سامسونج تتحدى «آبل».. وتتصدر أسواق الصين والهند
مصطفى سعيدنشرت وكالة بلومبرج، تقريرًا جديدًا لها عن ما تواجهه شركة آبل في الهند مؤخرًا، حيث تواجه شركة آبل أوقاتاً عصيبة في الهند، بما في ذلك خسارتها لثلاثة من كبار المسؤولين التنفيذيين.
وتواصل الشركة المصنعة لهواتف آيفون كفاحها هناك من أجل الفوز بحصة سوقية في البلاد، والتي تعد ثالث أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، إذ تولى المدراء التنفيذيون أدوارًا رئيسية تتعلق بجهود التوسع في أعمال شركة آبل هناك، ويتم الآن إعادة هيكلة قسم المبيعات الهندي بالكامل مع مغادرتهم.
وتتضمن قائمة المدراء الذين غادروا مدير المبيعات والتوزيع الوطني، ورئيس قنواتها التجارية وأعمال السوق المتوسطة، ورئيس مبيعات شركات الاتصالات.
موضوعات ذات صلة
وقالت المصادر، إن رئيس العمليات الهندي ميشال كولومب Michel Coulomb، كان بطيئًا في تطوير العلاقات التجارية الرئيسية مع شركات المحمول في الهند، حيث واجهت آبل صعوبات في فهم البلاد، مما جعل فريق المبيعات أقل تركيزًا وتحديدًا للأهداف.
وأشارت «بلومبرج» إلى أن شركة آبل تعاني منذ فترة طويلة في الهند، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التعرفة الجمركية المرتفعة التي تضخم سعر أجهزتها بنسبة تصل إلى 20 في المئة، مما يدفع العديد من المستهلكين إلى الشراء من المنافسين ذوي الأسعار المتوسطة مثل الشركة الصينية شاومي أو شركة سامسونج الكورية الجنوبية.
وتقوم آبل لتعويض هذا الأمر بتصنيع وتجميع بعض أجهزة آيفون مثل iPhones 6S داخل البلاد، مع مواصلة دفعها للنماذج القديمة هناك، إذ تواصل الشركة بيع هاتف iPhone SE بحوالي 375 دولار، والذي ما يزال ثمنًا مرتفعًا بالنسبة لكثير من مستخدمي السوق المحلي، ويبدو أن هذه الاستراتيجية لم تحقق الكثير من التأثير، حيث بالكاد تمكنت الشركة من كسر حاجز بيع 3 ملايين جهاز خلال العام الماضي.
وشهدت مبيعات عام 2018 تراجعًا إضافيًا، حيث باعت آبل 3.2 مليون هاتف آيفون في عام 2017 ضمن الهند، بحصة سوقية تبلغ حوالي 2 في المئة فقط، وذلك وفقًا لبيانات شركة أبحاث السوق Counterpoint Research، بالمقارنة مع تمكنها من بيع أقل من مليون جهاز فقط في النصف الأول من عام 2018، مما يجعلها بعيدة عن تصنيف أكبر خمس شركات تصنيع للهواتف الذكية في الهند.
وتقود الشركات الآسيوية المصنعة للهواتف الذكية هذا السوق، إذ تتصدر سامسونج بحصة سوقية تبلغ 26 في المئة، متقدمة على المنافسين الصينيين مثل شاومي وأوبو وفيفو وهواوي، ولدى هذه الشركات تشكيلة من الأجهزة أكبر بكثير من شركة آبل، بدءاً من الهواتف الرائدة باهظة الثمن وصولاً إلى الهواتف رخيصة الثمن لأولئك الذين يتصلون بالإنترنت للمرة الأولى.
ويبلغ عدد سكان الهند أكثر من مليار نسمة، وتعد سوقًا مهمًا لشركة آبل، بحيث ينبغي للشركة التغلب عليها، وكان تيم كوك قد قام بزيارته الأولى إلى البلاد في شهر مايو، واعترف بعد عامين بحصة الشركة المنخفضة للغاية في السوق، وأشار تيم كوك في وقت سابق من هذا العام إلى أرقام تظهر نمو الإيرادات بنسبة 20 في المئة في الهند في الربع الأول من شهر مارس، وهو يفوق نمو الشركة الإجمالي بنسبة 16 في المئة.
ويبدو أن آبل عالقة في مكان صعب كما لاحظت صحيفة «إيكونوميك تايمز» Economic Times، فهي لا تستطيع توسيع قاعدة عملائها في الهند دون خفض الأسعار، ولكن خفض الأسعار من شأنه أن يقوض قيمتها الطموحة طويلة الأجل، وتنتظر شركة آبل وجود سوق مهتمة بدفع الكثير من المال مقابل ظهور الهاتف المحمول، مع تركيزها على نمو الطبقة المتوسطة الهندية لخلق فرص مبيعات جديدة.
وتمتلك آبل مشاكل مماثلة في أماكن أخرى في آسيا مثل الصين، والتي تعد الآن ثاني أكبر سوق لشركة آبل، حيث نجحت الشركة خلال شهر أكتوبر 2017 في كسر انخفاض المبيعات المستمر منذ 18 شهرًا في الصين، وذلك تبعًا لشعبية هاتف iPhone X.