أسباب عزل قائد الحرس الثوري الإيراني
وكالاتعزل المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الأحد، محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني، وعين نائبه، حسين سلامي خلفا له، في قرار صادم للحلفاء والخصوم في آن معا.
وبحسب إذاعة "راديو فردا"، منح خامنئي سلامي رتبة لواء، وذلك بقرار تعيينه قائدا للحرس الثوري.
وطالب خامنئي القائد الجديد بتعزيز القدرات الشاملة للقوات، والاستعدادات بكافة القطاعات، بما فيها النواة الداخلية للحرس الثوري "التقوى والبصيرة"، بالإضافة إلى التوسع في تطوير المرافق المعنوية وتعزيز الخبرات والثقافة للقوات، وأن يتخذ الحرس الثوري خطوات نحو التكامل والتطوير الشامل.
وفي المقابل عين خامنئي جعفري بمنصب قائد المركز الثقافي والاجتماعي "بقية الله الأعظم"، وهو مركز يهدف إلى مواجهة "الحرب الناعمة"، وتأسس في عام 2016. ومصطلح "الحرب الناعمة" هوة أكثر المصطلحات استخداما من قبل المرشد، فبي الخطابات التي يتحدث بها عن الهجوم الثقافي الغربي وطمس الهوية الإسلامية وتخريب عقول المسلمين وأشياء من هذا القبيل.
وأشارت الإذاعة إلى أن عزل جعفري من منصبه جاء مفاجئا ولم تسبقه إشارات أو تكهنات أو توقعات حتى أنه بعض عناصر حزب الله قالوا عبر "تويتر" إنهم تفاجأوا بهذا القرار.
وجاء قرار خامنئي بعد أسبوع من إدراج الولايات المتحدة الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية، والذي ردت إيران عليه بتعيين القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" كمنظمة إرهابية.
وسلامي من بين أكثر قادة الحرس الثوري راديكالية وتطرفا، وقام مرارا بتهديد الكيان الصهيوني بتدميره وإزالته من على الخريطة، وكذلك هدد أوروبا بالمنظومة الصاروخية الإيرانية.
وقال: "إن استراتيجيتنا هي القضاء على إسرائيل من الجغرافيا السياسية في العالم".
وتولى جعفري المنصب منذ 10 سنوات. وكان خامنئي قرر في يوليو 2017 تمديد ولاية جعفري لمدة 3 سنوات، لكنه قرر عزله قبل انتهاء تلك المدة بأكثر من عام.
ولم يوضح خامنئي سبب هذا القرار المفاجئ، وقال فقط إنه نظرا للضرورة في تغيير المناصب، ولخدمة جعفري على مدى السنوات الـ10 الأخيرة، قد تم اتخاذ هذا القرار.
وكان خامنئي قد عين في وقت سابق من اليوم، فتح الله جميري، قائدا لأمن الحرس الثوري، أو "وحدات الحماية الشخصية"، المعنية بتكليف الحراس الشخصيين وضباط الأمن لكبار المسئولين العسكريين والمدنيين. ما يشي بوجود حركة تغييرات في قوام الحرس الثوري.
وتجدر الإشارة إلى أن قرار عزل جعفري جاء بعد فشل الحرس الثوري الذريع خلال أحداث السيول والفيضانات التي ضربت غالبية محافظات البلاد، حيث استعان الحرس الثوري بمليشيات "الحشد الشعبي" وحركة "النجباء" العراقية، وفيلق "فاطميون" الأفغانية، للمساعدة في السيطرة على الوضع، وتحسبا أيضا لخروج احتجاجات شعبية.