مارلين مونرو الشرق.. سر اعتزال هند رستم التمثيل وتمنيها الموت

ملكة الإغراء أو مارلين مونرو الشرق لقب التصق بها، خطفت قلوب الجماهير بخفة ظلها وشقاوتها، صاحبة شخصية قوية فريدة من نوعها، في الأنوثة والجمال والكاريزما الطاغية ضرب بها المثل، برعت في تقديم أدوراها التي تنوعت بين الكوميديا والدراما بكفاءة، واعتمدت معظم أدوراها على الإغراء، واستطاعت خلال مشوارها الفني أن تحفر اسمها بحروف من نور في سجل النجمات الذين تركوا أثرًا كبيرًا حتى بعد رحيلهم.. إنها الفنانة هند رستم التي تحل اليوم ذكرى وفاتها.

عام 1931 في مدينة الإسكندرية بحي محرم بك ولدت هند رستم، لأب من أصل تركي، كان ضابط شرطة، إلا أنها عاشت طفولة قاسية بسبب المشاكل مع والديها التي انتهت بالطلاق، وبقيت هند مع والدتها لفترة حتى تزوجت الأم من رجل آخر ومن هنا بدأت معاملة الأم تجاهها تتغير حتى هربت لتعيش مع والدها، لكنها لاقت معاملة قاسية من زوجة أبيها.

 

ألحقها والدها بمدرسة فرنسية ومن هنا بدأت تشارك في الحفلات المدرسية بالرقص والتمثيل والغناء، وظهر حب الفن والسينما بداخلها، حتى لعبت الصدفة دورها في حياة هند رستم بعد الإعلان عن الحاجة لوجوه شابة جديدة للتمثيل في فيلم ”أزهار وأشواك” عام 1947 وبالفعل تم اختيارها لتشارك بدور صغير.

ظلت هند رستم تقدم أدوار كومبارس صامت في 8 أفلام منها فيلم “غزل البنات” عام 1949، حيث ظهرت تردد الأغنيات في فيلم ”غزل البنات” مع الفنانة ليلي مراد، وعام 1954، ظهرت من خلال فيلم ”الستات مبيعرفوش يكدبوا” بطولة شكري سرحان وشادية، في دور كومبارس ناطق حيث قدمت دور فتاه ”معتوهة” في مشهدين فقط.

تزوجت هند رستم للمرة الأولى من المخرج حسن رضا وبعد زواجها منه بدأت نجوميتها حيث قدمت أدوار البطولة وانفصلا بعد فترة دامت لمدة 5 سنوات فقط وكانت قد انجبت منه ابنتها الوحيدة “بسنت”.

بعد أن عاشت لمدة 7 سنوات دون زواج، وقعت في غرام دكتور محمد فياض طبيب نساء شهير كانت تتردد على عيادته كثيرًا لتوهمها بإصابتها بالسرطان، بعدما رحلت والدتها بنفس المرض، حتى وقعا الثنائي في غرام بعضهما وتزوجا.

أحبت هند رستم زوجها محمد فياض لدرجة كبيرة وبعد زواجها، قررت أن تعتزل الفن والتمثيل للتفرغ لحياتها الزوجية ولرعاية زوجها وابنتها الوحيدة “بسنت”، واعتزلت في قمة نجاحها وتألقها بعد ان قدمت ما يقرب من 74 فيلمًا سينمائيًا، منهم ”باب الحديد”، ”صراع في النيل”، ”الراهبة”، ”الجسد”، ”لا أنام”، ”الحلوة عزيزة”، ”ابن حميدو”.

اختتمت هند رستم مسيرتها الفنية من خلال فيلم “حياتي عذاب” الذي اعتزلت بعدها التمثيل، والذي عرض عام 1979، من إخراج علي رضا وتأليف محمد عثمان، وشارك فيه الفنانة نورا، عادل أدهم، عمر الحريري، عماد عبد الحليم وآخرين.

أما الأيام الأخيرة في حياة هند رستم فكانت مؤلمة حيث عاشت في اكتئاب بعد وفاة زوجها عام 2009، وكشفت ابنتها ”بسنت”، أن والدتها عانت من الاكتئاب في أيامها الأخيرة، منذ وفاة زوجها الدكتور حسن رضا، التي كانت صدمة شديدة لها.

وتابعت خلال لقاء سابق في برنامج ”هنا العاصمة”، أن والدتها كانت تتمنى الوفاة في كل لحظة، حتى توفيت عام 2011 بعد إصابتها بأزمة قلبية حادة.