مفتى الجمهورية: النبى أقام بيته على حسن المعاملة والتلطف والمعاشرة بالمعروف

ناشد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، الناس بالتماس العبر واقتباس الفضائل من البيت النبوى الشريف الذى أقامه النبى صلى الله عليه وسلم على حسن المعاملة والتلطف والاجتهاد فى المعاشرة بالمعروف، وتجنب كل ما يتضمن إساءة أو أذية لأى فرد فى الأسرة، لتكوين أسرة مستقرة.

وأضاف مفتي الجمهورية، فى تصريحات اليوم أن النبى (صلى الله عليه وسلم)، ضرب النموذج الأرقى والمثل الأعلى فى التعامل مع غيرة الأزواج فى إطارها المحمود الداعم لاستقرار الأسرة، والمغذى للحب وسريان المودة بين الزوجين؛ حيث كان يغض طرفه عن الهفوات والأخطاء غير المؤثرة، بل كان يظهر وفاءه وحبه لهن، فيناديهن بأحب الأسماء وأحسنها، ويساعدهن فى أعباء المنزل وشئون البيت، حتى ما يثار عن اتخاذ بعضهن للمواقف تجاه البعض الآخر، فكان للحظات عابرة كما يفرض ذلك الطبع البشرى.

وتابع فضيلة مفتى الجمهورية بباقى أفراد البيت النبوى الشريف قائلا: إن أبناء النبى صلى الله عليه وسلم سبعة أربع إناث وثلاثة ذكور، أنجبهم جميعا من السيدة خديجة رضى الله عنها، عدا إبراهيم، وهؤلاء الستة هم: عبدالله والقاسم؛ ولذا كنى النبى بأبى القاسم، وأما الإناث فهن: السيدة أم كلثوم ورقية، وقد تزوجهما سيدنا عثمان ولذلك لقب بذى النورين، وهناك السيدة زينب التى تزوجت من سيدنا أبى العاص وقد ضرب زواجهما أروع الأمثلة فى المودة والحب، وأخيرا السيدة فاطمة الزهراء التى تزوجت من سيدنا على بن أبى طالب، وقد ماتوا جميعا فى حياته فيما خلا فاطمة، التى كانت تشبهه كثيرا فى سمته ومشيته؛ ولذا لقبت بأنها بنت أبيها.

وأردف: وأما الأسباط وهم أولاد الإناث، أو كما نتعارف عليه باسم الأحفاد وإن كان الأحفاد لغة هم من كانوا من نسل الذكور فأشهرهم سيدنا الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم أبناء السيدة فاطمة، وعلى وأمامة من السيدة زينت وأبى العاص، فضلا عن الأعمام وأولاد الأعمام والموالى والخدم وغيرهم ممن تربوا تربية خاصة من النبى الكريم بفضل قربهم منه صلى الله عليه وسلم.

وأما إبراهيم فقد أنجبه من السيدة مارية القبطية، وفى اختيارى وترجيحى كما اختار ذلك بعض المحققين أن مارية القبطية كانت زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن ملك يمين، وهذا لا يغير من الأمر شيئا فهى صارت من بيت النبوة.

وشدد مفتى الجمهورية على ضرورة إبراز الحكمة من تعدد أزواجه فوق الأربع؛ فكان لاعتبارات تشريعية وسياسية واجتماعية، بالإضافة إلى مناسبتها لعصره، فضلا عن خصوصية الأحكام فى هذا التعدد، منها أنه لا يزيد على هؤلاء الأزواج، ولا هن يتزوجن بعد وفاته عليه الصلاة والسلام.