الجميع لديه مصالح في السودان.. خبراء يكشفون سر أزمة الخرطوم

تتواصل عمليات القتال داخل السودان الشقيق على الرغم من الهدنة الإنسانية التي تم الاتفاق عليها بين طرفي النزاع، وهما الجيش الوطني السوداني وميلشيا الدعم السريع، فيما تستمر الدعوات المتكررة لوقف العمليات والانخراط في مفاوضات مباشرة وسريعة لإنهاء الأزمة بالبلاد.

الازمة لم تبدأ من أسبوعين

في هذا الصدد قال الكاتب الصحفي، السماني عوض الله، رئيس تحرير موقع الحاكم نيوز السوداني، إن بداية الأزمة السودانية لم يكن منذ أسبوعين فقط ولكنها بدأت منذ أكثر من شهرين عندما تم توقيع الاتفاق الإطاري، والذي بموجبه تم استثناء عدد من القوى السياسية التي كان لها وجود في الساحة السياسية عند اندلاع الثورة التي أطاحت بعمر البشير في 2019، وبدأت الأطراف المدنية تتصارع فيما بينها وأصبح هناك صراع بين المكون المدني والعسكري.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('sadabody6'); });

وأضاف خلال تصريحات لــ "صدى البلد" أن الازمة بدأت في 2020 وبدأت تتزايد وتيرة الخلافات حتى اشتعلت منذ أسبوعين والطرفين لا يعلمان متى ستتوقف الازمة ولكن المؤشرات تشير الى ان هناك سيطرة واسعة من القوات المسلحة السودانية على الولايات الـ18 في السودان ، مشيراً إنه في كل ولاية يوجد قوة من قوات الدعم السريع حيث إنها توجد في 10 مواقع عسكرية ، وبدأت التحركات منذ رمضان في محاولة للسيطرة على مطار مروي ويكون لها قاعدة عسكرية تتلقى منه الإمدادات في حال وقوع هذه الحرب وحاولت اكثر من 5 مرات السيطرة عليه باعتباره موقع استراتيجي.

تابع : كان هناك دول عربية كان لها مصلحة في دعم قوات الدعم السريع والتي تعتبر كانت من ضمن القوات المسلحة السودانية، مشيراً إلى أن الصراع له عدة أوجه داخلية وخارجية حيث إن الكثير من البلدان التي لها مصالح في السودان تريد تأجيج الصراع الداخلي بين القوى السياسية والعسكرية في السودان.

قرارات بشأن الوضع في السودان

يذكر أن الجامعة العربية أعلنت القرار رقم 8913 الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة في جلسته المستأنفة بشأن تطورات الوضع في جمهورية السودان، والذي عقد برئاسة جمهورية مصر العربية التي تتولى رئاسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة، على المستوى الوزاري، وفي سياق مواصلة متابعته لتطورات الوضع في جمهورية السودان الشقيقة.

وقرر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين القرارات التالية:

1- الدعوة إلى الوقف الفوري لكافة الأعمال القتالية، دون قيد أو شرط، وتعزيز الالتزام بالهدنة، سعياً نحو عدم تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للشعب السوداني، والحفاظ على مكتسباته وسلامة الدولة السودانية ومؤسساتها ومنشآتها.

2- الإدانة بأشد العبارات استهداف المدنيين والمنشآت المدنية وبخاصة الطبية منها، وقتل المدنيين أيا كانت جنسياتهم، والتحذير من مغبة وتداعيات تلك الأعمال التي تؤدي إلى زيادة حدة الصراع، وتعد انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني، وفي هذا الصدد، الترحم على أرواح الشهداء السودانيين وغيرهم الذين فقدوا حياتهم جراء النزاع، والتقدم بأحر التعازي لذويهم.

3- المطالبة بالحفاظ على حرمة البعثات الدبلوماسية وسلامة وأمن الأطقم العاملة بها، اتساقا مع اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961، والتحذير من أي مساس بها بما يعد انتهاكا لقواعد القانون الدولي، يتحمل مسؤوليته كل من يتورط في تلك الأفعال الشائنة.

4- الإعراب ببالغ الحزن والأسى، عن خالص التعازي لجمهورية مصر العربية، حكومة وشعباً، في استشهاد المرحوم محمد الغراوي، مساعد الملحق الإداري بالسفارة المصرية في الخرطوم.

5- تقديم الشكر للسلطات السودانية لتنسيقها وتأمينها وتوفيرها الظروف المواتية لإجلاء أفراد البعثات الدبلوماسية والرعايا العرب والأجانب بسلام وحرفية في ظل ظروف أمنية معقدة، والإشادة بالجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والمملكة المغربية في إجلاء رعاياها ورعايا عدد من الدول العربية وعدد من المدنيين والدبلوماسيين والمسؤولين الدوليين، وتأكيد ضرورة الحفاظ على المصالح المشتركة ب جمهورية السودان والدول العربية.

القصة الكاملة.. موقف طلاب الجامعات والمدارس العائدين من السودان وزير التعليم: السماح بقبول الطلبة العائدين من السودان في المدارس المصرية

6- الدعوة إلى اخلاء المستشفيات والمرافق المدنية من أي قوات أو مظاهر عسكرية، وفتح المجال أمام الأعمال الاغاثية، والمساعدات الإنسانية لجميع المدنيين السودانيين والمقيمين بالسودان.

7- تأكيد استعداد الدول الأعضاء لتوفير جميع أشكال الدعم الإنساني الطارئ والمساعدات الطبية والغذائية من خلال المجالس الوزارية المتخصصة وبالتنسيق مع الجهات السودانية الوطنية والمنظمات الدولية والإقليمية.

8- التنويه بمبادرة السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، بصفته رئيس القمة العربية الحالية، والداعية إلى التفكير، وبشكل عاجل، في مسعى مشترك ومتكامل تضطلع فيه الجامعة العربية بدور رئيسي مع الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة، والأخذ علما بخطابات فخامته إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الاتحاد الإفريقي في هذا الشأن.

9- الإشادة بجهود الدول الأعضاء في الجامعة العربية ومبادراتها الخاصة بالهدنة، وبالنداء الإنساني الصادر بتاريخ 19 أبريل/نيسان 2023 عن الأمين العام لجامعة الدول العربية بوقف إطلاق النار في السودان لتجنيب أهل السودان الوضع المأساوي الذي وجدوا أنفسهم فيه ولم يكونوا مسؤولين عنه ويتحملون أوزاره.

10- الترحيب بالدعوة التي وجهها الأمين العام لجامعة الدول العربية والتي تم بناء عليها عقد دورة طارئة، عبر تقنية التواصل السمعي البصري عن بعد، لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، برئاسة دولة قطر، ودورة طارئة لمجلس وزراء الصحة العرب، برئاسة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، في التوقيت نفسه الذي يلتئم فيه مجلس الجامعة على مستوى المندوبين، وذلك للتعاطي العربي الشامل مع الأزمة الراهنة وتداعياتها الإنسانية والصحية على الشعب السوداني.

11- دعوة المجتمع الدولي إلى توفير كافة المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لسد احتياجات الشعب السوداني والحيلولة دون تفاقم الأحوال الإنسانية، وحث جميع الدول والمنظمات والوكالات الدولية المختصة على تقديم الدعم لدول جوار السودان التي تستقبل المواطنين السودانيين الباحثين عن ملاذ آمن في تلك الدول لمساعدتها على تحمل الأعباء المتزايدة.

12- التشديد على ضرورة حل الأزمة الراهنة بما يضمن أمن السودان وسيادته ووحدته الترابية وصيانة مؤسساته، ويحقق طمأنينة المواطنين السودانيين ويفضي إلى تلبية تطلعاتهم في السلام والتنمية.

13- رفض التدخل الخارجي في شؤون السودان الداخلية تجنباً لتأجيج الصراع وإطالة أمد الأزمة الراهنة وتهديد الأمن والسلم الإقليميين.

14- تأكيد أهمية مواصلة مجموعة السفراء العرب المعتمدين في الخرطوم للمهمة الموكلة إليهم طبقا لما ورد في بيان المجلس بتاريخ 16 أبريل 2023، ودعوة، جمهورية مصر العربية، بصفتها الرئيسة الحالية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، والأمين العام لجامعة الدول العربية إلى القيام بدور فاعل لتنسيق المواقف ما بين الدول الأعضاء في الجامعة وبينها وبين المنظمات الإقليمية والدولية.

15- دعوة الأمين العام إلى متابعة تنفيذ هذا القرار بالتنسيق مع الدولة التي تتولى رئاسة مجلس الجامعة، على المستوى الوزاري، وإحاطة المجلس بالتطورات، مع إبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم.