السهل الممتنع.. كرم مطاوع فنان بدرجة أستاذ جامعي
محمد شوقيلم يكن واحدًا من نجوم السينما الأوائل، ولم تكن نجوميته من خلال شكله الوسيم أومظهره الارستقراطي أو هيئته الرياضية أو حتي أدواره المنتقاه، ولكن كانت نجوميته من خلال أداءه المختلف وموهبته المميزة والغير تقليدية.
قد يكون النجم الوحيد الذي يحب الجماهير أن تشاهده هو كممثل، قبل أن تشاهد وتهتم بأعماله نظراً لأداءه الأخاذ الراقي وأسلوبه الخاص الساحر في التمثيل.
كرم مصطفى محمود مطاوع، أستاذ وممثل ومخرج مسرحي، ولد في 7 ديسمبر عام 1933 بمدينة دسوق، عمل بالمسرح المصري في الستينات وسطع اسمه بين كوكبة من المبدعين في بلاده من أمثال نبيل الألفي وسعد أردش وألفريد فرج ومحمود ياسين وحمدي وعبد الله غيث وغيرهم كثيرون حصل على ليسانس الحقوق ثم بكالوريوس المسرح من المعهد العالي للدراما عام 1955.
موضوعات ذات صلة
التحق بأكاديمية الفنون في روما، ثم عاد إلى مصر، وقدم أول أعماله بمسرحية «الفرافير» عام 1964، ثم تبعها بمسرحية ياسين وبهية، من تأليف الكاتب والشاعر المصري نجيب سرور، كذلك قدم مسرحية الفتى مهران عام 1965، وهي من تمثيله وإخراجه.
قدم نفسه للجمهور من خلال أول بطولة له سينمائية فيلم سيد درويش، إمام هند رستم، وبالرغم من الإنتقادات التي، وجهت لهذا الفيلم إلا أنه نجح و لمع وصفق له الجميع، ويذكر أن عادل إمام شارك في هذا الفيلم في واحد من اسؤ ما قدم في تاريخه الفني العريض كما أشار هو بذلك وهو دور «صبي العالمة».
ثم يدور الزمان دورته ليكون آخر أعمال كرم مطاوع الفنية مشاركته البطولة مع عادل إمام في فيلم «المنسي» عام 1992، فبدأ حياته الفنية و أنهاها مع عادل إمام، وبعد نجاحه فى فيلم «سيد درويش» أسند إليه المخرج الكبير حسن الإمام البطولة في فيلم «إضراب الشحاتين» مع لبني عبد العزيز وتحية كاريوكا و محمود المليجي.
وبرغم نجاحه فى السينما، إلا أنه لم يجد نفسه فيها فابتعد عنها ليتفرغ للمسرح، وقد كان انقطع بعد ذلك عن السينما لمدة تصل إلى عشرين عاما، وتفرغ خلالها للمسرح، وقدم خلال تلك الفترة مسرحيات:
الفرافير أولي تجاربه المسرحية
يا بهية وخبريني، من تأليف نجيب سرور.
وطني عكا، من تأليف الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي.
ليلة مصرع جيفارا.
الحسين ثائرا
ديوان البقر
إيزيس
أوديب
هاملت
وكانت مسرحياته تشهد جدل واسع المدي حول محتواها الثقافي ومغزاه السياسي وايمانه بالقومية العربية فقدم أعمالاً تعبر عن بلاد العرب كفلسطينيين و العراق ولبنان والجزائر الذي نزل بها.
في بداية السبعينات مدرسا لطلبة المعهد الوطني للفنون الدرامية ببرج الكيفان حتى 1975، تخرج على يديه فنانون جزائريون أصبحوا فيما بعد رواد المسرح الوطني في التسعينات من بين هؤلاء مرير جمال، ورماس حميد، وعياد مصطفى، وصوفيا، وزياني شريف، وغيرهم كثيرون.
أيضاً تتلمذ علي يديه كبار نجوم السينما وأصبحوا نجوم مسرح أيضًا مثل محمود ياسين، و نور الشريف، ورغدة، وعزت العلايلي.
أيضاً هو من أقنع النجم محمود عبد العزيز، بالعمل في المسرح من خلال تجربتين وحيدتين قاما باخراجهما له هما خشب الورد، مع إلهام شاهين و «727» مع هالة صدقي.
لمع كرم مطاوع في التليفزيون من خلال الأدوار الرومانسية التي كان فارسا فيها في فترة الثمانينات التي غابت فيها الأعمال الرومانسية فكان الناس تنتظر أي مسلسل بطله كرم مطاوع مهما كان ما يعرض في السينما وقتها.
من أهم أعماله التليفزيونية «الحرملك وجواري بلا قيود وامرأة مختلفة، وأبدأ لم يكن حبا و ثلاثة وجوه للحقيقة و حالة خاصة وبرديس وأرابيسك والحفار والأنصار»
اجتذبته السينما من جديد ليعود بفيلم «المشاغبات الثلاثة» مع ليلي علوي و الهام شاهين عام 1985 ثم أفلام «أنا و العذاب وهواك ومعركة النقيب نادية والذكاء المدمر وامرأة للأسف» وكان آخر أفلامه فيلم «المنسي» بل وكان آخر أعماله الفنية.
ويذكر أن تجاربه السينمائية بعد عودته السينما كانت دون المستوي فيما عدا فيلمه الأخير وهذا هو دأب ممثل المسرح وأستاذه فلم يكن الحظ حليفا لأساتذة المسرح.
تزوج ثلاثة مرات؛ الأولي بالإيطالية مارجريت، أنجب منها التوأم عادل وكريم، ويقيمان حاليا في إيطاليا ثم بالفنانة سهير المرشدي وأنجب منها الفنانة حنان مطاوع.
ثم كانت زيجته الأخيرة بالمذيعة ماجدة عاصم والدة الإعلامي الراحل عمرو سمير، وحصل علي وسام الفنون من الدرجة الأولي من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
كما تم تكريمه في مهرجان قرطاج.
تولى مسئولية البيت الفني للمسرح، وهو مكتشف الفنانة سعاد نصر وكان أستاذها بمعهد التمثيل وهو من شجعها فكان له الفضل علي نجوم كثير.
بعد نجاح مسلسل الحفار، لم يلبث كرم مطاوع أن توفي في يوم الإثنين 9 ديسمبر عام 1996 عن عمر يناهز 63 عاماً بعد صراعٍ مع المرض.
قالوا عنه:
يوسف وهبي: فنان بدرجة أستاذ جامعي
نور الشريف: السهل الممتنع
سميحة أيوب: محدش يقدر عليه في المسرح
محمد صبحي: له هيبة مسرحية
عبد الله غيث: أستاذ التمثيل التلقائي
سعد أردش: علم كبار نجوم السينما إزاي يقفوا ع المسرح
كانت أمنية حياته أن يقدم دور فلاح أو رجل جاهل ويتحدي نفسه في هذه الأدوار.