«مفتي الجمهورية» يُشدد على ترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليها
كتب محمود الخشابأكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية أن الماء من أجلّ النعم الإلهية التي أنعم الله عز وجل بها على الإنسان، بل وعلى جميع المخلوقات، حيث جعل الله تعالى منه الحياة مصداقاً لقول المولى عز وجل «وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ » الأنبياء- الآية 30.
وشدد مفتي الجمهورية في كلمته اليوم الجمعة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمياه الذي يوافق الثاني والعشرين من شهر مارس من كل عام، على ضرورة ترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليها، والالتزام بالمخططات التي تضعها الدولة للحفاظ على الماء وحسن استخدامه والاستفادة به في مختلف مجالات الحياة.
وقال مفتي الجمهورية: إن الشريعة الإسلامية الغرّاء كانت سبّاقة في التأكيد على ضرورة التوسط والاعتدال في استهلاك المياه وعدم الاسراف مطلقا، لأن الإسراف في استعمال الماء من الأمور المذمومة، كما يعد الاعتدال والتوسط في استهلاك المياه من مقاصد الشريعة الإسلامية، فالله تعالى قد حرم علينا الإسراف في كل شيء، فقال سبحانه وتعالى ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]، وقال تعالى أيضا ﴿ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴾ [الشعراء: 151، 152].
وأضاف المفتى: كما تدعونا الشريعة الإسلامية إلى الحفاظ على الماء وحمايته من التلوث، حيث نبّه المولى عز وجل من أن أي إفساد في البيئة على وجه العموم وبيئة الماء على وجه الخصوص، إنما من كسب البشر وتدخلهم السيئ الذي أفسد البيئة وأخل بأساسها المتوازن، كما نهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن تلويث الماء، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبال في الماء الراكد).
واستدل المفتي بما رواه الإمام أحمد وابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟ قَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ؟ قال: نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ).