تفاصيل افتتاح مؤتمر التنوع البيولوجي.. والسيسي يؤكد حماية الدستور للموارد الطبيعية
إسلام أبو خطوةافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، فعاليات المؤتمر العالمي للتنوع البيولوجي، حيث تعد مصر أول دولة عربية وأفريقية تستضيف هذا الحدث الذي يعد أكبر المؤتمرات الدولية للأمم المتحدة في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجي والبيئي.
وأكد خوسيه أوكتافيو، سفير المكسيك لدى القاهرة، أن تضامن مصر مع المجتمع الدولي يساعد على حماية التنوع البيولوجي.
وأوضح أنه خلال العامين الماضيين قامت الهيئات الدولية بالعمل على النهوض بالتنوع البيولوجي بالتعاون مع باقي المجتمع الدولي.
موضوعات ذات صلة
وأضاف أوكتافيو خلال كلمته بالمؤتمر العالمي للتنوع البيولوجي المقام بمدينة شرم الشيخ اليوم، أن المكسيك نظمت كثيرا من الاجتماعات في الفترة الماضية لتنفيذ اتفاقية التنوع البيولوجي.
وأشار سفير المكسيك إلى أن المكسيك من الدول التي قامت بإثراء العمل لحماية التنوع البيولوجي وتعميمه في قطاعات الطاقة والصحة واستخراج المعادن، وأكد أنه لا بد من تحويل التنوع البيولوجي والاستثمار فيه لصالح كوكب الأرض وشعبه.
كما توجهت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بالتحية والشكر للرئيس السيسي لحضور مؤتمر للتنوع البيولوجي، مؤكدة أن الرئيس السيسي أول رئيس يحضر حدثا عالميا بيئيا على أرض مصر.
وقالت ياسمين فؤاد، إن التنمية والبيئة والسلام مكملون لبعضهم البعض، مشيرة إلى أن القارة السمراء غنية بالتنوع البيولوجي ويمكن استغلالها للتمتع بحياة كريمة.
وأوضحت وزيرة البيئة، أن الرئيس السيسي يهتم بالتحرك الدولي والانفتاح على كل دول العالم والتنوع البيئي، مشيرة إلى أن الحكومة تسعى باستضافة مثل هذه المنتديات والمؤتمرات على أرضها، بالإضافة إلى منتدى شباب العالم، وهذا يعكس مفهوم التنوع أساس التنمية.
وتابعت: "أشكر الأشقاء الأفارقة على دعمهم لمصر لعقد مؤتمر التنوع البيولوجي على أرض السلام"، مشيرة إلى أن عقد المؤتمر في مصر يؤكد دعم الرئيس السيسي لقضايا التنمية المستدامة.
وأكدت أن المؤتمر يعطي رسالة بأن التنوع البيولوجي أساس الحضارات واستدامتها، وأن مصر مسئولة عن إشراك الجميع في رسم خريطة طريق للحفاظ على البيئة.
ومن جانبها أكدت كريستينا بالمرز السكرتيرة التنفيذية للأمم المتحدة لاتفاقية التنوع البيولوجي، أن العالم بحاجة إلى القيادة الحكيمة وإلى أبطال حقيقيين لإحراز التقدم في مجال التنوع البيئي كالذي تقوم به مصر بقيادة الرئيس السيسي والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة.
وأضافت خلال كلمتها أن صون الحياة قضية عالمية تؤثر على كل أنواع الكائنات الحية على كوكب الأرض.
وأشارت إلى أنه خلال السنوات السابقة تم إحراز تقدم كبير في مجال التنوع البيولوجي، لكنه غير كاف للحد من فقدان التنوع البيولوجي في الأرض، حيث إن هناك أزمة انقراض تكبر عامًا بعد عام لا بد من التصدي لها.
وتابعت: "أننا نواجه خيارا قاسيا بين أن نظل في طريق تدمير الطبيعة مما يحولنا إلى أرض تطلق الكربون الذي يؤثر سلبا على الدول اقتصاديا وصحيا أو اختيار طريق الصون والاستعادة والتحول لممارستنا الصحيحة التي نحافظ من خلالها على كوكبنا قبل أن نصل إلى تدمير لا رجعة فيه للطبيعة وللبشر".
ومن جانبها أكدت ماريا فيرناندا، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن التنوع البيولوجي مهم بالنسبة للإنسانية من أجل الوصول إلى الرفاهية وحماية الطبيعة وضمان حياة أفضل للأجيال الحالية والمقبلة.
وقالت فيرناندا: "لا بد من السير في طريق التنوع البيولوجي لخلق حالة من الأمل لدى الشعوب حيث إن هذا التنوع يصل بنا إلى أهداف التنمية المستدامة لكل الدول ويحافظ بدوره على حقوق الإنسان".
وأضافت أنه منذ توقيع اتفاقية التنوع البيولوجي منذ 25 عاما فإن جميع الشعوب تحاول الحفاظ على التنوع الطبيعي.
وتابعت: "اتفاقيات التصحر وتنوع المناخ والتنوع البيولوجي تهدف لحماية العالم من الكوارث الطبيعية"، مؤكدة أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية للدول للحفاظ على حياة الأجيال المقبلة حيث إن الجيل الحالي هو المكلف بدوره بالحفاظ عليها.
وخلال افتتاح الرئيس السيسي فعاليات المؤتمر العالمي للتنوع البيولوجي بشرم الشيخ؛ ألقى كلمة جاء نصها كالتالي:
يُسعدني أن أرحب بكم في شرم الشيخ، مدينة السلام، التي استضافت منذ أيام منتدى شباب العالم بمشاركة أكثر من خمسة آلاف شاب من 160 دولة لمناقشة أهم القضايا الحيوية التي تشغل الشباب ومن بينها موضوعات البيئة.
واليوم يسعدنا أن نستضيف في مدينة السلام مؤتمرنا هذا، الذي يواكب الاحتفال بمرور 25 عامًا على دخول اتفاقية التنوع البيولوجي حيز النفاذ، وذلك لمناقشة قضية من أهم قضايا الإنسانية في العصر الحالي، وهي قضية التنوع البيولوجي، التي توليها مصر أهمية خاصة، إدراكًا منا لقيمة التنوع البيولوجي كعنصر أساسي لتحقيق التنمية المُستدامة وللحفاظ على حق الأجيال المقبلة في التمتع بالثروات الطبيعية.
لقد أدرك الإنسان منذ فجر التاريخ أهمية الموارد الحيوية الموجودة في البيئة المُحيطة به، ومثلت الحضارة المصرية نموذجًا بارزًا في هذا الإطار، إذ قامت تلك الحضارة وازدهرت على مدى آلاف السنين اعتمادًا على ثرواتها الطبيعية ومثلت أساس التقدم في العديد من المجالات، كما جسدت النصوص الدينية للمصريين القدماء التزامهم بالحفاظ على البيئة واحترام الطبيعة والحياة البرية وحقوقها، وهو ما يعكس وعي المصري القديم بالثراء الذي تميزت به النظم البيئية المحيطة به ودورها في حياته اليومية.
وامتدادًا لهذا الإيمان، ولأهمية الحفاظ على البيئة الطبيعية، فقد حددت مصر مسارًا تنمويًا يستهدف تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، ويراعي البيئة بجميع أبعادها.
من هنا وضع الدستور المصري أسسًا قوية للحفاظ على الموارد الطبيعية للبلاد وحُسن استغلالها، وحماية بحارها وشواطئها وبحيراتها وممراتها المائية ومحمياتها الطبيعية وحماية نهر النيل، مع تأكيد الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية والحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية والسمكية وحماية ما قد يتعرض منها للانقراض أو الخطر.
رغم ما تم بذله من جهود منذ اعتماد اتفاقية التنوع البيولوجي عام 1992، فإنها لم تتمكن من حشد المجتمع الدولي للتصدي بفاعلية للتدهور المستمر في التنوع البيولوجي، كما لم تنجح بالقدر الكافي في تحقيق الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، ويرجع ذلك لعدم قدرتنا على إدماج موضوعات التنوع البيولوجي بالقدر المطلوب في مختلف مجالات النشاط الإنساني، وهو ما أدي إلى سعينا، كمجتمع دولي، للتعامل معه في مؤتمر "ناجويا" عام 2010 بإعلان إستراتيجية عالمية للتناغم مع البيئة، ووضع أهداف محددة للتنفيذ خلال العقد العالمي للتنوع البيولوجي 2010-2020، مع الاتفاق على المحددات الأساسية للعمل الدولي والمتمثلة في الحفاظ على التنوع البيولوجي، والاستخدام المستدام لمكوناته، والتقاسم العادل لفوائد استخدام الموارد الجينية.
ويأتي مؤتمرنا هذا في وقت يواجه فيه التنوع البيولوجي تحديات جمة وتدهورًا متسارعًا وما يرتبط بذلك من تحديات تواجه النظم البيئية المختلفة، وإذا ما أضفنا لذلك الآثار السلبية لتغير المناخ، نجد أننا نواجه أخطر التحديات التي تهدد البشرية في عصرنا الحديث.
وتشير الدراسات العلمية إلى أن استهلاك البشرية سنويًا من الموارد الطبيعية يزيد بنسبة أكثر من 30 بالمائة عما تنتجه النظم الإيكولوجية للأرض من موارد، كما تضمن تقرير سكرتير عام الأمم المتحدة عن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لعام 2018 بيانات مقلقة، تعكس تراجعًا واضحًا في النظم البيئية، وعلى رأسها الغابات، فضلًا عن اندثار عدد كبير من الكائنات الحية، مع تراجع قيمة معونات التنمية الرسمية المرتبطة بالتنوع البيولوجي بنسبة 21 بالمائة مقارنة بعام 2015.
لذلك فإن شعار مؤتمرنا هذا "الاستثمار في التنوع البيولوجي من أجل الناس والكوكب" يأتي مواتيًا للغاية، إذ يعكس رؤيتنا الجماعية بضرورة إدماج الحفاظ على التنوع البيولوجي في كافة مناحي النشاط الإنساني، بما يساهم في صون الموارد الطبيعية وإدارتها بصورة مستدامة، وهو ذات التوجه الذي تبنيناه جماعيًا عام 2015، من خلال الأجندة الدولية للتنمية 2030، بما تضمنته من أهداف بيئية وتعهدات لتعزيز التعاون الدولي في الإطار متعدد الأطراف.
من هنا فإن مؤتمرنا يمثل فرصة فريدة لتسليط الضوء على الممارسات الجيدة والفرص المتاحة فيما يتعلق بحفظ واستدامة التنوع البيولوجي من خلال دمج التنوع البيولوجي في قطاعات الطاقة والتعدين، والبنية التحتية، والصناعة، والصحة.
واستكمالًا لهذا التوجه فقد رأت مصر إطلاق مبادرة تتكامل مع هدف دمج التنوع البيولوجي في القطاعات المختلفة، وذلك بتنسيق الجهود وتعزيز التناغم بين اتفاقيات ريو الثلاث المعنية بتغير المناخ، والتصحر، والتنوع البيولوجي، وإيجاد مقترب متكامل يتعامل مع فقدان التنوع البيولوجي والآثار السلبية لتغير المناخ وتدهور الأراضي، سعيًا لتكامل الجهود المبذولة في كل من الاتفاقيات الثلاث، من خلال عدد من الإجراءات من بينها تطوير التعاون بين مختلف الشركاء وأصحاب المصلحة بمن فيهم المجتمع المدني والقطاع الخاص، وحشد عدد كبير من التعهدات الفنية والمالية والنوعية، وإنشاء شراكات مع آليات تمويل اتفاقيات ريو الثلاث، وغير ذلك مما ستطلعون عليه، ونأمل أن يحظى بدعمكم وتأييدكم خلال الفترة المقبلة.
وتؤكد مصر عزمها على العمل مع كافة الأطراف من أجل إنجاح هذا المؤتمر وضمان تحقيق أهدافه، وعلى رأسها زيادة الوعي بقضية التنوع البيولوجي والأخطار المحدقة التي تهدد هذا التنوع، والآثار شديدة السلبية المترتبة على استمرار التدهور الحالي، وهو ما نقدر معه ضرورة التزام جميع الأطراف المعنية بنقل عملية إدماج التنوع البيولوجي في قطاعات النشاط الإنساني المختلفة من مرحلة الرؤى إلى مرحلة السياسات والتنفيذ.
وفي الختام، اسمحوا لي أن أعرب لكم عن صادق الأمنيات بكل التوفيق لمؤتمركم هذا وأن ينجح في بلوغ مقاصده متمنيًا لكم كل الخير وطيب الإقامة في بلدكم الثاني مصر.