«أحمد زكي».. رفضه رمسيس نجيب لسواد بشرته.. أصيب بالعمى قبل مرضه.. كَرمهُ مبارك و زارته جيهان السادات

بعبقريته الفنية الفذة، و نظرات عينيه التي يستطيع بها أن يقول ما لا ينطقه بلسانه، فرغم ملامحه التي لا تحمل في طياتها الوسامة التي يتطلب وجودها في نجوم السينما و التي أحياناً كثيرة تكون بوابة وصولهم إلى عالم الشهرة والمجد, إلا أنه استطاع بتمثيله الصادق و موهبته الطاغية أن يكون امبراطور السينما المصرية، إنه الفنان العملاق أحمد زكي.

وفي ذكرى وفاته الثالثة عشر، يستعرض موقع «السُلطة» أهم و أبرز المحطات في حياة أحمد زكي.

دخوله لعالم الفن

التحق بمعهد الفنون المسرحية، وأثناء دراسته بالمعهد، عمل في مسرحية «هالوا شلبي» ثم تخرج من المعهد عام 1973، وكان الأول على دفعته، عمل في المسرح في أعمال ناجحة جماهيريًا مثل «مدرسة المشاغبين» التي حققت له نجاحًا باهرًا، ثم مسرحية «أولادنا في لندن» لتأتي بعد ذلك مسرحية «العيال كبرت» لتؤكد على نجاحه و من هنا كانت انطلاقته الفنية.

رفضه رمسيس نجيب لسواد بشرته

بحث المنتج رمسيس نجيب، عن وجه صاعد، ليقدم دور البطل أمام سعاد حسني، في أحد الأفلام، واقترح العديد من الوسط الفني، على المنتج، أن يعطي الدور للفنان الصاعد أحمد زكي، إلا أنه تعلل بعدم معرفته به، وأراد أن يراه على الطبيعة.

وفي لقاء أحمد زكي، مع المنتج، رفضه الأخير، بطريقة مهينه، قائلًَا: «مينفعش الاسود ده سعاد حسني تحبه». تسبب هذا الموقف له في عقدة نفسية شديدة و لكنه، كان حافزًا له ليعمل على نفسه و يطور من أداءه ليستطيع بموهبته فقط أن يقف أمام سعاد حسني، بل و يقوم بأداء دور حبيبها، فبعدما قدم دور شقيقها في فيلم «شفيقة و متولي» قدم دور حبيبها بعد ذلك عدة مرات في «موعد على العشاء، والراعي و النساء، ومسلسل هو وهي».

علاقته بزملاءه في الوسط الفني

قال عنه الفنان عمر الشريف، إنه فنان موهوب، ويستحق أن يصل إلى العالمية، عن جدارة و لكن لم يمنعه شيء عنها سوى عدم اتقانه للغة الإنجليزية.جمعت بينه وبين الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، صداقة قوية منذ أن قدما معًا فيلم «شفيقة و متولي» و رغم المنافسة الشرسة، التي جمعت بينهم إلا أنهم كانا يلتقيان باستمرار, وأثناء تصوير فيلمه «المدمن» كان عبدالعزيز، يقوم بتصوير فيلم «الشقة من حق الزوجة» في موقع تصوير قريب من فيلم أحمد زكي،

وبعد انتهاء، أحمد زكي، من تصوير مشهده، زار عبدالعزيز، و قال لمخرج الفيلم، يومها مازحًا: «أنا زعلان أوى وغيران من محمود، ليه مجبتنيش في الفيلم ده، بصراحة قصته عجباني أوي والقضية اللي بيقدمها هامة ومختلفة».

جسد رئيسان راحلان قدم دور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، في فيلم «ناصر 56» كما قدم دور الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، في فيلم «أيام السادات».

وكرمه الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، في سابقة تُعد الأولى من نوعها و في تاريخ الفن المصري ومنحه وسامًا، عن دوره في فيلم «أيام السادات» كما تم تكريم الفنانة ميرفت أمين و منى زكي و أحمد السقا، ما جعله ينشر خطابًا في جريدة الأهرام يشكر فيه الرئيس الأسبق.

اتصال الرئيس و زيارة جيهان السادات

قبل وفاته بأشهر قليلة مرض الامبراطور و تم تشخيص المرض على أنه سرطان في الرئة، و تدهورت حالته الصحية بشكل ملحوظ و سريع، و فور علم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بمرضه اتصل به وطلب منه الاهتمام بصحته.

و قال له حسني مبارك، في اتصاله الهاتفي: «يا أحمد أنت لازم تطلع باريس في خلال 48 ساعة».ورد زكي : «ياريس دول شوية برد خفاف». فرد عليه الرئيس: «اسمع اللي بقول لك عليه يا أحمد إنت ثروة قومية لازم نحافظ عليها, و بعدين لو حصلك حاجة مين اللي هيعمل دوري في فيلم سينمائي؟».

وزارته جيهان السادات في المستشفى هي و أبنائها وأحفادها و بعض أفراد العائلة.

مرضه وإصابته بالعمى

أثناء تصوير فيلمه الأخير «حليم» هاجمه المرض واشتد عليه، وأوضح طبيبه الخاص أحمد البنا، في تصريحات صحفية، «أن مرض السرطان اشتد على زكي في الأسابيع الأخيرة، قبل وفاته بصورة مفاجئة، واستسلم جسده النحيل له بعدما انتشر المرض في الرئة والكبد، وعانى نتيجة ذلك من إلتهاب رئوي وضيق حاد في الشعب الهوائية، كما أن زكي اشتكى له أنه لم يعد يرى جيدًا، وبالكشف عليه تبين وجود ضغط على عصب البصر مما أفقده الرؤية تمامًا، مؤكدًا أنه أول من اكتشف إصابة الفنان الراحل بالعمى، وهو ما أدى لتدهور حالة زكي النفسية سريعًا، الأمر الذي عجل بوفاته.

رحيل الامبراطور

و في يوم 27 مارس من عام 2005 رحل عن دنيانا الفنان و الامبراطور أحمد زكي، عن عمر يناهز 56 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.