لقاء السيسي ورئيس الاتحاد الأفريقي.. ومناقشات حول التطورات المتلاحقة بالسودان
كتب محمد السعدنياستضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الاتحاد الأفريقي، قمة تشاورية للشركاء الإقليميين للسودان بمشاركة إدريس ديبي رئيس جمهورية تشاد، وإسماعيل عمر جيلة رئيس جمهورية جيبوتي، وبول كاجامي رئيس جمهورية رواندا، وساسو نيجسو رئيس جمهورية الكونجو، وعبد الله فرماجو رئيس جمهورية الصومال، وسيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، فضلًا عن موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وكذلك دميكي ماكونين نائب رئيس الوزراء الاثيوبي، وتوت جالواك مستشار رئيس جنوب السودان للشئون الأمنية، ومبعوثين عن رؤساء كل من أوغندا سام كوتيسا وزير الخارجية، وكينيا مونيكا جوما وزيرة الخارجية، ونيجيريا مصطفى لوال سليمان وكيل وزارة الخارجية.
واستهدفت القمة مناقشة تطورات الأوضاع في السودان وتعزيز العمل المشترك والتباحث حول أنسب السُبل للتعامل مع المستجدات الراهنة على الساحة السودانية وكيفية المساهمة في دعم الاستقرار والسلام هناك.
وشهدت القمة تمثيل عدد من المنظمات الإقليمية المنخرطة في الشأن السوداني حيث تشارك جمهورية الكونجو الرئيس الحالي للمؤتمر الدولي للبحيرات العظمى، وكذلك جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الفيدرالية الرئيس الحالي لتجمع الإيجاد، فضلًا عن ترويكا الاتحاد الأفريقي التي تضم "الرئيس السابق والحالي والقادم للاتحاد رواندا ومصر وجنوب أفريقيا، ودول جوار السودان".
وألقي الرئيس السيسي كلمة في الجلسة الافتتاحية لاجتماع القمة التشاوري للشركاء الإقليميين للسودان.
وقال السيسي :"حرصنا على تعزيز العمل الجماعي الأفريقي، ويأتي ذلك اتساقًا مع روح ومبادئ التضامن والأخوة والوحدة، مع السودان الشقيق الذي يشهد حاليًا مرحلة استثنائية من تاريخه، وتفعيلًا لمبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية".
ووجه الرئيس تحية تقدير واعتزاز للشعب السوداني، الذي أثبت بسلوكه المتحضر والسلمي، قدرته على التعبير عن إرادته وطموحاته المشروعة في التغيير، وسعيه إلى تحول ديمقراطي قائم على سيادة القانون، ومبادئ الحرية، وإرساء العدالة، وبناء دولة المؤسسات وتحقيق التنمية، بما يعكس الإرث الحضاري والتاريخي للسودان، وأكد دعم مصر الكامل، لخيارات الشعب السوداني وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده، وما سيتوافق عليه في تلك المرحلة المهمة والفارقة من تاريخه.
وأشار إلى أن اليوم يهدف لبحث التطورات المتلاحقة في السودان، ومساندة جهود الشعب السوداني، لتحقيق ما يصبو إليه من آمال وطموحات، في سعيه نحو بناء مستقبل أفضل، ولفت إلى الجهود التي يبذلها المجلس العسكري الانتقالي، والقوى السياسية والمدنية السودانية، للتوصل إلى وفاق وطني يُمكنهم من تجاوز تلك الفترة الحرجة وتحدياتها، لتحقيق الانتقال السلس والسلمي للسلطة، وإتمام استحقاقات المرحلة الانتقالية، والحفاظ على مؤسسات الدولة ووحدتها وسلامة أراضيها، من أجل الحيلولة دون الانزلاق إلى الفوضى، وما يترتب عليها من آثار مدمرة على السودان وشعبها، وعلى المنطقة برمتها.
وأكد أن ترسيخ مبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية، السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات المُشتركة التي تواجهنا، وأضاف أن الدول الأفريقية أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها، ومن ثم فهي الأقدر على إيجاد حلول ومعالجات جادة وواقعية، تُحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجي في شئونها، أو فرض حلول خارجية لا تلائم واقعها، فلكل قارة خصائصها، ولكل دولة خصوصيتها.
وأشار إلى أن هذا الاجتماع يهدف للتعرف على التطورات ومجريات الأمور في السودان، واستشراف ما يراه السودانيون أنفسهم حيال مستقبلهم، وسبل استعادة النظام الدستوري وإقامة الحكومة المدنية، في إطار عملية ديمقراطية يشارك فيها السودانيين كافة، وبما يسهم في إيجاد حلول تتوافق مع طبيعة الأوضاع على الأرض، وتُراعي مُتطلبات المنعطف الخطير الذي يمر به السودان.
ولفت الرئيس السيسي إلى مشاركة موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في الاجتماع، عقب زيارته مؤخرًا للخرطوم، وشرح الجهود التي يبذلها ورؤيته للتعامل مع التطورات على الساحة السودانية، لتتيح المجال لبحث سبل معاونة السودان على تخطى هذه المرحلة بسلام.
وأكد أن الحل سيكون من صنع السودانيين أنفسهم، عن طريق حوار شامل جامع، بين القوى السياسية المختلفة في السودان، يؤدى إلى التوصل إلى حل سياسي توافقي، يحقق تطلعات الشعب السوداني في التغيير والتنمية والاستقرار، ويضع تصورًا واضحًا لاستحقاقات هذه المرحلة، ويقود إلى انتخابات حرة ونزيهة، مع أهمية إتاحة الفرصة والوقت الكافي للأطراف السودانية للوفاء باستحقاقات هذه المرحلة.
وقال السيسي:"نحن كدول جوار للسودان ودول تجمع الإيجاد وكشركاء إقليميين، نتطلع لتقديم العون والمؤازرة للشعب السوداني، وصولًا إلى تحقيق الاستقرار الرخاء الذي يتطلع إليه ويستحقه".
وأشار إلى أنه في ظل حساسية الحدث التاريخي في السودان، وأهمية تحديد المسار السياسي ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية على الساحة السودانية، فإنه يتعين على المجتمع الدولي إبداء التفهم وتقديم الدعم والمساندة، للمساهمة في تهيئة المناخ المناسب للتحول الديمقراطي السلمي الذي ينشده الشعب السوداني، إضافة إلى أهمية دور المجتمع الدولي في تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية الضاغطة، التي تمثل عقبة حقيقية أمام تحقيق الطموحات المنشودة وتقوض من فرص تحقيق الاستقرار.
وأكد أنه يقع على عاتق الدول الشقيقة والصديقة للسودان، وكافة الأطراف الدولية، تقديم الدعم والمساعدات لتمهيد الطريق أمام انطلاق السودان لرسم مستقبل جديد.