موقع السلطة
السبت، 28 ديسمبر 2024 03:57 صـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
نوستالجيا

«زكي رستم»... ابن الذوات الذي مات وحيدًا.. رفض العالمية.. تسبب في موت والدته.. وفقد السمع أثناء تصوير آخر أفلامه

موقع السلطة

بنظرته الحادة، وملامحة الصارمة، وصوته الأجش، وبأداءه الساحر، أصبح عملاق من عمالقة الشر في السينما المصرية والعربية، إنه الفنان الراحل زكي رستم، الذي برع في أدوار الشر، وجسد الفتوة، والوزير، والموظف، والمحامي، والمعلم، والأب الحنون، والزوج المحب.

و يستعرض موقع «السُلطة» الإخباري، في السطور التالية، بعضًا من تفاصيل حياته:

بدايته الفنية وتمرده على أسرته

كان والده «محرم بك رستم» عضوًا بارزًا بالحزب الوطني، وصديقًا شخصيًا للزعيمين مصطفى كامل، ومحمد فريد، و نشأ في قصر جده اللواء محمود رستم باشا، بحي الحلمية، الذي كانت تقطنه الطبقة الأرستقراطية في أوائل القرن الماضي.

موضوعات ذات صلة

مارس رياضة رفع الأثقال، وفاز بوصافة بطولة الجمهورية، في حمل الأثقال للوزن الثقيل.

وبعد وفاة الأب تمرد على تقاليد الأسرة العريقة معلنًا انضمامه إلى فرقة جورج أبيض، فطردته أمه من السرايا لأنه مثال سيء، لإخوته بعدما خيرته بين الفن والتحاقه بكلية الحقوق، و كان اختياره هو الفن، ما أصبها بالشلل حتى وفاتها.

ظل يتنقل بين الفرق لمدة عشر أعوام كاملة، إلى أن اختاره المخرج محمد كريم، ليشترك في بطولة فيلم «زينب» ليكون هذا الدور بمثابة باب دخوله إلى عالم السينما، وقدم بعده ما يقرب من 240 فيلمًا طوال مسيرته الفنية، إلا أنه لم يعرض له سوى 55 فيلمًا فقط منهم: «العزيمة، الشرير، إلى الأبد، نهر الحب، معلش يا زهر، امرأة على الطريق، بائعة الخبز وغيرهم الكثير».

الفن طريقه للعالمية

ذاع صيته و شهرته في فرنسا وغيرها من دول العالم، بعبقريته الفنية النادرة، فكتب عنه جورج سادول المؤرخ والناقد السينمائي الفرنسي، إنه فنان قدير ونسخة مصرية من «أورسن ويلز» بملامحه المعبرة ونظراته المؤثرة، كما اختارته مجلة «بارى ماتش» الفرنسية بوصفه واحدًا من أفضل عشرة ممثلين عالميين.

عُرض عليه أن يقوم ببطولة فيلم عالمي، ولكن كان الرفض هو قراره، ما أدهش الجميع و أثار استغرابهم من رفضه لفرصة يسعى ورائها كل الفنانون و لا ينالونها، و عند سؤاله عن سبب رفضه هذا, كانت إجابته «غير معقول اشتغل في فيلم يعادى العرب» مؤكداً بهذا مدى إخلاصه و حبه للوطن واحترامه للفن وأنه ليس بالنسبة له مجرد شهرة و باب رزق كما يفعل الكثيرون غيره.

رائد مدرسة الإندماج

أطلق عليه لقب «رائد مدرسة الاندماج» فكان معروفًا بتقمصه الرائع لأي شخصية يقوم بأدائها، كما كان لديه قدرة فائقة على التلون والانقلاب من النقيض للنقيض، في أقل من ثانية، ما كان يدهش الجميع سواء من يشاركوه المشهد أو من يقفون خلف الكاميرا، الأمر الذي يتسبب في تصاعد موجة عارمة من التصفيق الحاد من كل الموجودين في الاستوديو وموقع التصوير بمجرد انتهائه من المشهد، وقالت عنه الفنانة فاتن حمامة، إنها كانت تخشى من إندماجه لأنه عندما كان يدفعها و يأخذه الإندماج كانت تجد نفسها ملقاه على الأرض.

أضيف بضعف السمع

بدأت حاسة السمع لديه تضعف بالتدريج في آخر سنوات عمره إلى أن فقدها تمامًا أثناء تصوير فيلم «إجازة صيف» و كان هذا آخر أفلامه و بعد ذلك اعتزل الفن، كما اعتزل الناس والجميع و كان يقضي وقته في القراءة، كما أنه لم يتزوج طوال حياته لأنه وهب وقته للفن فقط دون أي شيء آخر حتى حياته الشخصية.

وفاة عملاق الشر وحيدًا

أصيب «زكي رستم» بأزمة قلبية حادة نقل على أثرها إلى مستشفى دار الشفاء وفي ساعة متأخرة من ليلة 15 فبراير عام 1972 فارق الحياه.

ولم يشعر به أحد، كما لم يمشِ في جنازته أحد، و لكن لا أحد ينكر أن مصر فقدت رمزًا من رموز الفن المصري.

البنك الأهلي
عملاق الشر الشرير المتسلط الفنان زكي رستم السينما المصرية محرم بك رستم
tech tech tech tech
CIB
CIB