إلى كل منتخبات العالم.. احترس هولندا تتقدم إلى الأمام !
أحمد لطفيالطواحين بدأت في الدوران مجددًا لتضرب هواء أوروبا كلها وتعيد ترتيب العروش والمراكز ... نحن أمام افتتاحية جديدة لنسخة أخرى من المتعة الهولندية، محاكاة وطنية لحقبة ذهب كرويف وفان باستن.
منتخب هولندا نجح في التأهل إلى بطولة أمم أوروبا 2020، بعد الغياب عن آخر نسخة للبطولة في 2016، ومونديال روسيا 2018. البداية بتولي رونالدو كومان تدريب المنتخب الهولندي في فبراير من العام الجاري، وافتتح حقبته بهزيمة ودية أمام المنتخب الانجليزي في مارس الماضي.
كومان انتهج في أول مباراة طريقة لعب دفاعية بالمقام الأول، وهي 5-4-1، والاعتماد على غلق الدفاعات بإحكام في البداية ثم الانطلاق نحو الهجوم، ولكن الخطة لم تفلح، فتحول في المباراة المقبلة إلى 3-5-2 ثم إلى5-3-2، و3-4-2-1، قبل أن يستقر على الاعتماد على الـ«4-3-3» بتحولاتها.
موضوعات ذات صلة
في 3 خطوات.. كيف أعاد كومان هولندا القديمة؟! النجاح يبدأ دائمًا عندما تضع يدك على مواضع النقص لديك ثم تبدأ في العمل على تطويرها.
هولندا امتلكت دومًا العديد من اللاعبين المميزين في مركز قلب الهجوم أمثال فان باستن وباتريك كلويفرت مرورًا برود فان نستلروي وحتى روبن فان بيرسي، ثم توقفت. كومان قرر أن ينفض الغبار على ممفيس ديباي، جناح ليون، ومانشستر يونايتد السابق ،الذي قتل مواطنهما لويس فان خال في مسرح أحلام الشياطين الحمر بسكين بارد.
ديباي اختلف وضعه في خطة 4-3-3، إذ بات مهاجمًا وهميًا، على طريقة ميسي في برشلونة جوارديولا، وقت استحواذ الهولنديين على الكرة، والرجوع إلى منتصف الملعب وقت فقدان الاستحواذ لتتحول إلى 4-4-2 بطريقة هولندا القديمة.
استطاع ديباي الذي يمتلك قدرات مهارية لا بأس بها بجانب التسديد من خارج منطقة الجزاء، والاختراقات في عمق الملعب أن يؤدي أدوار المهاجم الوهمي بطريقة مميزة حتى الآن.
أما الخطوة الثانية هي كيفية بناء اللعب، كومان قرر أن يسترجع ذكريات الماضي، واعتمد على ثنائية دفاعية مكونة من فيرجيل فان دايك، وماتياس دي ليخت، وكلاهما يجيد الخروج بالكرة من المناطق الخلفية وبناء الهجمات، بجانب أحد التحولات المهمة بنزول فينالدوم بينهما وقت صعود الظهيرين للهجوم وتتحول إلى ثلاثية دفاع، بجانب ترحيل أحد الأجنحة إلى وسط الملعب، وتنقلب اللعبة إلى 3-5-2 وهنا يتمكن الفريق من السيطرة على اللعب وإيجاد الكثافة العددية في وسط الملعب والتي تمنح الفريق أفضلية في مناطق الافتكاك. بناء الهجمات من الخلف يمشي جنبًا إلى جنب مع غلق المساحات في وسط الملعب، ومنح اللاعبين مساحات للتمرير بالتحركات الديناميكية في وسط الملعب.
الخطوة الثالثة تأتي في التأمين الدفاعي عن طريق عودة لاعبي الأجنحة إلى دعم ظهيري الجنب لتجنب حدوث موقف 1-1 والذي يكون أغلب الأوقات ضد المدافع. ويبدأ الفريق عملية الدفاع في الضغط على حامل الكرة بدءًا من لاعبي الهجوم، وحرمان دفاع الخصم من الخروج بالكرة، وإحباط محاولات بناء الهجمة مبكرًا. هولندا على طريق العودة، كومان يستنسخ حقبة الطواحين الذهبية، ويعيد إحيائها، ولكن بطريقة أخرى بدلاء أصحاب أعمار سنية منخفضة، وطريقة لعب حديثة تتناسب مع أسلوب كرة القدم في العالم، ولكن هل يستمر كومان على نفس المنوال أم تسقط طواحينه مرة أخرى.