وزير الأوقاف يحذر: الإفراط والتفريط كلاهما طريق الهاوية
عمرو السعيدأكد وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، أن التطرف تطرف على أية حال، حادًا كان أو مضادًا، فهو الذهاب إلى الطرف بعيدًا عن الوسط، وقد قال الإمام الأوزاعي (رحمه الله): ما أمر الله (عز وجل) في الإسلام بأمر إلا حاول الشيطان أن يأتيك من إحدى جهتين لا يبال أيهما أصاب الإفراط أو التفريط، الغلو أو التقصير.
وأضاف جمعة في بيان له: "مع أن ديننا السمح الحنيف قائم على الوسطية في كل شيء حتى مجال العبادات، فلما رأى نبينا (صلى الله عليه وسلم) حبلًا مشدودًا في المسجد بين ساريتين أي عمودين من أعمدة المسجد سأل (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم): (ما هذا ؟ ) قالوا : حبل لزينبَ تُصلِّي فإذا كسِلَتْ أو فتَرَتْ أمسكت به قال: ( حُلُّوه ) ثمَّ قال : "لِيُصَلِّ أحدُكم نشاطَه فإذا كسِل أو فتَرَ فليقعُدْ "، ولما رأى (صلى الله عليه وسلم) سيدنا سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) يتوضأ فيسرف في استخدام الماء فقال: "مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟ " قَالَ : أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ ؟ قَالَ : "نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ".
ونوه أنه حتى الإنفاق سواء أكان إنفاقًا على النفس أم على الغير تحت أي مسمى فالوسطية مطلب راسخ ، حيث يقول الحق سبحانه في كتابه العزيز: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا"، ويقول سبحانه: "وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا".
موضوعات ذات صلة
- الصحة: سنصل إلى 150 مليون نسمة خلال عام 2050
- مزايا برنامج السحب على المكشوف من التجاري الدولي
- تسريب جديد عن هاتف سامسونج المنتظر
- واتس أب يختبر خمس مزايا جديدة
- ”زد تي إي” تطلق هاتفها الذكي Voyage 20 Pro الجديد
- طريقة الانضمام إلى كلوب هاوس وتحقيق أرباح
- أسعار الدواجن اليوم السبت في مصر
- أستراليا تسجل أول إصابة محلية بالمتحور ”أوميكرون”
- عاجل.. مصرع شخص فى حادث تصادم بالوادى الجديد
- العثور على جثة الممثل الهندي براهما ميشرا متحللة داخل الحمام
- مصر تدين الهجوم الإرهابى على إحدى قرى العراق
- سمية الألفي: اتعرض عليا مشاهد إغراء.. وهذا موقف فاروق الفيشاوي
وأردف: القرآن الكريم أكد على الوسطية في كل أبعادها، حيث يقول الحق سبحانه : "وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا "، ويقول سبحانه : "قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ" ، ويقول الحكماء : لا تكن رطبًا فتعسر ولا يابسًا فتكسر.
وأوضح جمعة، أنه غير أن البشرية بصفة عامة قد ابتليت بتطرفين متناقضين في حدية بالغة، الأول يقتل ويخرب ويدمر ويسفك الدماء باسم الأديان وتحت رايتها، محرفًا النصوص ومُخْرِجًا لها عن سياقها، والأديان براء من كل ذلك.
وأكمل: "الأديان السماوية جميعها أنزلت رحمة للناس، حيث يقول الحق سبحانه: "طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (تركتُ فيكم أَمْرَيْنِ لن تَضِلُّوا ما تَمَسَّكْتُمْ بهما : كتابَ اللهِ وسُنَّةَ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ)، مشيرا إلى أن الأديان يسر، وسماحة، وتراحم، وتعاون، وتكافل، فحيث تكون مصالح البلاد والعباد فتلك مقاصد الأديان العامة.
ولفت جمعة إلى أن الطرف الثاني يهدم في ثوابت الأديان هدمًا، ويأخذ الناس بقصد أو بجهل إلى طريق الانحراف والهاوية والضلال، وفي ذلك خطر لا يقل عن خطر التطرف باسم الدين.
وتابع: "لذا فإننا نحذر من التطرف بكل صوره وأشكاله : إفراطا أو تفريطا ، غلوا أو تقصيرا، فكلا طرفي النقيض ذميم، وكلاهما طريق الهاوية، ونؤكد أننا نعمل بقوة على ألا يذهب شبابنا أو الأجيال القادمة من التطرف إلى التطرف المضاد".