محمود عبد العزيز.. ساحر السينما الذي نعاه رؤساء مصر والمخابرات العامة

هو رأفت الهجان في «رأفت الهجان»، وعادل أخو أبو كمال في «العار»، وأبو المعاطي شمروخ في «البشاير»، والشيخ حسني في «الكيت كات»، والمزازنجي في «الكيف»، ومنصور مساعد الطوبجي في «إعدام ميت».

كثيرا ما نجد على الشاشة العربية نجوما ولكن قليل منهم يدخلون القلب ويعيشون فيه حتي وإن ماتوا.. محمود عبد العزيز واحدا من هؤلاء عندما تراه على الشاشة من أول وهلة تشعر أنك ترى صديقك أو جارك أو أحد معارفك المحبوبين فلا تستطيع أن تكرهه حتى وإن قدم أدوارا شريرة مع العلم أنه لم يقدم الشر في أعماله إلا نادرًا.

ولد محمود عبد العزيز، فى 4 يونيو عام 1946، في حي الورديان بالإسكندرية، حصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة الإسكندرية، ثم حصل على درجة الماجستير فى تربية النحل، بدأ مشواره الفني من خلال الانضمام إلى فريق المسرح بكلية الزراعة، حتى قدم أول أدواره التلفزيونية من خلال مسلسل «الدوامة» في بداية السبعينيات مع محمود ياسين، ونيللي، ونادية الجندي.

ثم انطلق للسينما، وبدأ العمل بها من خلال فيلم «الحفيد» عام 1974، واستطاع أن يثبت امتلاكه لموهبة فنية حقيقية وأن يحجز مكانه على الساحة السينمائية رغم صغر الدور فسرعان ما ثبت وجوده في أفلام «وجها لوجه، وعلامه معناها الخطر»، وبدأت رحلته مع أدوار البطولة عام 1975م من خلال فيلم «حتى آخر العمر»، وبلغ رصيد الفنان محمود عبد العزيز في السينما المصرية نحو 84 فيلمًا، وقدم من خلاله عدد من الأدوار المتنوعة بين الرومانسية والكوميدية والواقعية، إلى أن جاء دوره في فيلم «العار»، الذي كان بداية انطلاقته لصفوف نجوم الصف الأول حتى أصبح هذا الفيلم أحد أيقونات السينما المصرية.

من أهم أعماله السينمائية «مع حبي وأشواقي، وكفاني يا قلب، وضاع العمر يا ولدى، والبنات عايزه إيه، وإعدام طالب ثانوي، وطائر الليل الحزين، ووكالة البلح، والعذراء والشعر الأبيض، وتزوير في أوراق رسمية، وإعدام ميت، والشقة من حق الزوجة، والكيف، وجري الوحوش، والدنيا على جناح يمامة، وسيدتي انساني، وأبناء وقتلة، وعفوا أيها القانون، ولكن شيء ما يبقى، ونهر الخوف، والأبالسة، والجوع، والشياطين، والحدق يفهم، وزيارة السيد الرئيس، والكيت كات، والساحر، وليلة البيبي دول، وإبراهيم الأبيض».

كما قدم العديد من الأدوار التلفزيونية المهمة منها «شجرة اللبلاب، والدوامة، والبشاير، ومحمود المصري»، بينما كان أبرز أعماله التليفزيونية مسلسل «رأفت الهجان» الذي قدمه في منتصف الثمانينات وجسد من خلاله شخصية رفعت الجمال وهى من ملف المخابرات المصرية، ويعد هذا العمل هو أهم أعماله الفنية علي الإطلاق خاصة بعد ما انتصر له الرئيس مبارك ليكون من نصيبه هذا الدور بعد ما كاد أن يأخذه منه عادل إمام بعلاقاته.

فقابل الرئيس مبارك في العمرة وجلس معه وجاء موضوع مسلسل «رأفت الهجان»، فعندما علم الرئيس مبارك، بأن هذا الدور هو صاحبه الأصلي خاصة أن الترشيح جاء من قبل جهاز المخابرات العامة المصرية وعده مبارك بأن يعطيه حقه وقد كان.

وقف أمام شادية في «وداي الذكريات»، وسعاد حسني في «المتوحشة»، وكان أمنية حياته أن يقف أمام فاتن حمامة، وكون ثنائي فني مع العديد من النجمات مثل نورا، ويسرا، وليلى علوي، ومعالي زايد، وإلهام شاهين، وسهير رمزي.

تزوج من السيدة جيجي زويد، لمدة 20 عامًا، وأنجب خلالها ولدين وهما «كريم» الذي عمل ممثلًا، و«محمد»، الذي أسس شركة للإنتاج الفني، ثم تزوج من الإعلامية بوسي شلبي، حتى وفاته فى 12 نوفمبر 2016 بعد صراع مع المرض.

رحل وهو يدعو لمصر وكان دائم القلق عليها خاصة في ظل الأحداث التي شهدتها مصر، وكان يطمئن عليه الرئيس السيسي يوميًا حتى وفاته، وأوفد مندوبا عنه في تشييع جنازته، ونعاه الرئيس مبارك وأسرته، وأسرة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وأسرة الزعيم الراحل محمد أنور السادات، والعديد من رؤساء الدول العربية مثل الرئيس محمود عباس أبو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية، والملك عبدالله، عاهل الأردن، ولأول مرة من جهاز المخابرات العامة المصرية، تنعى فنانا كان هو محمود عبد العزيز.