موقع السلطة
الخميس، 7 نوفمبر 2024 10:56 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
عرب وعالم

خطاب استغرق 90 دقيقة لوح فيه بالحرب النووية .. بوتين يعكس تاريخ ومستقبل حكمه لروسيا

موقع السلطة

خطابه عكس أنه ليس شخصا عقلانيًا يقلد أسلوب الديكتاتور الاجتماعي ويستعين بأسطورة نازية

"عظمة روسيا ومحاربة الانحلال" .. تلك خلطة بوتين للسيطرة على الشعب السوفيتي

مكونات الخطاب تعكس أن نظام حكم بوتين هو من "الأنظمة المغلقة - بدون مخرج طوارئ"

 

4 محاور سيطرت على خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه السنوي أمام البرلمان الروسي، وكانت عاكسه لتاريخ ومستقبل روسيا في ظل استمرار حكم بوتين، وحسمت اللغط حول السؤال المحير، وهو هل مازال هناك أمل أن يكون هناك تحاور بين دول الغرب تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وبين النظام الروسي الذي يقوده بوتين، وهنا ترصد صحيفة فوكس الألمانية تلك المحاور وأبعادها في تحليل شامل لخطاب الرئيس الروسي.

هذا ما قاله بوتين

 

وكان بوتين قد قال اليوم الثلاثاء في خطابه، إن النخب الغربية تعتزم تحويل الصراع في أوكرانيا من صراع إقليمي إلى حرب عالمية، إن موسكو ترى في ذلك تهديدا وجوديا وسترد وفقا لذلك، وتابع: “هدف من هم في السلطة في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى هو إنهاءنا مرة واحدة وإلى الأبد، إنهم يعتزمون تحويل الصراع المحلي إلى مرحلة من المواجهة العالمية، هذه هي الطريقة التي نفهم بها الأشياء وسوف نتفاعل وفقا لذلك، لأن القضية هنا هي وجود دولتنا”.

 

وخلال الخطاب أعلن الرئيس الروسي، عن تعليق روسيا لمشاركتها في معاهدة الأسلحة النووية الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والدول الأرووبية، وقال إن روسيا تعلق مشاركتها في اتفاقية ستارت الجديدة الخاصة بالأسلحة الهجومية الاستراتيجية، موضحا أن روسيا لا تنسحب من معاهدة الأسلحة الاستراتيجية ولكن تعلق مشاركتها بداية من اليوم، وأشار الرئيس الروسي، إلى أن مستوى تجهيز قوات الردع النووي الروسي بلغ 91%.

 

بوتين ليس عقلانيًا بل إيديولوجيًا

 

ووفقا للتحليل الذي نشرته الصحيفة الألمانية، فإن بوتين في خطابه، يعكس صورة الديكتاتور الاجتماعي العدواني، وهو الشخص الذي تجد نفسك أمامه فاقد القدرة على التفاوض معه، بل ولن تكون قادرًا على التفاوض معه بعد الآن، وما يعكسه من تلك الشخصية هو الذي يجعل قيادات دول الغرب لا تجد جدوى من التفاوض معه، فهو في خطابه اليوم لم يكن يتبقى سوى أن يعلن بوتين تهديده بحرب نووية بشكل صريح.

 

ويوضح المحلل الذي استعانت به صحيفة فوكس، أن أي شخص يتحدث عن المفاوضات مع فلاديمير بوتين أو أي شخص يلوم قيادات الدول الغربية، على عدم المفاوضات الحالية، فحقًا يجب على كل من يفكر بهذه الطريقة أن يستمع إلى الدقائق العشرين الأولى من خطاب بوتين الأخير، وأي شخص لا يزال يعتقد بعد ذلك أنه بإمكانه "الجلوس على نفس الطاولة" مع بوتين، فكيف يمكن للأشخاص المتحضرين التحدث بشروط متساوية والتوصل إلى اتفاقيات مرنة، فهو ببساطة أمر لا يساعد في ذلك هناك أسباب، أهمها أن بوتين ليس عقلانيًا بل إيديولوجيًا، وهو ما وجدناه في خطابه مع استخدامه عدة كلمات تدل على ذلك ومنها: "نريد لم شمل شعبنا" ، وجملته الأخيرة بعد ساعة وخمسين دقيقة: "الحقيقة في صالحنا".

 

دفاع بوتين عن النفس ليس سوى أسطورة نازية

 

استخدام بوتين لموقلة "إعادة توحيد شعبنا"، لتبرير غزوه أوكرانيا، وهي دولة مستقلة معترف بها بموجب القانون الدولي، يعكس ثلاثة دوافع قذرة، هي العنصرية، الإمبريالية، الاستعمار، والحقيقة التي يحاول بوتين نفيها هي ما عرَّفها مدرس القانون الدستوري الألماني كارل شميت بالسلطة ، تلك التي تعد تفسير تاريخي وسياسي لسياسات بوتين، والتي مثلها مثل سياسات كل مستبد، فهو يعتقد أنه يستطيع فرضها أولاً في شعوبهم، ثم فرضها بعد ذلك في المجتمع الدولي.

 

ولكن في السياسة لا نقبل بلغة فرض الأمر الواقع، ولكن أولاً وقبل كل شيء يجب أن نتحدث عن القانون، فلا توجد دولة على وجه الأرض لها الحق في مهاجمة دولة أخرى، خاصة إذا كانت تتذرع بحقيقة شعبية، وبوتين يفعل ذلك على أي حال، ولهذا السبب يحتاج إلى بناء مساعد لتبرير ذلك، ووجد ضالته في استخدام مقولة "الدفاع المبرر عن النفس"، وهذه هي أسطورته النازية، وهذا هو السبب الثاني الذي يجعل بوتين لم يعد يستحق التفاوض الغربي.

 

وحاول بوتين في خطابه الربط بين تصرفات الغرب ودعمها لأوكرانيا، وبين الحرب العالمية، وكأن الغرب أسهم في حكم ما أسماهم "النازيون الجدد" في كييف، كما حدث في الثلاثينيات من القرن الماضي، عندما ساعد الغرب النازيين الألمان في الوصول إلى السلطة، وهو أمر ليس له أساس من الحقيقة،

 

 

بوتين يقلد في خطابه الديكتاتور الاجتماعي

 

وتقريبا استغرق بوتين أكثر من حديثه، لمواطنيه، أعطى لهم صورة الديكتاتور الاجتماعي الملهتم، والمهتم بشعبه ويبرر وجوده على رأس الدولة بالأعمال الصالحة، ومن يسخر من حكم الفئة المسيطرة على الحكم مع امتلاكهم اليخوت الخاصة بهم فهذا يبرره الخسائر في القيمة التي يفرضها الغرب عليهم، لذلك يجب أن نشكرهم على بكرمهم بالعودة إلى وطنهم روسيا.

 

وهذا الخطاب لبوتين يجد أرضية كبيرة داخل المجتمع الروسي، وقد أشارت دول البلطيق التي كانت خاضعة للحكم السوفيتي إلى ذلك بوضوح تام، فقد عاشوا تحت الإبهام السوفياتي الروسي، ويقول رئيس لاتفيا إيجيلز ليفيتس: "روسيا بلد عدواني، ولا يمكن أن يكون الأمر متعلقًا ببوتين فقط، لأن جزءًا كبيرًا من المجتمع الروسي يدعم أيديولوجيته.

 

وهنا نجد المبرر لسياسات بوتين، والتي يستمد بها دكتاتوريته ودعم تطلعاته، عبر الوعد بإعفاءات الإيجار للعاملين في صناعة الأسلحة المتزايدة، وكذلك تكليف حكومته بالاستثمار في توسعة الطرق والموانئ، مع تقديم إعفاءات ضريبية للشركات وللاستثمارات، مع توفير ظروف بحث أفضل للجامعات، وسكن أفضل للناس، خاصةً أولئك الذين يعيشون في بلد شاسع لا نهاية له، وأيضا توفير رعاية طبية أفضل، والحفاظ على كون الحد الأدنى للأجور يتزايد باستمرار، وهنا على الشعب دفع ثمن هذا البرنامج الاجتماعي الضخم مع النمو - على الرغم من جميع العقوبات الدولية.

 

عظمة روسيا ومحاربة الانحلال .. تلك خلطة بوتين للحكم

 

وتجمع أيديولوجية بوتين، التي أخفاها في خطابه الذي دام 90 دقيقة، بين التوق إلى استعادة العظمة الروسية مع الرعاية الاجتماعية والإيمان الأرثوذكسي الروسي، ويحتاج بوتين إلى الإيمان لرسم حدود ذهنية مع الغرب "المنحل"، الذي يعمل فيه رجل الدين بإجبار العقيدة المسيحية على نبذ الزواج بين رجل وامرأة، والغرب الذي يريد حتى أن يكون الله محايدًا بين الجنسين، الغرب الذي يتجاهل الكتاب المقدس، ذلك "الكتاب المقدس" الذي يعرّف الزواج فقط على أنه اتحاد بين الرجل والمرأة.

 

ويخلص تحليل الصحيفة الألمانية، إلى أن الخلاصة في خطاب بوتين أنه بنى بيتًا قويًا ومستقرًا للعقلية والأيديولوجية، وهو محاصر فيها الآن، ويحتجز الروس أسرى هناك، ولا شيء، لا شيء على الإطلاق، يشير إلى أن بوتين سيخرج من هناك مرة أخرى، لأنه لا يريد ذلك أيضًا، فهو مثل كل الأنظمة الشمولية، إنها سياسة بسيطة ومتماسكة في حد ذاتها، فهو ما يفسر في النهاية قوتها في الإقناع، حتى بالنسبة للأشخاص البسطاء، فمن الناحية الأيديولوجية، هم ما أسماه أهم فيلسوف سياسي غربي وعالم المعرفة كارل بوبر "أنظمة مغلقة - بدون مخرج طوارئ".

البنك الأهلي
الولايات المتحدة الولايات المتحدة الامريكية روسيا الرئيس الروسى فلاديمير بوتين العالم
tech tech tech tech
CIB
CIB