موقع السلطة
الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024 08:31 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
مقالات رأي

ماريا معلوف: انتخابات الحزب الجمهوري.. ما بين قلق السباق وطيف ترامب

ماريا معلوف
ماريا معلوف

ماريا معلوف متخصصة بالسياسات الأميركية وشؤون الشرق الأوسط

لا حديث هنا في الولايات المتحدة يطغى على الشاشات والإعلام وبجوار الكابيتول على تلك التوجسات التي تنتاب هذه الأيام الحزب الجمهوري فيما خص الانتخابات التمهيدية المقبلة انطلاقا من تزايد عدد المرشحين بشكل بات مثيرا للتخوف من عدم إمكانية هزيمة الرئيس الحالي في العام 2024.

اليوم بات هناك أكثر من 12 مرشحا داخل الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري تبدأ مناظراتهم نهاية أغسطس المقبل من أجل دعم أعضاء الحزب لهم وفي مقدمة أولئك المرشحين الرئيس ترامب وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس والسفيرة نيكي هالي والسيناتور تيم سكوت وآخرين وقد طرحت هنا بجوار الكابيتول سؤالا على أحد النواب حول عدم وجود حظوظ فعلية للفوز سوى للرئيس ترامب وديسانتيس وبالتالي لماذا الإصرار من هؤلاء الساسة على الترشح؟

بداية تجب الإشارة إلى أن الانتخابات التمهيدية تشكل عملية حزبية داخل أحد الأحزاب لاختيار مرشح في انتخابات عامة مقبلة هي في الحالة الأميركية داخل الحزب الجمهوري تحمل صراعات خاصة بسبب الموروث الخاص بالحزب الجمهوري منذ الستينيات وإذا بدأنا بالرئيس السابق فمن نافلة القول تلك الفصاحة وكاريزما الحديث التي يتميز بها دونالد ترامب بل إن الإعلام العالمي وليس الأميركي فقط عانى كثيرا من قلة المشاهدة بعد خسارة ترامب لانتخابات 2020 وهو الذي يملك توافقا غريبا مع الإثارة والدهشة والجاذبية التي لم تتوافر لغيره من الرؤساء الأميركيين السابقين.

والمتابع للشأن الأميركي على مدى السنوات الماضية وخصوصا في انتخابات 2016 وما بعدها يدرك قدرة ترامب في تحويل المناظرات الانتخابية إلى مظاهرة تأييد له ولأطروحاته الانتخابية، لكنه اليوم في وضع مختلف مما يجعله قد لا يقدم على الدخول في مناظرات مع المرشحين من الحزب الجمهوري مع الاعتراف بأن ذلك إن حدث فلن يكون له ذلك التأثير على شعبيته الجارفة وسط الناخب الجمهوري.

وإذا بدأنا بالحديث عن المرشحين فسنلحظ أن السفيرة نيكي هايلي والتي لا شك أنها تملك تأثيرا كبيرا داخل المشهد السياسي الأميركي لكن أصولها الآسيوية لا يمكنها أن تكون بذلك التأثير عند الناخب الجمهوري، بينما نرى رون ديسانتيس سياسيا محنكا استطاع ويستطيع التعامل مع كل ساسة واشنطن الذين تمتلئ شاشات التلفزة الداخلية بثنائهم اليومي على ديسانتيس ووصفه بالقائد وحتى الاختيار الأول للنخب في حزبهم الجمهوري لكن دخول الحاكم السابق لولاية نيوجرسي كريس كريستي خلال الساعات الماضية السباق من أجل مواجهة ترامب جعل المراقبين يجمعون على أنه لا حظ فعليا له في الفوز بقدر أنه سيلحق الضرر بترامب في مقابل رون ديسانتيس ويجعل المعادلة صعبة إلى حد ما فيما خص تفوق ترامب على ديسانتيس حتى وإن زعم كريستي أن لديه القدرة على الإطاحة بالرئيس السابق فذاك ضرب من الخيال لا يأخذه أحد في الحزب الجمهوري على محمل الجد.

وأقول هنا ولو على سبيل الدعابة أنه وفي مناقشة مع أحد الزملاء العرب هنا في واشنطن قبل ساعات ذكرني بعبارة يتم تكرارها من كثير من (المرشحين الصوريين) في العالم العربي عندما يقول أحدهم عن نفسه (أنا لست مع الرئيس الحالي ولكنني لست ضده) كما شاهدنا مثلا في انتخابات سوريا ومصر قبل سنوات قليلة وهذا الأمر فيه كثير من الفكاهة وعدم الجدية في الترشح وحالتنا هذه تنطبق ولو بصورة بسيطة على كثير من مرشحي الحزب الجمهوري فكثير منهم كرر العبارة التالية ساعة ترشحه (أنا لست ترامب. ولست مناهضا لترامب).

في انتظار ذلك السباق يجب القول إنه وعبر العقود الماضية كانت كثيرة هي تلك الشعارات التي تملأ (الانتخابات التمهيدية) داخل الحزب الجمهوري انطلاقا من الوطنية المصاحبة للعنف ومرورا بمعاداة المهاجرين لكن الرغبة في عدم مواجهة ترامب في الانتخابات المقبلة لا تكاد تنفك عن مضامين تصاريح منافسيه ولو بصورة مغلفة كما نلحظ مثلا في اختيار ديسانتيس أن يسمي كلامه حول ترامب بـ(استراتيجية الانتقاد) بالرغم من أن ترامب يعاني من مشاكل قضائية وشخصية لا حصر لها يمكن لمنافسيه استغلالها.

أخيرا وحتى ساعة كتابة هذه السطور تظهر كل الاستطلاعات أن ترامب يتقدم على أقرب المنافسين في الانتخابات التمهيدية بما يفوق 30 نقطة مئوية وحتى معظم الجمهوريين المنتخبين يؤيدونه، وفي رأيي الخاص فإن كثرة المتنافسين تؤكد في النتيجة النهائية تميز المرشح الفائز لهذا الحزب.

في الـ23 من أغسطس ستجري المناظرة التمهيدية الأولى للحزب الجمهوري فيما خص الانتخابات الرئاسية والكل سيكون لديه معايير يلتزم بها وسيطلب من المشاركين التوقيع على تعهد بدعم مرشح الحزب في نهاية تلك الانتخابات التمهيدية.

ومهما يكن من أمر فلا بد من الاعتراف أن تلك الشخصية التي سبق لها حكم الولايات المتحدة قبل الرئيس الحالي تملك وتتبنى أفكارا تتبناها الغالبية العظمى من الجمهوريين نخبا وجماهير تنطلق من رفض التغييرات الاجتماعية التي سيطرت على المجتمع الأميركي منذ ما يزيد على الـ50 عاما ولا أبالغ أن قلت إن حالة ترامب يبدو طيفها مسيطرا على الحالة الجمهورية لذلك الحزب، الذي تشير جميع التحليلات أن طيف ترامب سيلاحقه لما لا يقل عن عقد قادم من الزمن.

البنك الأهلي
ماريا معلوف موقع السلطة اخبار مصر انتخابات الحزب الجمهوري ترامب
tech tech tech tech
CIB
CIB