شيخ الأزهر يحذّر من خطورة تطبيع الشذوذ الجنسي تحت راية الحقوق والحريات
كتب كريم المالحاستقبل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عددًا من الإعلاميين والمفكِّرين الفرنسيين، للإجابة على تساؤلاتهم بشأن استراتيجية الأزهر لمواجهة التطرف الفكري، بمشيخة الأزهر الشريف.
ورحَّب الإمام الأكبر بالوفد الفرنسي في رحاب الأزهر الشريف، تلك المؤسسة التي تجاوزت الألف عام في نشر العلوم الوسطية المستنيرة، وأراد الله أن يُبقيه منارة وقبلةً للعلماء وطلاب العلم من كل مكان، مؤكدًا أنّ منهج الأزهر طوال تاريخه يسعى إلى نشر السلام داخليًّا وخارجيًّا، وترسيخ قيم الأخوة والتعايش والتضامن بين الجميع.
الطيب: الإسلام لا صلة له بما يحدث من قتل وتدمير
وأضاف «الطيب» خلال اللقاء، أنّ الإسلام لا صلة له بما يحدث باسمه -زورًا وبهتانًا- من قتلٍ وتدميرٍ وإرهابٍ، مضيفًا أنّنا أعلنَّا مرارًا وتكرارًا رفضَ وبراءة الإسلام من هذه الأفعال الإجرامية، وفنَّدنا خرافات مَن يدعون أنّ الإسلام يدعو إلى قتل غير المسلمين المختلفين في الدين والعقيدة، مؤكدًا أنّ الله -جل وعلا- جعل الاختلاف سنةً كونيةً، ولو أراد الله لجعل الناس كلهم متشابهين، ورسخ لمبدأ «لا إكراه في الدين»، وحدَّد العلاقة بين الناس بعلاقة التعارف والتعاون.
موضوعات ذات صلة
- شيخ الأزهر: صرف المعاش الشهري للفقراء 20 مارس.. توزيع كوبون مشتريات بقيمة 300 جنيه
- شيخ الأزهر يقرر صرف المعاش الشهري للفقراء 20 مارس
- اليوم الذكرى الـ13 لرحيل شيخ الأزهر الأسبق محمد سيد طنطاوى
- اتفاق بين شيخ الأزهر ووزير خارجية أرمينيا لإقامة معرض أزهري لنسخ نادرة من المصحف
- حكماء المسلمين يتضامن مع مسلمي الروهينجا في ضحايا حريق مخيم للاجئين في بنجلاديش
- بيت الزكاة والصدقات المصري يفتتح مقرًا جديدًا بالإسكندرية
- شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والأمة الإسلامية بذكرى الإسراء والمعراج
- الإمام الأكبر: الإسلام رفع من شأن المرأة وضمن حقها في الميراث وأن يكون لها ذمة مالية
- ذكرى وفاة مصطفى عبد الرازق.. شيخ الأزهر الذي درس في السوربون وجدد الفلسفة الإسلامية
- شيخ الأزهر: التراث بثوابته ومتغيراته شرط ضروري لنهضة العرب والمسلمين
- مفتى القدس: نقدر الدور المصري وقضيتنا الصمود حتى زوال الاحتلال الاسرائيلي
- الأزهر يدعو لمقاطعة المنتجات الهولندية والسويدية
وشدَّد شيخ الأزهر على أنّ الإسلام لم يفرض على أحد اعتناقه أو الدخول فيه بالقوَّة، وإنّما حثّ المسلمين على التعايش الإيجابي والتعارف، والتعامل بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة، والتعاون للنهوض بالمجتمعات، مشددًا على أنّ الجماعات المتطرفة التي يحاول البعض نسبها زورًا للإسلام هي صنيعة سياسية تُستخدم لتشويه الدين بشكل متعمد؛ من خلال استباحتها القتال والسعي في الأرض إفسادًا وفسادًا، ويوفرون لهم الدعم لتلقي التدريبات والتمويل وتوفير الأسلحة والتنقل من مكان لآخر في سهولة، رغم تلك الحواجز الأمنية العتيدة التي تحفظ حدود الدول وتستخدم فيها أحدث الوسائل والتكنولوجيا.
واستعجب الإمام الأكبر من أنّ المسلمين هم الأكثر استهدافًا من قِبَلِ هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تمارس معظم جرائمها في محيط بلادنا الإسلامية، مؤكدًا أنّ المشكلة الرئيسية هي الفوضى التي يعيشها العالم اليوم، وأنّ مَن يقودون العالم اليوم شرقًا وغربًا يحتاجون إلى عقول جديدة وقلوب أخرى.
التعامل مع مشكلات الواقع المعاصرة
وأشار الإمام إلى أنّ الأزهر لديه برنامج لتدريب الأئمة من حول العالم في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ؛ التي تستضيف فيه الأئمَّة لمدة شهرين، وتحاورهم وتناقشهم من خلال نخبة من أساتذة وعلماء الأزهر، لصقلِ مهاراتهم وتزويدهم بما يحتاجون إليه من مهارات لتفنيدِ أدلة الجماعات المتطرفة، ورفع قدراتهم للتعامل مع مشكلات الواقع المعاصرة، لافتًا إلى أنَّ كل برنامج يعد خصيصَا ليناسب أئمة كل بلد، مع الوضع في الحسبان التَّحديات التي تواجه كل مجتمع من المجتمعات.
وفي سياق آخر، أعرب شيخ الأزهر، عن خطورة تطبيع الأمراض المجتمعية التي لا تتفق وطبيعةَ المجتمعات الإسلامية والشرقية كالشذوذ الجنسي، وفرضِها بالقوة تحت راية حرية الرأي والتعبير، وذلك من خلال أجندة إعلامية غربيَّة موجهة لعالمنا العربي والإسلامي، مشيرًا إلى أنّ هذا هو الشكل الجديد للاستعمار وهو الاستعمار الفكري، الذي يستهدف الشباب والنشء ويعمل على إفقادهم لهويتهم وتمسكهم بمنظومة القيم والأخلاق.
وأعرب وفد الإعلاميين الفرنسيين، عن اعتزازهم بلقاء شيخ الأزهر، وتقديرهم له على إتاحة الوقت للقائهم، ومناقشتهم بشأن الموضوعات المعاصرة، مؤكِّدين أنّ صوت الأزهر هو صوت مهم عالميًّا للإجابة على كل ما يُثار حول الدين الإسلامي من تساؤلات، ومواجهة التطرف، وبيان صحيح الدين الإسلامي وموقفه تجاه مختلف القضايا، مؤكِّدين أنّ الأزهر يحظى بتقدير كبير خاصة في أوروبا، وأنّهم يقدرون دور الإمام الأكبر لنشر قيم الأخوة والتسامح والتعايش.