تقرير: تركيا ستتأثر بقانون ”مكافحة أعداء أمريكا” إذا حصلت على صواريخ روسيا
وكالاتينشر موقع السلطة الإخباري مجموعة من الأخبار العالمية... وإليكم التفاصيل
ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن واشنطن حذرت من انضمام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كعضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إلى روسيا، حيث ستتأثر تركيا بقانون "مكافحة أعداء أمريكا" من خلال فرض العقوبات.
في وقت سابق، أعلن وزير الدفاع الأمريكى بالوكالة باتريك شاناهان، أن هناك تصميما متوافقا عليه من قبل الحزبين بالكونجرس لفرض عقوبات على تركيا بموجب قانون "مكافحة أعداء أمريكا"، فى حال حصول أنقرة على صواريخ "إس 400" الروسية.
وأضافت الصحيفة البريطانية، في تقرير لها، أنه من بين العديد من اللقاءات، التي عقدها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في قمة مجموعة العشرين بأوساكا كان لقاءه بنظيره التركي أردوغان.
قال أردوغان إن الرئيس الأمريكي أخبره بأن واشنطن لن تفرض عقوبات على خطط تركيا لشراء نظام الدفاع الجوي الروسي اس 400.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تصريح الرئيس التركي لوسائل الإعلام المحلية بأن الشحنات الأولى ستصل خلال 10 أيام، مؤكدة أن هذه الصفقة عبارة عن تصادم بطيء بين تركيا والولايات المتحدة لكنه من الممكن أن يتحول إلى كارثة حقيقية.
وأضافت الصحيفة أنه من غير المرجح أن يكون الكونجرس الأمريكي متفائلا مثل الرئيس بشأن العقوبات، لافتة إلى أن واشنطن أوضحت مرارا وتكرارا أن تركيا لا يمكنها شراء كلا من طائرات إف-35، وهي طائرة نفاسة جديدة تنتجها الولايات المتحدة وحلفاؤها بمن فيهم تركيا نفسها، ونظام الصواريخ الروسي.
وقد أوقفت الولايات المتحدة بالفعل تدريب الطيارين الأتراك على الطائرة إف-35، كما أوقفت عمليات التسليم المبكرة لما يصل إلى 100 طائرة من الطائرات التي تتوقع أنقرة شرائها.
وأوضحت فايننشال تايمز أن صفقة اس-400 تعد انتصارا دبلوماسيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحملته لتقويض التماسك الغربي، مؤكدة أنه إذا تم نشر هذه الصواريخ داخل تركيا، فإن ذلك سيتيح لروسيا إمكانية الحصول على معلومات حول الطائرة إف-35، التي من المقرر أن تصبح الطائرة الحربية الرئيسية في التحالف.
وقالت الصحيفة إنه من حق تركيا، مثل أي دولة ذات سيادة، أن تتخذ خياراتها بشأن المشتريات الدفاعية. لكن كعضو في الناتو، لا يحق لها أن تفتعل ثغرة في تضامن وأمن الحلف.
وأضافت أنه حتى لو كان الرئيس ترامب قد أظهر احتراما ضئيلا للناتو وركز اهتماماته على مبيعات الأسلحة الأمريكية. فإن المبدأ الذي يقوم عليه التحالف هو مبدأ أساسي للجميع.
وعرضت الولايات المتحدة على تركيا شراء نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي باتريوت كبديل لنظام إس-400، كما عرضت موسكو على أنقرة مشاركتها في تطوير الجيل التالي من اس-500.
وشددت الصحيفة البريطانية على أن جوهر هذه المشكلة يكمن في تأثر تركيا بسياسة روسيا المدمرة السابقة في سوريا، والتي هي أيضا في قلب المشاكل المتراكمة مع الولايات المتحدة. فقد أصبح أردوغان مدينا لبوتين على مدار السنوات الثلاث الماضية إذ أنقذت موسكو نظام بشار الأسد بينما دعمت أنقرة مجموعة متنوعة من الجماعات الإسلامية المتشددة التي تحاول الإطاحة به.
ومنذ عام 2016، كان الهدف الرئيسي لتركيا هو خلق كيان سوري كردي يتمتع بالحكم الذاتي على الحدود، وتديره قوات تدعمها الولايات المتحدة في الحرب ضد داعش. افتراضيا، لتجد تركيا نفسها الآن في تحالف هش مع روسيا وإيران في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا قام أردوغان بإهانة الروس بشأن اس-400، فقد يصعد بوتين هجومه ضد آخر جيب للمتمردين في إدلب، في شمال غرب سوريا، حيث يوجد في تركيا عشرات المواقع العسكرية. واحتلال تركيا لجيبين في إدلب، كجزء من حملتها ضد قوات حماية الشعب الكردي التي تسيطر على جزء كبير من شمال سوريا، لا يمكن تحقيقه إلا بموافقة من روسيا.
ومع ذلك، تريد تركيا أن تضغط على القوات الكردية في الأراضي الواقعة في شمال شرق سوريا تحت غطاء سلاح الجو الأمريكي. فإذا كان أردوغان يعادي الولايات المتحدة حقا، فلن تكون عضوية تركيا في حلف الناتو أو إف 35 هما فقط موضع النقاش. لذا، فلن يكون من الحكمة أن يثق أردوغان كثيرا في كلمات ترامب، التي قالها خلال اجتماع قمة العشرين.