هشام عشماوي أخطر إرهابي.. الشيطان الذي رفض السجود لآدم
عبد العزيز السعدني«هشام ضابط ضل طريقه، بدلا من طفل عشق كرة القدم، حتى أنه كان يشاهد جميع مبارياتها، ويشجع مثل أي متعصب قد يصاب بأزمة قلبية من فرحته بهدف ما أو ضياع فرصة مؤكدة».. كلمات جاءت على لسان أحد أقاربه في تصريحات صحفية مؤخرًا، مرورا بدخوله مصنع الرجال، الكلية الحربية 1996، وخروجه بعد إحالته لمحاكمة عسكرية، وانضمامه إلى التنظيمات الإرهابية.. ووصولا اليوم وبعد 5 سنوات من الإرهاب إلى القبض عليه فجر الإثنين، على يد القوات الليبية في عملية أمنية موسعة في درنة.
هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، مولود عام 1978، كان عاشقًا لكرة القدم، ممارسة ومشاهدة.. التحق بالكلية الحربية في عامه الثامن عشر، بدأه بسلاح المشاة إلى أن انتقل إلى الصاعقة المصرية.
ومثل المدة التي تستغرقها قطعة ثلج حتى تذوب، تحول هشام عشماوي بين ليلة وضحاها من اقصى اليمين إلى أقصى اليسار، دون سابق إنذار.. «كان ملتزمًا وليس متشددًا، يشاهد معنا التليفزيون، ويشجع الكرة وكان يمارسها أيضًا، لا نعرف كيف تحول بهذه السرعة وما وصل إليه الآن»، كانت هذه تصريحات أحد زملاءه المقربين منه في تصريحات لوكالات الأنباء.
موضوعات ذات صلة
ولكنه مثل الشيطان عندما رفض السجود لآدم، أقدم هشام عشماوي الملتزم دينيًا والمشوه نفسيًا في إحدى المرات، على توبيخ أخطيب مسجد في أحد المعسكرات التدريبية بسبب خطئه دون قصد في قراءة آية قرآنية، ومن هنا أثيرت الشكوك والمتابعة كانت الفيصل ضده.
ولم يستسلم مثل الشيطان عندما توعد آدم وذريته بالغواية لإخراجهم عن الطريق الصحيح وتشكيكهم في وحدانية الله، ثم يتبرأ منهم، كذلك اتبعه وبدأ هشام في توزيع كتب شيوخ السلفية الداعية للتكفير، على زملائه في الخدمة، ويرد تحية السلام عليكم فقط، بحسب شهادة أحد المجندين السابقين، والذي أوضح محاولاته المستميتة لجعلهم يرفضون الانصياع لأوامر المؤسسة العسكرية.
يقول أحد الجنود السابقين: «كان بيصحينا نصلي الفجر، ويتحدث معنا عن ضرورة أن تكون لنا شخصية وعدم القبول المعلومات والأوامر دون الاقتناع بها».. ولكنه يتبرأ منهم بعد أن ترميه الأمواج في صف أعداء الدولة، فيخطط وينفذ عمليات إرهابية ضد الجنود الذي كان يغويهم في يومٍ ما.
توغل عشماوي في الدين بشكل خاطئ أو بالأحرى من باب خلفي منحرف أقامه مجموعة من الإرهابيين الذين لا يعرفون عن الدين الصحيح شيئًا ولا يمتون إليه بأي صلة سواء من قريب أو بعيد.
المؤسسة العسكرية الأكثر حزمًا وصرامة أعطته فرصة أخيرة بعد رفضها أفكاره المتطرفة، ونقلته إلى أعمال إدارية داخل الجيش حتى اللحظة الفارقة في 2007.. العام الذي أحيل فيه إلى محكمة عسكريه، بعد التنبيه عليه بعدم التحريض ضد الجيش بكلماته المشوهة، إلى أن خرج منها بحكم المحكمة في 2011، فيبدأ في تكوين خلية إرهابية مكونة من 4 ضباط شرطة فُصلوا من الخدمة لسوء سلوكهم، وضموا إليهم عددا من العناصر التكفيرية.
في عام 2012، انضم الضال هشام عشماوي- بحسب رواية مسؤولين أمنيين- إلى جماعة أنصار بيت المقدس، وقاد حينها الخلية وشارك في تدريبها على الأعمال القتالية.
ومثله مثل الشيطان في أسمائه.. اقترن هشام بكنى كثيرة منها «شريف- أبو مهند- أبو عمر المهاجر»، وفي 2013 برز اسمه في محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، وطرف مشترك في قضية عرب شركس، كان اتُهم بالتخطيط والمشاركة في تنفيذ مذبحة كمين الفرافرة، والتي استشهد فيها 22 مجندًا مصريًا.
يونيو 2014.. ظهر اسم هشام مجددًا إثر حادث اغتيال النائب العام، الشهيد هشام بركات، ثم ظهر بعدها بنفسه وأاذاع مقطعًا صوتيًا عرَّف نفسه بأنه أمير تنظيم «المرابطون».
أغسطس من ذات العام 2014.. أعلنت قوات الأمن إصابة هشام عشماوي في حملة أمنية لمداهمة مكان تواجده بالقرب من طريق «القاهرة- السويس»، ومن ثم تهريبه إلى ليبيا للعلاج.. وأقام علاقات وثيقة ببعض الفصائل المسلحة في المنطقة الشرقية.
«إن ضابطًا مصريا سابقًا يقود حاليا جماعة متشددة في مدينة درنة شمال شرق ليبيا، ضالع في الهجوم الإرهابي بالمنيا في مصر، والذي أسفر عن مقتل 29 قبطيًا».. كلمات جاءت على لسان العقيد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، في يونيو 2017، متحدثًا عن عشماوي.
بدأ عشماوي التخطيط والتنفيذ رسميًا على أرض الواقع بمحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد إبراهيم في سبتمبر 2013، وفي ديسمبر 2013 كان ضمن المخططين لاستهداف مديرية أمن الدقهلية، وفي يوليو 2014 استهدف كمين الفرافرة بالوادي الجديد، وفي أكتوبر 2014، استهدف كمين كرم القواديس بسيناء، وفي فبراير 2015 خطط لاستهداف الكتيبة 101 بالعريش وفي يونيو 2015 شارك في التخطيط لاغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، إلى أن أصابته القوات الأمنية في مداهمة لمكان تواجده على طريق القاهرة- السويس، ولكنه هرب إلى ليبيا، ليخطط عمليتين إرهابيتين في 2017؛ الأولى في شهر مايو وهي استهداف حافلات يستقلها أقباط في المنيا، والثانية في أكتوبر وهي الهجوم على مأمورية العمليات الخاصة في الواحات.
وكما وعد الله إبليس بعذاب جهنم يوم القيامة، اليوم هشام عشماوي في قبضة الجيش الليبي، بعد مداهمة أمنية- أعلن عنها الجيش في بيان رسمي- على مدينة درنة، والقبض على أخطر إرهابي مصري، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صور الإرهابي هشام عشماوي بعد القبض عليه.. وتنتظر مصر في الساعات المقبلة تسلم هشام عشماوي للتحقيق معه في قضايا عديدة.