موقع السلطة
السبت، 9 نوفمبر 2024 05:10 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
لايت

قبل رمضان 2023.. مفتي الجمهورية يشرح مراتب الناس في الصوم‎‎

شوقي علام مفتي الجمهورية
شوقي علام مفتي الجمهورية

أوضح الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن الناس في الصوم على ثلاث مراتب: صوم العموم، وصوم الخصوص، وصوم خصوص الخصوص.

وبين المفتي أن صوم العموم فهو: كفُّ البطن والفرج عن قضاء الشَّهوة، كالأكل والشُّرب والجماع.

وتابع المفتي: وأما صوم الخصوص فهو: كفُّ البطن والفرج، مع كفِّ الجوارح الستة، وهي: (السَّمْع والبَصَر واللِّسَان واليد والرِّجْل والفَرْج) عن الآثام، فإنَّ ما يرتكبه المسلم من آثامٍ أثناء صومه تنقص من ثوابه، وتحجب عنه الكثير من نفحات هذا الشهر الكريم؛ حيث إن الصوم الصحيح غير المقترن بالمعاصي في حدِّ ذاته واقٍ لصاحبه من النار، ومُلابَسةُ الصائم للمعاصي تُعْتَبَر خَرْقًا لهذا الواقي، وهذا المعنى مروي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ، مَا لَمْ يَخْرِقْهُ»، ومعنى جُنَّة: وقاية، قال ابن العربي: "إِنَّمَا كَانَ الصَّوْمُ جُنَّةً مِنَ النَّار؛ لِأَنَّهُ إِمْسَاكٌ عَن الشَّهَوَاتِ، وَالنَّارُ مَحْفُوفَةٌ بِالشَّهَوَاتِ". قال ابن حجر معقِّبًا: "فَالْحَاصِل أَنَّهُ إِذَا كَفَّ نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَات فِي الدُّنْيَا كَانَ ذَلِكَ سَاتِرًا لَهُ مِنَ النَّار فِي الْآخِرَة".

وأشار المفتي إلى أن الخصوص من المؤمنين هم الذين يسعون لسلامة صيامهم من الآثام، مجاهدين لأنفسهم في ذلك، بكفِّ جوارحهم عن المعاصي.
فكفُّ السمع: بعدم الإصغاء إلى ما نُهِيَ عنه، كالتجسُّس على الناس، وسائر الأقوال المحرمة كالغِيبة والنميمة وغير ذلك، بخلاف ما إذا دخل عليه ذلك قهرًا وكرهه، ولزمه الإنكار إن قدر.
وكفُّ البصر: بعدم النظر إلى ما يُذم شرعًا، وإلى ما يشغل القلب ويلهي عن ذكر الله، فيجب على الصائم أن يحفظ عينه عن المحرمات، فإنما خُلقت العين ليُهْتَدَى بها في الظلمات، ويستعان بها في الحاجات، وينظر بها إلى عجائب ملكوت الأرض والسماوات ويعتبر بما فيها من الآيات.

:- المفتي: نرى بوضوح ما تشهده مصرنا العزيزة من تطوُّر علمي كبير

ولفت المفتي إلى أن مما ورد في كفِّ البصر قول النبيِّ صل الله عليه وآله وسلم لِعَلِيٍّ: «يَا عَلِيُّ لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ».
وروي عن سيدنا عيسى أنه قال: "إيَّاكم والنظرة، فإنها تزرع في القلب شهوة"، وسُئِلَ الْـجُنَيْد I: بِمَ يُستعان على غضِّ البصر؟ فقال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى ما تنظره.
وكفُّ اللسان: بحبسه عن الهذيان والكذب والغِيبة والنميمة والفحش، والاستهزاء بالناس، وشهادة الزور، والخُلف في الوعد، إذا وعده وهو يضمر الخُلف.
وكفُّ اليد: بحَبْسها عن البطش بِمُحرَّم من كَسب أو فاحشة أو تَعَدٍّ، كالتطفيف في الكَيْل والوزن، والسَّرقة، وأخذ الرشوة وإعطائها، ولعب الميسر  -وهو كل ما فيه قمار-، وكتابة ما يحرم النطق به، والتطاول على الناس بالأذى والضرب.
وكفُّ الرِّجل: بحبسها عن السعي إلى ما لم يؤمر به ولَمْ يُندب إليه، كالمشي في وشاية بِمُسْلِم إلى حاكم أو غيره، والسعي إلى الحرام، والمرور بين يدي المصلي قصدًا من غير حاجة.
وكفُّ الفرج: بمنعه عمَّا لا يحلُّ للصائم في نهار رمضان كالجماع، وكفُّه أيضًا عمَّا لا يحل للصائم ولا لغيره: كالزِّنا، واللواط، وإتيان البهائم، والاستمناء باليد، والوطء في الحيض.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكفِّ اللسان عن قبائح الأقوال، وكفِّ الجوارح عن قبائح الأفعال، في كلامٍ جامعٍ، فقال: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ، فَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ». ويرفث بضمِّ الفاء وكسرها، والمراد بالرَّفَث هنا: الكلام الفاحش، وهو يُطلق على هذا وعلى الجماع وعلى مقدماته.
وما ذكرناه من كف الجوارح واجب مطلقًا في الصوم والإفطار، وإنما ذكرناه في خصوص الصيام؛ لأن الْحُرْمَة فيه أشدُّ من الحرمة في غيره، قال القرطبي: "لا يُفهم من هذا أن غير الصوم يباح فيه ما ذكر، وإنما المراد أن المنع من ذلك يتأكد بالصوم"، فينبغي للصائم أن يحفظ جوارحه من كل ما فيه حرمة.
 
مردفاً : فإذا لم يزل الإنسان متبعًا هواه عاكفًا على معصية مولاه، فليعلم أنه لم ينل ثواب صوم رمضان، وإنما هو جائع عطشان. قال صلى الله عليه وآله وسلم: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ»، وقال: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».

واختتم المفتي كلامه في مرات الناس في الصوم في كتابه عن الصوم بقوله: وأما صوم خصوص الخصوص: فهو زيادة على ما سبق: صوم القلب عن الهمم الدَّنِيَّة، والخواطر الشهوانية، وكفه عما سوى الله بالكلية، فلا يتعلق قَلْبُه إلا بالله، مع ممارسته لحياته العادية لتحقيق مراد الله في إعمار الكون.
 

البنك الأهلي
مفتي الجمهورية صوم شوقي علام مفتي الجمهورية
tech tech tech tech
CIB
CIB