إدوارد الثامن.. قصة ملك تحدى أوامر الكنيسة وتنازل عن العرش
كتب محمد عليالملك إدوارد الثامن أمام ميكرفون هيئة الإذاعة البريطانية أثناء إلقاء خطاب تنازله عن عرش بريطانيا من قصر وندسور بالاسم في 11 ديسمبر 1936.
جلس إدوارد الثامن على عرش بريطانيا لأقل من 11 شهراً، إذ خلف أبيه الملك جورج الخامس، والذي توفى فى 20 يناير 1936.
كان فؤاد الأول هو ملك مصر عند اعتلاء الملك إدوارد الثامن عرش بريطانيا كان الأمير فاروق ولى عهد المملكة المصرية فى بريطانيا فى ذلك الوقت.
التزمت الحكومة البريطانية فى عهد إدوارد الثامن بما كان قد تعهد به الملك جورج الخامس من إجراء مفاوضات مع الحكومة المصرية، وتم تكليف لجنة للمفاوضات ترأسها مصطفى النحاس باشا الذى كلفه الملك فؤاد بتشكيل الحكومة فى إبريل 1936 قبل أن يتوفى الملك فؤاد بأيام قليلة.
ومات فؤاد الأول فى 27 أبريل 1936 وتم ترتيب إجراءات عودة الملك الجديد فاروق الأول من بريطانيا لتولى العرش فعاد فى 6 مايو 1936.
وشكل مصطفى النحاس الحكومة التى كان الملك فؤاد قد أمر بتشكيلها وتولت مهام الحكم ووقعت معاهدة 1936 فى أغسطس مع الحكومة البريطانية، ومن الطريف أنه حدث لغط فى كل من مصر وبريطانيا لأن توقيع الملك إدوارد على المعاهدة تأخر لعدة أسابيع.
أما سبب تنازل إدوارد الثامن عن العرش فكان بسبب رفض الكنيسة لأن يتزوج من الأمريكية واليس سيمبسون، بعد أن تتم إجراءات انفصالها عن زوجها الثانى، وكذلك رفضها لكل ما اقترحه إدوارد من حلول كأن يتزوجها وألا يرث أولاده منها عرش بريطانيا.
كان أمام إدوارد الثامن أحد ثلاث خيارات: إما أن يتنازل عن فكرة الزواج من واليس أو يتزوجها ضد رغبة الحكومة والكنيسة أو يتزوجها ويتنازل عن العرش .
اختار إدوارد أن يتنازل عن العرش وأعلن فى خطاب إذاعى "إننى أجد أنه من المستحيل أن أتحمل أعباء المسئولية الثقيلة وأن أمارس واجباتى كملك بالصورة التى أتمناها بدون مساعدة ودعم المرأة التى أحبها".
غادر إدوارد بريطانيا متوجها إلى النمسا فى اليوم التالى لتنازله عن العرش، ولحقت به واليس سيمبسون بعد عدة أشهر بعد إنتهاء إجراءات الإنفصال فتزوجا فى عام 1937 ودام زواجهما إلى أن مات إدوارد فى 28 مايو 1972 ولم ينجبا .. ثم ماتت واليس فى عام 1986.
بعد تنازل إدوارد الثامن عن العرش تولى شقيقه جورج السادس عرش بريطانيا منذ 10 ديسمبر 1936 وحتى وفاته فى 6 فبراير 1952 فخلفته ابنته إليزابيث الثانية والتى تعتلى عرش بريطانيا حتى اليوم.