عمر الشريف.. اليهودي الذي أسلم مرتين

منذ أن بدأ عمر الشريف حين اكتشفه يوسف شاهين، وقدمه بطلا أمام فاتن حمامة، في أول أفلامه «صراع في الوادي»، عام 1954، وبدأت أشهر قصة حب عرفها الوسط الفني بين فاتن حمامة وعمر الشريف، وبالفعل انتهت بالزواج ولكن قبل أن يتزوجا كان لابد من أن يشهر عمر الشريف، إسلامه وهو معروف لدى الجميع يهودي الديانة واسمه الحقيقي ميشيل شهلوب.

وافق عمر الشريف، بعد ما أقنعته فاتن حمامة، بالإسلام كدين، وأتت بالفنان الكبير عبد الوارث عسر، يعلمه تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وبالفعل نطق الشهادتين في مشيخة الأزهر الشريف، وتم الزواج بينهما الذي استمر ما يقرب من 20 عاما، إلى أن تم الانفصال في منتصف السبعينيات، وظلا الاثنين تجمعهما مودة وحب وابنهما طارق.

لم تنتهِ قصة إسلام عمر الشريف، عند هذا الحد، بل كان لها أهم فصل في حياة عمر الشريف، كما قال في مذكراته، ففي منتصف الثمانينات جاء إلى مصر ليؤدي بطولة فيلم من إنتاج التليفزيون المصري فيلم «أيوب»، وبالفعل قام بالتصوير وانتهى منه وغادر مصر متجها إلى أمريكا في رحلة استجمام وكان زاهدا في أمريكا بل في كل بلدان العالم، ولكن لم يجد سوى أمريكا على حد قوله.

ولكن في صالة المطار، يرى وفود من حجاج بيت الله الحرام بالزي الأبيض والوجه المشرق فانتاب عمر الشريف، حالة جعلته يقفز من صالة كبار الزوار ليقف بجوار هؤلاء الحجيج ويسلم عليهم واحدا واحدا وتقول له امرأة مسنة «ما تيجي معانا».

بكى عمر الشريف، ولم يستطع تمالك نفسه، ثم ذهب لطاقم السكرتارية لديه قائلا لهم «إلغوا أمريكا عايز اطلع أحج ضروري»، فهرع الجميع مسرعا للسفارة السعودية، وأجروا اتصالاتهم ووقفت التأشيرة بسبب عدم التأكد من صحة إسلام عمر الشريف، ما أثار رعب طاقم سكرتاريته خاصة أنه معروف عنه عصبيته الرهيبة وردود فعله العنيفة.

جاء في خطاب السفارة السعودية أنه رجل أسلم حتى يتزوج من مسلمة وهذا لا يكفي لصحة إسلامه ودخوله بيت الله الحرام، فيجب أن يأتي السفارة أمام السفير والمسئول وينطق مرة أخرى الشهادتين، فكان رد فعل عمر الشريف، غير متوقع، حيث وافق على الفور دون إبداء أي غضب أو عصبية وذهب لرحلة الحج.

وهناك تعلق بالكعبة المشرفة وظل يشرب من ماء زمزم، وارتدى الجلباب الأبيض، وظل يلبي لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك وهو يسأل في كل ركن من أركان الحج لماذا حتى يفهم وينفذ وبالفعل، ثم زار مدينة رسول الله صلى الله عليه ووقف أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم باكيا نادما مستغفرا.

وكان لا يجيد فن الدعاء كما كان يقول، ولكن يقول «أنا بكلم ربنا وهو عارف أنا عايز أقوله إيه»، وظل 45 يوما، وقابل هناك فريد شوقي، وتحية كاريوكا، التي صرعت عندما رأته، ويحيي شاهين، الذي احتضنه، ومحسن سرحان، الذي ظل يشبه عليه ساعات حتى عرفه، وأصبح الحاج عمر الشريف.