موقع السلطة
الأربعاء، 25 ديسمبر 2024 09:16 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
مصر

السفير الهندي بالقاهرة: علاقتنا مع مصر ممتدة منذ آلاف السنين

ندوة المجلس الأعلى للثقافة بحضور السفير الهندي
ندوة المجلس الأعلى للثقافة بحضور السفير الهندي

نظم المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي، أمسية بعنوان «مصر والهند»، بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية برئاسة الكاتب صبري سعيد، حيث تندرج هذه الفاعلية ضمن إطار سلسلة أمسيات «علاقات ثقافية»، وقد جاءت احتفاءً بالعلاقات الثقافية والتاريخية الرابطة بين مصر والهند، وبالتزامن مع مرور خمسة وسبعين عامًا على استقلال الهند عن الاستعمار البريطاني.

وأكد الكاتب صبري سعيد، عمق العلاقات المصرية الهندية ومتانتها، واستشهد بالصداقة التي ربطت بين الشاعرين الكبيرين أحمد بك شوقي، أمير الشعراء، والشاعر الهندي الكبير طاغور، المتوج بجائزة نوبل بالقرن الماضي عام 1913م، موضحا التشابه الكبير بين الحضارتين المصرية والهندية، فكلتاهما قامتا على ضفاف نهرين عظيمين، وهما نهر النيل ونهر السند.

وحول ماهية الثقافة الهندية، قال السفير الهندي أجييت جوبيتيه، إن الثقافة الهندية تضم مجموعة من الأفكار والمعتقدات والتقاليد والممارسات النابضة بالحياة التي تطورت على مدى آلاف السنين، بداية من المستوطنات الحضرية الأولى لحضارة وادي السند في الجزء الشمالي الغربي من الهند وحتى العصر الحديث، فكان تطور الثقافة الهندية من خلال استيعاب وتبني الأفكار والمعتقدات القادمة من الخارج والناشئة داخل حدودها، وفي خلال تلك المرحلة تبنت الثقافة الهندية الأفكار عبر التاريخ في العصر «الفيدي»، وفترة «أشوكان»، وعصر «جوبتا»، وفترة الحكم الإسلامي في شمال الهند.

 

 

وتابع السفير الهندي، «بالطبع الأفكار التي ظهرت في العصر الحديث توضح لنا أن الثقافة الهندية المتطورة تتضمن عناصر أيديولوجية مهمة مثل مفهوم (Ahimsa) الذى يشير إلى اللاعنف، وأن العالم عبارة عن عائلة واحدة»، مستشهدًا بمقولة المهاتما غاندي «اللاعنف هو أعظم قوة تحت تصرف البشرية».

وأوضح أن رسالة السلام واللاعنف والحقيقة والإنسانية ذات أهمية دائمة، وتحظى باحترام عالمي، وقد أثر مفهوم «الأهيمسا» عند غاندي في قادة حركات الحقوق المدنية في العصر الحديث، مثل مارتن لوثر كينج جونيور ونيلسون مانديلا وآخرين، وإذا انتقلنا إلى العلاقات الثقافية الهندية المصرية، نتبين نشأتها منذ آلاف السنين، فقد تم العثور على قطعٍ أثرية مصرية في «لوثال»، وفي حضارة وادي «إندوس ساراسواتي»، وهناك سجلات للتبادل الثقافي بين الهند ومصر على مراسيم «أشوكا» الحجرية، وخلال فترة العباسيين والفاطميين تبادلت الهند ومصر المعارف والخبرات، وأثرتا التراث العلمي العالمي، وحديثًا فقد برز المهرجان الثقافي السنوي «الهند على ضفاف النيل» كأكبر مهرجان أجنبي في مصر، ولسوء الحظ كما تعلمون جميعًا، لم يتم تنظيم المهرجان خلال العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا.

فيما أكد السفير المصري الأسبق لدى الهند محمد حجازي، أن الهند لها أهمية عالمية خاصة، فهي تمثل نافذة للإنسانية بشكل عام، والثقافة والمعرفة والعلوم المعلوماتية بشكل خاص، لما يميزها من تنوع ثقافي متعدد الجذور شكل حضارتها التاريخية الممتدة عبر العصور.

وأشاد «حجازي» باهتمام الثقافة الهندية بقيمة الإنسان وإعلائها فوق سائر القيم الأخرى، مطالبا أن تحذو الهند حذو مثيلاتها من الدول الصديقة المتقدمة التي افتتحت جامعاتها في مصر، مؤكدًا أنه حان الوقت لتأسيس الجامعة الهندية في مصر، على غرار الجامعة اليابانية أو الصينية، «ولا شك أن السفير الهندي بالقاهرة سيدعم هذه الفكرة ويقدم سبل التعاون كافة، نحو نقل تجربة بلاده العلمية الناجحة في مختلف المجالات الفنية، مثل صناعة السينما والموسيقى».

كما شارك بالأمسية كل من السفيرة الدكتورة هبة المراسي، سفيرة مصر الحالية في الهند عبر الفيديو، والدكتور أحمد القاضي، أستاذ اللغة الأردية بجامعة الأزهر، والمستشار الثقافي المصري السابق بالهند، والدكتور شريف الجيار، أستاذ النقد الأدبي والأدب المقارن بكلية الآداب جامعة بني سويف.

وقد افتتحت الأمسية بعرض فيلم تسجيلي قصير، يدور حول أبرز الملامح الثقافية والشعبية للهند، وشهدت الفعالية استمرار المجلس الأعلى للثقافة في تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة؛ بغرض الوقاية والحد من انتشار فيروس «كوفيد-19»، كما أقيم عقب ختام الأمسية معرضًا للصور الفوتوغرافية، رصد أبرز مراحل العلاقات المصرية الهندية في العصر الحديث إبان تأسيس حركة عدم الانحياز، التي تصدَّرها الزعيمان الخالدان «ناصر» و«نهرو» مع الزعيم تيتو.

البنك الأهلي
الأعلى للثقافة الثقافة السفير الهندي سفير الهند سفارة الهند الهند
tech tech tech tech
CIB
CIB