يطلق على مصر "منتخب صلاح" والسنغال "منتخب مانى" كانت الجزائر يطلق عليها الجزائر.
فالأمور لم تتكن تتعلق بلاعب واحد فقط بالرغم من إمتلاك الجزائر لأسماء لامعة وقادرة على أن تقود المنتخب بمفردها على غرار رياض محرز وبن ناصر وفيغولى وبونجاح، لكن كان لجمال بلماضى المدير الفنى للخضر رأى آخر وجعل الفريق هو النجم الأول.
"أتعرف ما معنى الكلمة؟"
نص شهير للكاتب عبد الرحمن الشرقاوى وهو حوار الوليد والحسين فى مسرحية "الحسين ثائرًا" تحدث فيه عن قيمة ومعنى الكلمة فى زمننا، وهى القيمة التى يفتقدها الكثيرون.
وفى كان2019 هناك التصريحات والكلمات التى تسببت فى ضياع شعبية البعض وهبوطها من جوانب كثيرة ومنها تغريدة الدولى المصرى محمد صلاح والتى دافع بها عن زميله عمرو واردة فى أزمة التحرش الشهيرة.
ردت فعل الجماهير المصرية لم تكن متوقعة فقوبلت التغريدة بالسخط والسخرية ، ويتحول صلاح فى لحظة من فخر العرب لـ داعم للمتحرشين على حد وصف الجماهير.
"الحلو مابيكملش"
وأخيرًا جاءت كلمة جمال بلماضى وعدم إعترافه بدعم الجماهير المصرية للجزائر على مدار البطولة وخاصة ضد السنغال، كلمة كانت بمثابة الساعقة فى واجه الكثيرين الذين كانوا يرون أن هذه البطولة أعادة المياه لمجاريها بين الشعبين المصرى والجزائرى، ولكن بلماضى أكد الحقيقة وهى أن الضغينة مازلت فى قلوب البعض وأن المياه لن تعود إلى مجاريه حتى إشعار آخر.