موقع السلطة
الأربعاء، 25 ديسمبر 2024 08:53 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
مقالات رأي

فيلم البدلة.. اسكتشات ملونة أبيض وأسود

موقع السلطة

من المدهش أن الأفلام المصرية التي تتكلم عن علاقة صديقين دائما ما كانت مستنسخة من أفلام أمريكية، مثل تجربة أحمد آدم ومحمد فؤاد في فيلم «هو فيه ايه» في 2002 على سبيل المثال.

ولكن في فيلم «البدلة» نحن أمام استنساخ من فيلم أمريكي رفض صناع الفيلم المصري ذكر اسم الفيلم الأصلي دون إبداء أي أسباب مقنعة، واكتفوا فقط بذكر أنه مقتبس من فيلم أجنبي.. مما أحبطني شخصيًا إلى حد كبير.

فيلم «البدلة»

هو فكرة تامر حسني أو اقتباس إذا صح التعبير.. وتمصير أيمن بهجت قمر إذا جاز الوصف أيضا.. مقتبس من الفيلم الأمريكي Let’s Be Cops إنتاج 2014.

الفارق بين القصتين لا يذكر إلا في بعض التعديلات البسيطة التي قاد مسيرتها أيمن بهجت قمر للحصول على منتج مُرضي للجمهور المصري.

القصة كوميدية كلاسيكية تتكلم عن شابيين فاشلين تجمعهما قرابة من نوع خاص، ويتورطان في سوء تفاهم من المفترض أنه هو الحدث الذي تتفجر منه الكوميديا.

المواقف الكوميدية مرسومة بعناية وغير مبتذلة إلى حد كبير، الاعتماد الأكبر كان على سوء التفاهم مصدر الأحداث، استطاع أيمن بهجت قمر أن يغزل خيوط تلك المواقف بسلاسة لتقديم وجبة كوميدية مُرضية لجميع أفراد الأسرة.. اسكتشات جميلة ولكن!.. بدون أي ترابط أو بنيان سليم... اسكتشات لكن ينقصها الألوان.. فتظل بالرصاص أبيض وأسود.

التمثيل

تامر حسني: في دور "وليد" الشاب الفاشل في الواقع الحالم بالنجاح طوال الوقت.. مع الأسف، وأكرر مع الأسف.. كنت أمام انتكاسة رهيبة لـ"تامر حسني" في الأداء التمثيلي، وكأني أشاهد "سيد العاطفي" الجزء الثاني بكل ما له وما عليه.. وكانت تتجلى أعراض الانتكاسة تحديدًا في المشاهد التي كانت تجمعه بـ"أكرم حسني".. وكأن حضور وبريق ولمعان أكرم الواضح كان بمثابة الكاشف الحقيقي لقدرات تامر التمثيلية المحدودة، ويحضرني فقط أن أشيد بمجهود طبيب الأسنان الذي أشرف على عملية الـ Hollywood Smile التي أطل بها علينا تامر.. وأيضا شكر خاص للأغنية المقحمة في أحداث الفيلم من بطل لا يعمل مطرب في أحداث الفيلم بالمرة.

أكرم حسني: في دور "حمادة" شاب فاشل جبان معدوم الشخصية، أداه أكرم بحرفية عالية جدًا.. حضور طاغٍ، تمكن شديد من كل أدواته كممثل.. كوميديا لطيفة.. فعلا كان حصان الفيلم الرابح بكل المقاييس.

أمينة خليل: في دور "ريم" حبيبة البطل "تامر حسني" فقط.. كما هو المعتاد في هذه النوعية من الأفلام.. مجرد خط أنثوي للأحداث غير مؤثر أو مُحرك.. أدت أمينة الدور كما هو مكتوب بدون أي إضافات..و ذلك يرجع لمحدودية مساحة الدور وتأثيره في الأحداث.

دلال عبد العزيز: في دور الأم "نجاة".. بصراحة طوال مشاهدتي لأحداث الفيلم، كنت أردد في عقلي جملة واحدة «شيل دلال حط رجاء مش هتحس بأي حاجة».

ماجد المصري: في دور الإرهابي "ماركوس".. ومن هنا، أود أن أرسل عتاب بسيط للفنان الذي أحبه أنا شخصيا "ماجد المصري".. نحن أمام دور لـ "ماجد" لم يكن يحتاج لـ "ماجد".. دور تقريبًا صامت.. أعتقد أن قدرات "ماجد المصري" وقيمته كفنان أكبر بكثير من قبول دور لن يضيف له أي شيء في مسيرته الفنية، خصوصا بعد أن أثبتها وبجدارة على مستوى الدراما التليفزيونية.

محمود البزاوي: في دور ظابط المخابرات.. تقليدي لدرجة الـ"شكرا جدا".

يارا فهمي: أحد أبطال snl بالعربي في دور صديقة "ريم".. ضحية جديدة من ضحايا "المونتاج السينمائي".. دور للوهلة الأولى تظن أنه دور بطولة نسائية ثانية.. وخصوصًا بعد ملاحظتك للخط الرومانسي بينها وبين حماده "أكرم حسني".. وفجأه تختفي ثم تظهر فجأة في آخر الفيلم وكأنها لم تكن موجودة على الإطلاق.

ومجموعه من ضيوف الشرف لأسباب إنتاجية وترويجية ليس أكثر..

الديكور

مهندس الديكور "رامي دراج" في تجربة درامية جديدة بالنسبة له بعد فتره من تنفيذ ديكورات البرامج التليفزيونية وبعض المسلسلات.. لن نستطيع الحكم على الديكور في هذا الفيلم، لأن أغلب أحداثه كانت خارجية.. ولكن لابد أن نشيد بتصميم غرفة وليد "تامر حسني" فقد كان ديكورا متميزا و معبرا عن شخصيته إلى حد بعيد.

الموسيقى

لـ"خالد داغر" إلى حد كبير كانت متناسقة مع الأحداث.. وعامل مساعد في توصيل الكوميديا بنجاح.. تم توظيفها بعناية مع المواقف الكوميدية لإثرائها وهذا كان كافيًا جدًا لوقتها.. حتى وإن كنت لن تتذكر منها أي شيء بعد انتهاء الفيلم.

الإخراج

للمخرج الشاب "محمد جمال العدل" في تجربة إخراجية قد تكون الأولى سينمائيًا، نجد حفاظ محفوظ على الإيقاع بدون تطويل.. يفتقر فقط للترابط.. انفراط الاسكتشات والمواقف الكوميدية كان واضحا بشكل كبير جدا.. لن أستطيع أن أحدد هل تلك كانت مشكلة إخراجية أو مشكلة في "المونتاج" أو الإثنين معا..

أنتهز الفرصة لأشيد بإخراجه لمشهد المطاردة الأخير..فعلا متميز وجديد و قد يكون من نقاط القوة الحقيقية للفيلم.

سؤال أخير لمُمصري العمل "تحذير : قد يحتوي علي حرق للأحداث"

هل من المنطقي أن عميل المافيا الخطير.. صعب المنال.. الذي دوَّخ جميع أجهزة المخابرات.. بما فيهم مخابرات بلده شخصيا.. ينكشف بالطريقة الساذجة دي.. حتى لو كنت نوهت في جملة في الأحداث على لسان ظابط المخابرات.. أن غروره سيكشفه في يوم من الأيام.. بصراحة.. غير مقنعة نهائي.

فيلم البدلة..

فيلم عائلي من الدرجه الأولى.. ستضحك كثيرا جدا.. ثم تعود إلى منزلك وأنت صافي الذهن.. ناسي كل شيء حتى الفيلم شخصيا..

البنك الأهلي
tech tech tech tech
CIB
CIB