ضياء رشوان يكتب: الحوار والطريق إلى المستقبل المنشود

جاءت الإجراءات السياسية الإيجابية التى وجّه بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، بمثابة لبنة جديدة، ومرحلة أكثر تقدمًا فى بنيان الجمهورية الجديدة فى مصر، التى تشمل ملامحها بناء دولة عصرية، متقدمة، ذات اقتصاد متطور، وتنمية بشرية تطلق طاقات الشعب.

ففى حديثه إلى الشعب، خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، كلف الرئيس السيسى «إدارة المؤتمر الوطنى للشباب بالتنسيق مع كل التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسى حول أولويات العمل الوطنى خلال المرحلة الراهنة»، على أن ترفع نتائج هذا الحوار إلى سيادته.

وفى الخطاب نفسه، دعا الرئيس إلى إعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسى مع توسيع دائرة عملها بالتعاون مع الأجهزة المختصة.

هذه الدعوة، وما تلاها من حراك سياسى نشط، تحمل بشائر مرحلة جديدة من الحياة السياسية فى مصر بمفهومها الشامل، ومن خلال أطر متوافق عليها شعبيًا.

ولا شك أن رعاية الرئيس شخصيًا لهذا الحوار هى سبب الإجماع السياسى والشعبى على المشاركة فى الحوار، والثقة لدى الجميع بنتائجه فى الوقت نفسه، كذلك فإن الانتقال إلى هذه المرحلة الجديدة من العمل السياسى، وفتح المزيد من الآفاق للحياة السياسية، قد جاء بعد إنجاز المراحل الأولى اللازمة كشرط للدخول إلى هذه المرحلة من مراحل الديمقراطية والنشاط السياسى وفتح نوافذ الاختلاف من أجل صالح الوطن.

فقد جاءت هذه المبادرة بعد تحقيق الاستقرار الأمنى فى ربوع البلاد بعد حرب ضارية استمرت سنوات فى مواجهة الإرهاب، ودفع الشعب المصرى ثمنًا غاليًا من دماء الآلاف من أبنائه الأبطال للوصول إلى هذه المرحلة من الاستقرار.

كما جاءت هذه المبادرة عقب تثبيت أركان الدولة المصرية التى تعرضت لاهتزازات خطيرة خلال عام ٢٠١١ والسنوات التى أعقبته، فتم وضع دستور عصرى، وانتخابات برلمانية مرتين، وكذلك انتخابات رئاسية، وإعادة بناء مؤسسات الدولة واستعادة الثقة فيها.

كما تمت عملية إنقاذ اقتصادى شاملة، نقلت الاقتصاد من شفا الانهيار إلى مرحلة النمو بعد مراحل صعبة من الإصلاحات الهيكلية.

كما جاءت أيضًا بعد إجراءات بالغة الأهمية والتأثير فى المجال الاجتماعى، فى مقدمتها برامج الحماية الاجتماعية للفئات الأحق بذلك فى المجتمع، والقضاء على العشوائيات والمناطق غير الآمنة، وتحقيق مراحل متقدمة من أجل تمكين المرأة والشباب، وحقوق ذوى الاحتياجات الخاصة، وإنجاز كبير فى مجال الرعاية الصحية سواء فى تشييد المؤسسات العلاجية أو المبادرات الصحية التى كان أبرز مظاهر نجاحها التجربة الرائدة عالميًا فى التخلص من فيروس «سى»، والمواجهة الناجحة لوباء كورونا، وإطلاق صناعات الأدوية، والبدء بمشروع التأمين الصحى الشامل.

كما قطع تطوير التعليم والتعليم العالى خطوات مهمة على طريق التحديث والتطور اللازمين لإحداث نقلة نوعية فى تأهيل الموارد البشرية لعلوم العصر ومتطلباته.

لكل ذلك.. يتصاعد الأمل.. وتتكثف الحركة السياسية فى المجتمع من أجل مرحلة جديدة تجتازها مصر من خلال حوار مفتوح على كل القضايا والسياسات، وبمشاركة كل التيارات الوطنية على أرض مصر من أجل التهيئة للإعلان عن اكتمال بناء الجمهورية الجديدة.

افتتاحية العدد السابع من دورية «دراسات فى حقوق الإنسان» التى تصدرها الهيئة العامة للاستعلامات