«همسات من ذوات الهمم».. فقدت بصرها فأفاض الله عليها بحفظ القرآن

قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : (تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وسنتي ) صدق رسول الله صلى عليه وسلم ... حديث نبوي منذ أكثر 1400 عام ومازالت الأمة تخرج بين الحين والأخر نبراس نور وإعجاز .....انه كتاب محفوظ فقد قال رب العزة ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ليبقى كتب الله محفوظا على الألسنة وبين جنبات الصدور ويخرج من أفواه لا تنطق إلا به برغم إعاقتها هكذا الطفلة همسات أصيبت في بدايات عمرها بمرض جعلها من بين زوات الهمم لا تبصر وتعانى من صعوبة فى النطق ولكن الله منحها اغلي هدية أن تحفظ كلامه لتكون من بين القمم.. فقد حفظت بين جنبات صدرها أكثر من 23 جزءا من كتاب الله لتكون أيه من آيات الله في الأرض وصدق قوله تعالى (سَنُرِيهِمْ ءَايَٰتِنَا فِى ٱلْءَافَاقِ وَفِىٓ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ شَهِيدٌ ) صدق الله العظيم.

همسات خالد محمود سليم 12 عاما من إحدى القرى بمحافظة قنا وهى الطفلة السادسة بين بنات الأستاذ خالد والدها، وأصيبت بمياه في المخ في بدايات عمرها وكانت تتعرض لحالة طرد بالعين وبعد محاولات عديد لعلاجها ولكن شاءت إرادة الله مع دخولها المدرسة تطورت الحالة أدت إلى فقدها للبصر وصعوبة في النطق وسرعان ما تأتى المنحة مع المحنة فيفيض عليها رب العزة من رحماته لتبدأ في حفظ القران الكريم وهى في السادسة من عمرها وهى بتلك الحالة الصحية الصعبة حتى تصل إلى حفظ أكثر من 23 جزءا من القران الكريم وما أعظمها من منحة.

في البداية تقول الأستاذة منى محمد محمود محفظة القران والقائمة على تحفيظ همسات القران الكريم: "تابعت حالة همسات منذ مجيء والدها بها إلى مكتب التحفيظ واكتشفت أنها سريعة الحفظ بالسمع من أول مرة كما أنها اذهلتنى بحفظها لترتيب السور والأعجب أنى اكتشفت انه لو قمت بتلاوة اى ايه من القران بشكل عشوائي تقوم بذكر السورة التي وردت فيها الآية كما أنها تتلو السابقة لها والآية التي تليها وهى معجزة إلهية لطفلة بهذا العمر وتلك الحالة الصحية الصعبة من فقدان للبصر وصعوبة في النطق لكنها إرادة الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا السماء وتكمل الأستاذة منى في حوارها مع السلطة أن همسات تعتبر معجزة بكل ما يحيط بها من ظروف بل كانت من أفضل الحافظات للقران ممن قمت بتحفيظهم بل هي الوحيدة التي لم تتعبني في تحفيظها وتلقينها وأقوم حاليا على تعليمها أحكام التلاوة وطالبت الأستاذة منى بان يتم تخصيص أماكن معينة لمساعدة ممن هم فى مثل حالة همسات من زوى الهمم في تحفظيهم للقران الكريم والسنة النبوية وتمنت آن يصل لشيخ الأزهر قصة همسات ويقوم بتكريمها".

والد همسات : لدى 5 بنات وربنا كرمنى بهمسات وافتخر بحفظها لكتاب الله
ويضيف الأستاذ خالد محمود سليم والد الطفلة همسات أنا لدى 6 بنات أصغرهم همسات وفى بدايات عمرها أصيبت بمياه في المخ مع وتوجهنا بها إلى العديد من المستشفيات وأجرينا لها عملية تركيب صمام في المخ وفى البداية كانت تبصر ولكن تطورت الحالة وفى بداية دخولها للمدرسة تعرضت لحالة سخونة بالجسم وتعرضت لحالة انسداد في الصمام أدى في النهاية إلى فقدها للبصر بعد تلف العصب البصري.

ويكمل والد همسات : بعد فقدان همسات للبصر وصعوبة في النطق بدأت همسات في حفظ كتاب الله وهى في السادسة من عمرها وقمنا في المنزل بتوفير الأجهزة الصوتية لتلقينها ووجدنا أنها سبحان الله تحفظ بشكل سريع للقران حتى وصلت إلى أكثر من 23 جزءا فأردنا أن نعلمها أحكام القراءات فتوجهنا بها إلى الأستاذة منى محفظة القران بالقرية والتي تقوم حاليا بتحفيظها مع تعلم القراءات الصحيحة وأحكامها وطالب والد همسات من المسئولين دعم همسات وكذلك المساعدة من الدولة في إجراء عمليات لتعديل الوجه والفكين ومتابعة الحالة الصحية لهمسات

همسات : حفظت القران لوحدي وأتمنى أن اطلع عمرة أنا وأبى

أما همسات وان تتحدث معها فكأنك تتحدث مع معجزة وأيه من آيات الله قلب نقى وروح سامية ازدادت سموا بحفظها لكتاب الله فتقول همسات للسلطة : أنا حفظت القران الكريم وأنا في أولى ابتدائي وحفظته لوحدى وأتمنى أن احصل على رحلة عمرة لي ولوالدي، لم تطلب أن يعود إليها بصرها ولا أن يتم علاجها لكنها تمنت أن تزيد المنح من الله بحصولها على العمرة
نتمنى أن تصل قصة ومعجزة همسات إلى المسئولين والى فضيلة شيخ الأزهر ويتم تكريمها.. فهنيئا لهمسات ولكل من حفظ كتاب الله ….هنيئاً لك فقد استعملك الله لحفظ كتابه في الأرض.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، من هُم؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.