حسين الناظر يكتب: التجربة الهندية.. التعليم التقني كلمة السر
يكمن سر التقدم والتفوق الكبير واللافت الذي أحرزته الهند في مجال التكنولوجيا في "التعليم"؛ وتحديدًا "التعليم التقني أو التكنولوجي"، وهو ضروري لإعداد الموارد البشرية والكوادر الفنية المؤهلة والمدربة والتي هي أداة لا غنى عنها لإنجاح أي عمل أو صناعة في العالم، بل هي عنصر أساس في جذب الاستثمارت الأجنبية، خاصة وأن الهند بها ثاني أكبر ثروة بشرية في العالم بعد التنين الأصفر الصين، حيث يبلغ سكان الهند حاليًا (1٬407٬570٬000) نسمة.
بدأت النهضة العلمية للهند في خمسينيات القرن الماضي؛ على يد رئيس الوزراء؛ "جواهر لال نهرو"، وهذه الفترة هي التي شهدت أوج العلاقات (المصرية -الهندية) في عهد الزعيمين "جمال عبدالناصر" و"لال نهرو"، ولقد بدأ الأخير ثورة إصلاحية في مجال التعليم، لتؤسس الهند نظامًا تعليميًا مميزًا ومُنظمًا بشكل جيد، يغطي جميع التخصصات، وفى مقدمتها مجالات الهندسة، والتكنولوجيا، والتكنولوجيا الحيوية، والبحوث المكانية والنووية التي تم تمكينها بشكل خاص من خلال العلاقات الوثيقة مع الاتحاد السوفيتي في بداية الستينيات، التي شهدت افتتاح معاهد التكنولوجيا الهندية (IIT) في عام 1951، التي فتحت المجال للتفوق والازدهار في قطاع التكنولوجيا.
الآن أصبحت الهند تمتلك أكثر من (568) جامعة، من بينها (41) جامعة مركزية، وما يزيد عن (31,324) مؤسسة تعليمية بمسمى كلية أو معهد، وتقدم هذه الجامعات الدراسات العليا وفق مستويات عالمية في برامج الحصول على الدبلوم، والماجستير في الدراسات العليا ودرجة الدكتوراه، وبفضل نظام الهند التعليمي والتزام وتفوق مؤسساتها التعليمية؛ اكتسبت الهند شهرة عالمية واستطاعت أن تجذب آلافًا من الطلاب من جميع أنحاء العالم.
موضوعات ذات صلة
- أسعار العملات العربية اليوم الأحد 19 فبراير 2023
- «الإفتاء» تستطلع غدا هلال شهر شعبان لعام 1444 هجريا
- طقس اليوم مائل للدفء نهارا بارد ليلا والصغرى بالقاهرة 11
- أسعار اللحوم في السوق اليوم السبت 18 فبراير 2023
- الزمالك يصل استاد «شهداء بنينا» لمواجهة المريخ السوداني
- تشافي: أداء برشلونة ومانشستر يونايتد يرقى لمنافسات دوري أبطال أوروبا
- زيلينسكي: لا تنازل عن أرض أوكرانية مقابل اتفاق سلام مع روسيا
- أول تعليق من إمام عاشور بعد هدفه أمام سبورتنج لشبونة بالدوري الأوروبي
- إمام عاشور يسجل أول أهدافه مع ميتيلاند في الدوري الأوروبي
- النشرة المرورية.. كثافات محور الأوتوستراد وكوبري أكتوبر
- أبو الغيط: قرار إسرائيل بشرعنة بؤر استيطانية استخفاف بالإرادة الدولية
- الرئيس السيسي يستعرض الجهود الحالية للدولة لتحفيز القطاع الخاص
وفي عام1988م؛ بادرت الهند بإنشاء "المجلس الهندي للتعليم التقني" بالعاصمة "نيودلهي"، والذي يهدف إلى اعتماد والتوصية والإشراف على المؤسسات التعليمية المتخصصة في مجال التعليم التقني، والتي يبلغ عددها نحو (1100) مؤسسة في مجال الهندسة والكمبيوتر والعلوم الطبية والصيدلة المتخصصة في المجال التقني.
وقد أسست الهند (7) معاهد تكنولوجية متطورة التحق بها (٥٠) ألف طالب متفوق، تم منح كل واحد منهم (لاب توب) وخط للإنترنت مجانًا، وتم ابتعاث حوالي (2400) طالب متفوق منهم للدراسة فى أمريكا وانجلترا وألمانيا، والآن تمتلك الهند نحو 4.47 مليون مهندس محترف يعملون في هذه الصناعة سواءً داخل الهند أو خارجها.
ومن باب التدريب والتأهيل؛ شرعت الهند تدريب نحو 4 ملايين طالب في 1832 مؤسسة تعليمية متخصصة في التكنولوجيا الحديثة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلازما والنانو والخلايا الجذعية وكل المجالات الحديثة فى العالم لتلحق بركب التطور.
وإذا نظرنا إلى مخرجات التعليم سنجد أن معاهد التكنولوجيا الهندية المعروفة بـ (IIT) قد أصبحت من أهم المراكز العلمية في العالم لتفريخ خبراء الحاسب الآلي والمدراء التنفيذين وأصحاب الوظائف العليا لأكبر الشركات العالمية، وتخرج منها أجيال فذة من الموهوبين الذين تعتمد عليهم الشركات العالمية الكبرى في صناعة البرمجيات مثل "مايكروسوفت" و"آي بي إم" و"إنتل" و "أوراكل" و"أدوبي" وغيرها.
وباتت الهند المورد الرئيس للمبرمجين والمهندسين الذين تعتمد عليهم الشركات العاملة في "السليكون فالي" الأمريكي؛ فوفق الإحصائيات فإن 40% من مجموع مهندسي ومبرمجي الكمبيوتر في "السليكون فالي" من أبناء الهند؛ إذ يبلغ عدد العاملين هناك أكثر من (300) ألف مهندس ومبرمج يمتلكون 750 شركة عاملة في "وادي السيلكون".
من أشهر رواد الأعمال الهنود هناك: "فينود دام" الذي يعود إليه الفضل في إختراع معالج "Pentium"، والمعروف بـ "أبو بنتيوم"، ثم يأتي "سابير باتيا" الذي اخترع أول بريد إلكتروني في العالم "هوت ميل"؛ ثم باعها لشركة ميكروسوفت سنة 1998م.
والدكتور "ناريندر سينغ كاباني" الذي يعرف على نطاق واسع بأبو الألياف الضوئية، و"فينود كوسلا" أحد مؤسسي شركة "صن للأنظمة" وغيرهم.
بعد هذه المعلومات عن التعليم التقني في الهند ومخرجاته ستبقى لنا وقفة مع التعليم لتقني في مصر وأين يقف؟ وما هي مخرجاته؟ في المقال القادم إن شاء الله تعالى.