الممثل الدنماركي «فالداو»: قمة شرم الشيخ مفصلية وحاسمة في تاريخ البشرية

أكد الممثل وكاتب السيناريو الدنماركي الشهير «نيكولاج كوستر فالداو»، أن مؤتمر المناخ الذي سيعقد في مدينة شرم الشيخ خلال نوفمبر المقبل، علامة مفصلية وحاسمة في التعامل مع آثار التغيرات المناخية التي عانت أوروبا من آثارها خلال صيف العام الجاري.

وتحت عنوان «يخبرنا صيف أوروبا أن تغير المناخ لا يهتم بالمكان الذي تعيش فيه»، كتب «فالداو»، مقالًا عبر موقع شبكة «يورو نيوز»، اليوم، أكد فيه أنه وُلد وترعرع في الدنمارك، إلا أنه يقضي كثير من الوقت في جرينلاند «تقسيم ذاتي الحكم يتبع مملكة الدنمارك»، إذ أنه المكان الذي تنتمي إليه زوجته «نوكا»، ويزورانه كثيرًا.

درجة حرارة القطب الشمالي ترتفع بوتيرة أسرع

وأضاف: «رأيت بأم عيني كيف يتغير المشهد في السنوات الأخيرة، كان هذا الاتجاه يسير بسرعة إلى الأمام، إذ يقول باحثون دنماركيون إن الصفيحة الجليدية في جرينلاند فقدت حوالي 4700 مليار طن من الجليد منذ عام 2002، فيما ترتفع درجة حرارة القطب الشمالي أسرع من أي مكان آخر على وجه الأرض، وساهم هذا بالفعل في ارتفاع منسوب مياه البحر بمقدار 1.2 سم»، مؤكدا أن الدمار العالمي المحتمل والناتج عن ارتفاع درجة حرارة جرينلاند، سيكون هائلًا.

ويقول الممثل الدنماركي الشهير: «على عكس اسمها، ونتيجة حملة تسويقية متفائلة لجذب المستوطنين، فإن جرينلاند مغطاة في الغالب بالجليد، وإذا ذاب كل شيء، سيرفع مستوى سطح البحر بأكثر من سبعة أمتار، وهو سيناريو مدمر للغاية ومروع للغاية بحيث لا يمكن التفكير في تبعاته».

الدعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة بشأن تغير المناخ

ويقول «فالداو»: «أصبحت تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الأخيرة أكثر قوة في دعواتها لاتخاذ إجراءات عاجلة بشأن تغير المناخ، إذ يعيش أكثر من ثلاثة مليارات شخص بالفعل في مناطق شديدة الضعف، وعلى الرغم من التغييرات التي أجريناها بالفعل، فإننا نشهد خسائر فادحة محتملة على نطاق واسع للأنواع وأضرار بالطبيعة».

وأضاف: «بدأنا في الشمال، معرفة شعور كهذا حقًا، وضعت الحرب في أوكرانيا طبقة إضافية من التعقيد على مكعب روبيك من التقلبات المناخية والاقتصادية والسياسية، كما يعاني الاقتصاد العالمي من صدمة نتيجة ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والأسمدة».

وتابع: «لقد تركت محادثات المناخ الأخيرة في بون عديد من المحبطين لأنهم لم يكتسبوا أي أساس بشأن أهم قضايا التخفيف والتكيف وكيفية الدفع مقابل استجاباتنا المناخية».

واستدرك: «لكن في حين أنه لا يوجد وقت نضيعه، فمن الصحيح أيضًا أن هناك كثير من الأسباب التي تجعلنا متفائلين، فاتفاق باريس يؤشر أننا نسير إلى الأمام».

أهمية قمة المناخ في شرم الشيخ

ورأى «فالداو» أن قمة المناخ في شرم الشيخ علامة بارزة وحاسمة بشأن التعامل مع تغير المناخ، وأعرب عن أمله وطالب بالتزامات حاسمة وذات مغزى من قادة الدول التي ستشارك في القمة، مضيفا: «نحن بحاجة ماسة إلى التعاون الدولي لمواجهة أكبر تحد واجهته البشرية على الإطلاق».

ودعا الممثل الدنماركي إلى التفكير في هذا الصيف الأوروبي الحار، باعتباره رسالة تذكير لأنفسنا في المستقبل، وأنه يخبرنا أن الدول الغنية لن تنجو، فتغير المناخ ببساطة لا يهتم بالمكان الذي تعيش فيه في العالم.